بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم عبد الحميد الحمدي / الدنمارك

تونس عزيزة على كل التونسيين , والولاء لها ليس حكرا على حزب الحكومة أوأحزاب المعارضة , كل يجتهد لخيرها , والمصيب من جلب لها الخير , ودفع عنها الشر .

لذلك فإن الأخبار السيئة التي تنقلها وسائل الاعلام العالمية بشكل مستمر وخاصة هذه الأيام عن أوضاع حقوق الانسان في تونس , وفي مقدمة تلك الحقوق , حق الانسان التونسي في اختيار ما يلبس , إنها الحيرة حقيقة , أيعقل ونحن نعيش القرن الواحد والعشرين , نرى نساء وبنات تونس الحبيبة يتعرضن لحملة شرسة وقاسية من أجل نزع حجابهن , أما علم هؤلاء أن الحجاب هوية وعفة , وقبل ذلك كله واجب ديني , واختيار شخصي لايحق للآخرين التدخل فيه وشرائع السماء وقوانين الأرض تمنع ذلك , لو قرأنا تاريخ الأمم السابقة ووجدنا أنه في حقبة زمنية معينة كان الحاكم يتدخل في الكبيرة والصغيرة حتى في أبسط الحقوق كاللباس وغيره , لحكمنا على عهده بالظلام ,
ألانخجل من احفادنا واحفاد احفادنا , حين يدرسون تاريخنا ويتوقفون عند منشور 108 فيصابون بالدهشة والاستغراب , ويطرحون السؤال التالي : أهكذا كان أجدادنا ؟؟

ألا تعرضنا هذه القوانين الجائرة إلى لعناتهم والعياذ بالله , حقيقة الأمر خطير , يستدعي وقفة جماعية من الجميع وفي مقدمة المدعوين رئيس الدولة لمراجعة هذه المنشورات الظالمة , وأقول لسيادته الشجاعة ليست في الإصرار على الخطأ وإنما في العدول عنه.

ألا يسعدك أن يكتب عن فترة حكمك أنها توجت بحركة تصحيحية منك أعادت لتونس وجهها الصبوح , وبالمقابل ألا يحزنك , ويسيء إليك وإلى بلدك , أن حكومة العدو الإسرائيلي لم تمنع الفلسطنيات من الحجاب , والحكومة السويدية توظف الموظفات في التلفزيون الرسمي بالحجاب , والرئيس بوش يستقبل المحجبات في البيت الأبيض أمام كاميرات العالم.

إن تسوية الملفات العالقة لا يكلفك شيء, وإنما سيكون إضافة إلى رصيدك في مجالات إنجازاتك فيها واضحة.

السيد الرئيس رجائي أن تستمع ولو لمرة واحدة من مواطن غير مأدلج أي ليس من التيار الإستئصال العلماني , الذي اختطف القرار وعاث في الأرض فسادا , آباؤنا وأجدادنا ضحوا بأنفسهم من أجل تونس وهويتها العربية والإسلامية , وهؤلاء همهم الهدم لكل مقومات الشخصية الوطنية هدانا الله وإياهم إلى ما فيه المصلة للوطن الغالي .

وبصفتي مواطن متألم للواقع الذي تعيشه البلاد من صراعات , ويزداد تألمي حين أقرأ ما يكتب عن بلدي في بعض المواقع وخاصة العربية نت.
إن القلب ليتمزق وينزف دما عما لحق وطني العزيز من عار بسبب ملف حقوق الإنسان والحريات والتدين , لايظن ظان ان
ما توصف به بلادنا يفرحنا , لالا العكس هو الصحيح , تونس أمانة في عنق كل أبناءها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

هذه الخواطر كتبتها فيما يتصل بأمر الحجاب , والفضيحة الكبرى التي لحقتالذي يح بلادنا من جراء منعه ومحاربة مرتديه , وما إجماع العرب على أن تونس هي البلد الوحيد ارب الزي الإسلامي , إلا دليلا على هذه الفضيحة , أسأل الله اللطف ببلادنا