بقلم الأستـــــــاذ فتحـــي نصــــــري

Maitre_nasri@yahoo.fr

كـتـبـت مـنـذ أسـبـوع فـي ” الـوسـط الـتـونـسيـة ” همسـا أن كـثـرة الـمسـاحـيـق في رمضـان قـد تـفسـد الـصيـام ” و حـتـى لا أفـسـد صيـامـي سيـكـون كـلامي ” بـعيـدا عن أسـالـيـب الـمـجـاملـة الـعقيمـةو الـدبـلـومـاسـيـة الـرتـيبـة ” كمـا قـال أحد الأخوة في سـلسـلـة مـقـالاتـه الأخـيـرة الـمنشـورة بـالـوسـط،، و بـدايــة أود الإشـارة إلـى أن صـراحـتي قـد لا تـعجـب بـعـض الأخـوة، و لـكـن مـادام أن الشعار الذي رفع هو ” لا نـجـامـل و لا نـعـادي و لـكـن دفـاعـا عن الـحـق و الـوطـن ” فـلا بـأس من اقـتـبـاس هـذا الـشعـار و لـكـن أقـول دفـاعـا عن الـحـق كمـا تـراءى لـي و رأيـي قـابـل لـلصـواب و الـخـطـأ وسيكون أسلوبي كعادته بسيطا ومباشرا .

لا أشـك مطلـقـا في صـدق نـوايـا بعض الأخوة في الاسـراع في حـلحـلـة ملف الـمسـاجيـن الـسيـاسيـيـن بـتـونـس، و لـكـن عـنـد تـصفحـي لـمـقـالاتهم مـؤخـرا أحسـسـت بـأن هـنـاك سينـاريـو تـم إخـراجـه مـنـذ سنـوات، و يـعـاد عـرضـه الآن بـأبطال جـدد، و نـحـن نـعلـم جميعـا ” أن الـتـاريـخ لا يـعيـد نـفسـه فـإذا حـدث فـفـي شـكـل مـهـزلـة “.

و لـيسـمـح لـي الأخوة الكرام أن أتـسـاءل مـنـذ مـتى كـان الـمسمى – بـرهـان بـسيـس-” إعلاميا طمـوحـا وأنشط الـشخصيـات الإعـلامـيـة الـتـونسيـة ” ؟ فـمـا هـو وجـه الـطمـوح ووجـه الـنشـاط لـديـه،؟ و مـنـذ مـتـى حصلـت عـنـدهم الـقـنـاعـة بـأن الـسيـد بـسيـس ” يـمثـل أحـد الـوجـوه الـلامـعـة بـيـن الإعـلامـيـيـن الـتـونـسيـيـن في الـسنـوات الأخـيـرة…..يـنتصـر لـلـحـريـات الـعـامـة و الـفـرديـة و قـيـم الـديـمقـراطيـة و الـحـداثـة ” ؟

هــل تـطلبـون مـنـا إلـغـاء عـقـولـنـا و قـراءة مـا يـخطـه بـرهـان بـسيـس من الـيسـار إلـى الـيميـن رغـم أن الـحـروف الـتي يـكتـب بـهـا عـربـيـة، صـراحـة لـقـد فـوجـئـت مـمـا خـطـه الأخوة الـكـرام، فــأنــا أحـاول أن أقـرأ أغـلـب مـا يـكتـبـه بـرهـان و لـم أجـده يـومـا انـتصـر لـلحـريـات الـعـامـة و الـفـرديـة و قـيـم الـديـمـقـراطيـة و الـحـداثـة الـحقـة بـمفهـومهـا الـغـربي أو بـمفهـومـهـا الإسـلامي إلا إذا صـدق هؤلاء الأخوة أن تـونـس واحـة الـحـريـة و الـديـمقـراطيـة و أن الـنظـام الـتـونسي الـذي يـعتبـر بـرهـان واجهـتـه الإعـلاميـة مثـالا لـلنظـام الـديـمقـراطي الـحـداثـي

و تـتـوالـى الـمقـالات لـيـزداد استغـرابي عـنـدمـا حـيـى أحد الأخوة بـرهـان بـسيـس على وضوحه و مـبـدئـيـتـه في الـدفـاع عن مسـاجيـن حـركـة الـنهضـة و لـو من منطلـق إنـسـانـي كمـا قـال، مـعـذرة أخـي هـذه شـهـادة سـنـحـاسـب عليهـا إذا قـبلنـا تـسـويـقهـا، فـبـرهـان بـسيـس صـرح عـديـد الـمـرات أن الـسجـون الـتـونسيـة خـالـيـة من أي سجيـن سـيـاسـي، و أن مسـاجيـن حـركـة الـنهضـة هـم مسـاجيـن حـق عـام بـمعنـى ” مـجـرميـن ” قـال فـيهـم الـقضـاء كـلمتـه و هـم لـيسـوا مسـاجيـن سيـاسيـيـن، فـهـل يـعتـبـر هـذا دفـاعـا عن الأخـوة الـمسـاجيـن فــرج الـلــه كـربـهـــم ؟ أمـا مـا ورد فـــي مـقـــالـه الأخــير”عن الـتكـفـيـر و مـدرسـتـه ” فـهـو خـطـاب مسمـوم و مـفـخـخ كـان يـجـدر بـالأخ الـكـريـم قـراءتـه جيـدا،فـبـرهـان بـسيـس حـاول جـر الـمعـركـة إلـى مـربـع الـنهضـة الـداخلي بـالـتبـاكي على حـال الـمسـاجيـن و عـائـلاتـهـم و اعتبـار الـشيـخ راشـد الـغـنـوشي مسـؤولا عن مـأسـاتـهـم،و كـأن الأخوة الـمسـاجيـن عـذبـوا و اعتـقـلـوا فـي ” غـوانـتـنـامـو ” أو ” أبــو غـريـب ” و لـيـس في سجـون الـنظـام الـتـونسي،و كـأن مـأسـاة عـائـلاتـهـم و مـأسـاة الأخـوة الـمفـرج عنـهـم لـيـس سـببـهـا سيـاسيـة الانـتقـام لـنظـام الـسـابـع من نـوفمبـر الـذي يـعـد بـسيـس أحـد الـمـدافعـيـن عن هـذه الـسيـاسـة،و لـو قـرأ الأخ الكريم مقـال بـرهـان جيـدا لـمـا وجـه لـه الـتحيـة فـهـو يـدعـو بـصـراحـة و بـدون خـجـل إلـى إشـعـال فـتنـة داخـليـة بـيـن أبـنـاء حـركـة الـنهضـة و نـشـر مـا سـمـاه ” بـالـغسيـل الـداخـلي “،و لـلأسـف لـم يـتـأخـر الأخ الـكـريـم في الاستـجـابـة لـطلـب بـسيـس حيـن طـالب صـراحـة في مـقـالـه ” لا نـجـامـل ولا نـعـادى ” بـتنـحيـة بـعض الـقـادة من الـمسـرح الـسيـاسي و قصـده واضـح، و الأكيـد أن الأخ الكريم يـؤمن بـالـعمـل الـمـؤسـسـاتـي و تمثل قـيـمـة الـديـمـقـراطيـة داخـليـا قـبـل تـسـويـقهـا خـارجـيـا،و أبـسـط قـواعـد الـديـمقـراطيـة احـتـرام رأي الأغـلبيـة،و إذا أحـس الـفـرد أن الـخـلاف أصـبـح جـوهـريـا فـلا يـمكنـه كـأقـليـة إلا الاختـيـار بيـن الخضوع لـرأي الأغـلبيـة أو الانـسحـاب و اخـتيـار طـريـق آخـر لـتصريـف قـنـاعـاتـه،و الأخ المذكور حسـب مـا قـرأت لـه سـابـقـا اختـار الانـسحـاب من الـحـركـة فـكيـف يـطـرح نـفسـه خـطـا فـكـريـا مـعـتـدلا داخـل حـركـة الـنهضـة ؟ و لـم يـكتـف بـذلـك بـل ذهـب في مقـالـه ” مـا تـنتـظـره تـونـس بـمنـاسبـة شـهـر رمضـان ” إلـى تـحميـل حـركـة الـنهضة ضمـنـا مسـؤوليـــة الـهجمـــة الأمنـيــــة و الـمظلمـــة الكبيـــرة الـتــي تـعـرض لـهـا أبـنـاؤهـا بـرفضهـا كمـا قـال
” الـفـرصـة الـتـاريـخيـة الـواعـيـة و الـمسـؤولـة ” بـقبـول عـرض الـمشـاركـة في انـتخـابات 1989 تـحـت إطـار قـوائـم الـحـزب الـحـاكـم؟ ورغم كون هذه المعلومة غير صحيحة فان هـذا منـطـق غـريـب حـتى الـسلطـة لـم تـسـوق لـه، و أيـة ديـمقـراطيـة هـذه الـتي تـخيـر فيهـا حـركـة مـعـارضـة بيـن دخـول الانـتـخـابـات في قـوائـم الـحـزب الـحـاكـم أو الـزج بـأبـنـائـهـا في الـسجـون؟ مـعـذرة أخـي مـرة أخـرى أطلـب منـك إعـادة الـتفكيـر في هـذه الـمسـألـة فـليسـت هـذه هـي الـديـمقـراطيـة حتى في أبـشـع صـورهـا.

و إن كـان الأخ الكريم حـرا حـسـب قـنـاعـاتـه في الانـتصـار لـبـرهـان بـسيـس و الإعـجــاب بـمقـالــه
“عـن التكفـيـر و مـدرسـتـه “، إلا أنه سـقـط من حيث لا يـدري في الـقبـول بـاتـهـام مـؤسسـات حـركـة الـنهضـة و أبـنـائهـا غيـر الـمنخـرطيـن في تـوجهـه الـجـديـد بـالـتكـفـريـيـن، ذلـك أن الأخ الـكـريـم حـاول الـرد على بـرهـان بـسيـس عـنـد اتـهـامـه لـلحـركـة ” بـالـمدرسة الـتكـفيـريـة “بـكـون مـدرسـة الـنهضـة أكبـر من الـشيـخ راشـد الـغـنـوشي و تـوجهـه الـسيـاسي، أي أن هنـاك خـط فـكـري كمـا يـسميـه هـو بـالـمعتـدل داخـل مـدرسـة الـنهضـة لـيـس تـكـفيـريـا، و هـذا يـعنـي أنـه يـقبـل بـنعـت بـرهـان بـسيـس لـلبقيـة بـالـتكفـيـريـيـن،و كـان حـريـا بـالأخ الـمحتـرم مـادام يـدافـع عن الـحق أن يـرد هـذا الاتـهـام الـمغـرض عن حـركـــة الـنهضـــة بـرمتهـــا، فمنـــذ الــتـأسيـــس الـمبـــارك لـلحركة لـم يـتـــم اتـهـامهـا
” بـالـمدرسـة الـتكـفيـريـة ” و الأخ الـكـريـم عبـد الـحميـد الـعـداسي لـــم يـكفـر بـرهـان بـسيـــس فهو يعلم ان بين الـمرء و الـكـفـر الـشهـادتان، كما عجبت لـمـا خطـه الـدكتـور الـقـديـدي عنـدمـا سايـر بـرهـان بـسيـس في محـاولـة الصاق تهمـة الـتكـفيـر بـحـركة الـنهضـة في حـديثـه عن الـتكـفيـر الـديـنـي لـلإسـلامـييـن و الـتكـفيـر الـسيـاسي لـلـسلطـة.

و يـستـرسـل الأخ الـكـريـم إلـى الـقـول ” فـقـد وصـل الإسـلامـيـون الـتـونـسيــون بـتـيارهم الـوطني الـمعتـدل “فـهـل الـوطنـيـة أخـي جـبــة نـنـزعـهـا عمـن نـريـد ووقـتـمـا نـريـد، و هـل الاعـتـدال صـفـة يـنعـت الـمـرء بـهـا نـفسـه، أم احـتـكـام لأسـس و مـقـومـات ” الاعـتـدال “، عـفـوا أخي إذا كـنـت وصـلـت إلـى الـقـنـاعـة الـتي ذكـرتهـا فـهـذا مـع احـتـرامي لـوجهـة نـظـرك لـيـس اعـتـدالا لأنـك جعلت من” يـوسـف” الـملقى بـه في الـجـب مخـطـئـا و من أخـوتـه الـذيـن ألـقـوا بـه في الـجـب على صـواب.
و فـي خـضـم هـذه الـمقـالات يـطـل علينـا الـدكتـور أحمـد الـقـديـدي حـامـلا بـشـائـر الـوفـاق الـوطنـي في تـونـس معتبـرا أن الـحـوار بـيـن الأخـويـن الـكـريـميـن مـع الـواجهـة الإعـلاميـة لـسيـاسـة نظام الـسـابـع من نـوفمبـر حـوارا وطنيـا و بـشـائـر وفـاق وطني، هـل هـذا هـو الـحـوار الـوطنـي الـمنشـود الـذي سـينقـل الـمشهـد الـسيـاسي بـعتـمتـه إلـى الـحلحـلـة؟ ، عـفـوا اسـمـح لـي أن أقـول لـك أن الـقـفـز على الـمطـالـب الـحقـيـقيـة و الـجـادة لأي تـحـول سـيـاسي سـليـم بـمجـرد مسـاحـيـق إعـلامـيـة هـو دفـع من حيث لا نـدري لاستمـرار الـواقـع الـسيـاسي الـمتـعـفـن،و أن أي حـوار يـسـتـثـنـي القــوى الـحـقـيـقـيـة و الـوازنـة هـو مـخـاطـرة غـيـر مـحسـوبـة،فـعمليـة الـنفـخ في شـخصيـة بـرهـان بـسيـس و تـجميـل صـورتـه و اعـتـبـاره ” مـن الــوجــوه الـتي يـمـكـن الـتحـاور مـعـهـا مـن أجـل إرسـاء ثـقـافـة الـتسـامـح و الـتـنـوع و الانـتصـار لـقيـم الـحـق و الـعـدل و الـحـريـة ” كـمـا جـاء في مـقـال أحد المبشرين بهذا التوجه الجديد هـو مـحـاولـة لـلنـفـخ في بـالـون هـواء قـد يـعمـد صـاحبـه إلـى ثـقـبـه إذا أحـس بـأنـه أصـبـح مـنتفخـا بـشكـل كبيـر و هــذه سـيـاسـة الـدولـة الأمنـيـة الـمـركبـة.

لـيس هـنـاك مـن يـرفض الـحـوار و الـمصـالحـة و لـكـن لـلحـوار أسـس و لـلمصـالحـة مضمـون، فـالحـوار الـحقيـقي يـقـوم على الـتكـافىء و تغليـب الـمصلحـة الـوطنية و لـيس استجـابـة لإمـلاءات أو تـوبـة أو صـفـح، و لا أحـد يـريـد إطـالـة مـأسـاة الـمسـاجيـن الـسيـاسيـيـن، فـعيـب علينـا الـتسـويـق لـمقـولات مغـرضـة يـبثهـا الـمستفيـد الـحقيـقي من إطـالـة الـمـأسـاة و هـم الـذيـن مـا فـتـئـوا يـنفخـون في رمـاد الـفتـنـة لـمـزيـد استـعداء هـرم الـسلطـة على الـحـركـة الإسـلامـيـة، فـملف الـمسـاجيـن الـسيـاسيـيـن يـثقـل كـاهـل الـسلطـة بـعـد أن تـبنتـه الـحـركـة الـسيـاسيـة الـمعـارضـة بـرمتهـا و تـبنته أطيـاف الـمجتمـع الـمدني بـكـل تـلـويـنـاتـهـا و أصبـح الـملف يـمثـل مطلبـا وطنـيـا بـامتيـاز، فـأرجـو من الأخـويـن أن لا يـكـونـا مطيـة لاستجـداء عفـو و صفح يـخرج الـمسـاجيـن الـسيـاسيـيـن في صـورة المجـرميـن الـذيـن يـستحقـون عطفـا و صفحـا من قـلـب رؤوف و رحيـم، و إذا كانت الـسلطـة تـسعـى بـحـق لـتـسـويـة الـملف فـمـا يـمنعـهـا من ذلـك؟ فخـروج الأخـوة من الـسجـن لـن يـطـول بـإذن الـلــه،و لـعـل الـسلطـة بـحـاجـة من أي وقـت سـابـق لـمـن يـستـجـدي هـذا الـعفـو لتـظهـر بـمظهـر الـمتسـامـح و هـذا يـبخـس صـمـود الأخـوة الـمسـاجيـن فـلا تـكـونـوا مـطيـة لــذلــك.

و أخـيـرا أسـأل الأخـويـن الـكـريـميـن عن سيـاسـة ” نـصـف الـكـأس الـمـمـلوء” الـتي انـتهـجـهـا أحـد الأخـوة سـابـقـا و الـذي جـلـس إلـى الـرئيـس الـتـونسي و كتـب عـنـه مـا كتـب، فـإذا كـان الـدكـتـور الـهـاشمي الـحـامـدي قــد ذكــر أنــه مـلأ نـصـف الـكـأس تـشجيعـا لـلسلطـة على الـحـوار، فـهـل سـتـقـومـان بـمـلأ الـنصـف الـبـاقـي و بـالـتـالـي يـصبـح الـكـأس كـلـه مـمـلـوءا، و يـصبـح سـجـل الـنظـام الـتـونسي نـاصـعـا فــي مـجـــال الـحـريــــات و الـديـمـقـراطيـة و الـتـنميــــة و الـعـدالــــة الاجـتمـاعـيـــة
و مـحـاربـة الـفسـاد بـكـل مـظـاهـره… فـبـمـاذا سـتـطـالـبــانـه إذا أصـبـح الـكـأس مـمـلـوءا؟ ، وأقول للأخوين الكريمين أنا لا أرفض محاورتكما لبرهان بسيس فلست عدميا ولكن ليكن الحوار كل من موقعه حتى لا يجد القارىء نفسه بين وجهين لعملة واحدة رغم يقيني بصدق نواياكما،وليس بالإغراق في مدح رئيس الدولة وكأنه لا علم له بما حدث ويحدث يكون الحوار الحقيقي . هـذه بـعـض الأسـئلـة أطـرحـهـا على الأخـويـن الـكـريـميـن حتـى لا أقـول على ” الـتـيـار الإسـلامـي الـوطنـي الـمعـتـدل ” لأنـي لا أعـرف من انـخـرط في الـحـوار مـع بـرهـان بـسيـس سـواهـمـا، و أرجـو أن يـقـبـلا رأيـي و أسـئلـتي فـلـعـل في الإجـابـة عليهـا بـعـض من الـنصيحـة، و رأيـي مـجـرد رأي يـقبـل الـصـواب و الـخـطـأ.

و قـبـل خـتـم الـمـقــال أوجـه تـحيـة إكـبـار لـلقـلـم الـنقـي و الـحـر عبـد الـبـاقي خـليفـة على شـجاعـتـه و اسـتـواء قـلمـه و على مـا خـطــه في مـقـالـه ” مـتـى نـخـرج من الـقـرون الـوسـطـى ” و دعـوتـه إلـى الالـتـفـاف حـول حـركـة الـنهضـة، و يـشـرفـنـي أن أكــون مـن الـمستـجـيـبـيـن لـهـذه الـدعـوة الـصـادقـة، و أدعـو كـل الأخـوة الـذيـن غـادروا الـحـركـة لـخـلافـات سـيـاسيـة مـراجعـة مـوقـفـهـم و الالـتـفـاف حـول الـحـركـة، فـمـسـتـقـبـل حـركـة الـنهـضـة جــزء مـهـم و رئــيـسي مـن مـستـقـبـل تـونــس الـسيـاسي و الاجـتـمـاعي و الـثـقـافـي و الاقـتـصـادي ، وحتى يتأكد برهان بسيس أن حركة النهضة فعلا مدرسة لا يتخلى عنها أبناؤها وان اختلفوا في الرأي .