’ابكي ابكي يا حرية حيخلوكي ملكية، يا مبارك فوء فوء بكرة نشيلك زي فاروق، ثورة ثورة حتى النصر مش عاوزينك تحكم مصر، مش حنسيبك تحكم مصر، يا بلدنا يا وسية يا تكية لجمال والحرامية، يسقط يسقط حكم العسكر، لا مبارك ولا سليمان يسقط يسقط الطغيان، يا مبارك يا مفلسنا قول عملت ايه بفلوسنا، مصر فيها الف بديل، يا حاكمنا بالمباحث كل الشعب بظلمك حاسس، علي وعلي يلا الصوت اللي يهتف مش حيموت
وضع مشين سيبقى وصمة عار في تاريخ شعبنا
لا أحد قادر على تقييم الخراب الحالي الذي ألحقه نظام العصابات بمؤسسات ضرورية لحياة المجتمع كالشرطة والقضاء والجمارك والتعليم والإعلام، وكلها اليوم فوضى وتلاشي وضياع وعجز.أنظر انحطاط التعليم وخاصة التعليم العالي وكيف أن أول جامعة تونسية تحتلّ المرتبة 6719 أي في آخر قائمة جامعات العالم ويحدثونك عن إنجازاتهم الهائلة.
الأخطر من هذا كله تخريب الروح المعنوية. هو نشر في المجتمع بكيفية غير مسبوقة، الكذب والتزييف والعنف والتواكل والإذلال والإهانة، مدمّرا بكيفية لم يسبق لها مثيل أهم روابط المجتمع، أي الروحية والأخلاقية.
وضع مبرمج للتواصل إذ لا خيار لنظام العصابات غير سياسة التمسّك بالسلطة ولو بأقصى العنف.
إن انطلاق المناشدات المزيفة- ككل شيء متعلّق بهذا النظام المبني من الألف إلى الياء على الكذب والتزييف- للترشح لفترة رئاسية جديدة الخطوة الأولى التي ستتبعها عملية تغيير الخرقة المسماة “دستورا”.
لكن التمديد لا معنى له نظرا لعمر الدكتاتور، دون التوريث. ثمة لغط حول إحداث مجلس باسم رنان يضمّ رئيس البرلمان وبعض الخدم الآخرين للتغطية على وجود الصهر والزوجة، يقود البلاد حال موت الدكتاتور وينظم “الانتخابات الرئاسية” التي ستنتهي ديمقراطيا ب”انتخاب” السيدة بن علي لتقوم الدنيا وتقعد مفاخرة بأن تونس أول بلد عربي تحكمه امرأة….وقد بدأ التطبيل عبر الكتب المدفوعة الثمن التي صدرت والتي ستصدر هنا وهناك.
لا غرابة في الأمر والنظام بلا خيار آخر. لماذا ؟
لأن جرائم الحق العام التي ارتكبت في حق التونسيين من قتل تحت التعذيب وسرقة الأموال العمومية والخاصة في وضح النهار وقضايا أخرى مثل الاتجار في المخدرات، تجعل كل واحد من أفراد العصابات وعلى رأسهم بن علي، معرّضا للسجن بقية عمره. إنه الهاجس الذي يجعل والتمديد – التوريث الضمان الوحيد للمحافظة على الحرية وحتى على الحياة. نحن نواجه حيوانا جريحا أسير قفصه الذهبي، وسيدافع عن نفسه بكل شراسة والكل يعلم انه لا اخطر من حيوان محاصر وجريح ومهدد. انتظروا التهاب قمع ليس لديكم أدنى فكرة عما سيصله من شراسة.
كيف نضع حدا لوضع إن تواصل، سيرتهن مستقبلنا ومستقبل الأجيال الصاعدة لأجل غير مسمّى؟ بأربعة، إن جمعناها لن يمددوا إلا في عبث وجودهم ولن يورّثوا إلا جزءا صغيرا من أموالهم المسروقة.
1- اعتماد العقل
ضرورة التشخيص الصحيح
لم تكن الكثير من الأخطاء في التعامل مع النظام المشين بالضرورة نتاج خوف أو انتهازية وإنما نتيجة خطإ كبير في التشخيص. فالمشاركة بالحكم أو بالمعارضة لتوسيع الحريات والتدرج وسياسة المراحل أمور منطقية عندما نكون نمشي على مسار ديمقراطي ولو كان بطيئا. لكن بن علي وضعنا منذ البداية على مسار استبدادي ضيّق على الحريات تدريجيا وصولا للاختناق الحالي والبقية آتية.
أليس في كل التجارب التي مررنا بها ما يكفي من العضات ليصبح بديهيا للجميع ما طبيعة النظام الذي ابتُلينا به؟
هو يشبه حبّة خوخ: القشرة السطحية هي المؤسسات من “برلمان” و”حكومة” و”قانون” و”دولة” الخ …أما الثمرة فهي حكم البوليس وبالخصوص المخابرات، بما هي وكالة محلية للمخابرات الغربية والإسرائيلية، أما النواة الصلبة فعصابات حق عام لها ماض في تجارة المخدرات واليخوت والسيارات الفاخرة المسروقة ونهب المال العام والخاص . لكن أخطر جرائمها ليس الفساد كما يتصور الناس وإنما الإفساد. من يعرف أن المقاهي والمطاعم الفاخرة في الأماكن السياحية مملوكة لكبار موظفي الداخلية لإشراكهم في الغنيمة وجعلهم حرّاسا للسرقات الكبرى . من يعرف أن تشجيع الفساد في القضاء والشرطة والإدارة هو خطّ وخطة حتى يمكن التحكم في هذه المؤسسات عبر أشخاص تورطوا أو حتى ورّطوا في أعمال مخالفة للقانون والأخلاق. مثل هذه السياسة الشيطانية هي التي خربت كل مؤسساتنا . مكانُ مثلِ هذه العصابات في أي بلد يحكمه القانون والمؤسسات هو السجون وليس القصور.
يجب أن يكون لنا أيضا تقدير موضوعي للمرحلة المقبلة في صراع هذا النظام للبقاء؟
المشكلة أن أمرا كهذا شبه مستحيل ونحن لا نتوفّر إلا على معطيات متفرقة، والنظام مهيكل منذ انطلاقته على مزيج من “الأومرتا” (السرّ بلغة المافيا) والتضليل الذي تنفق فيه المخابرات أموال الشعب المسكين.
في هذه الحالة فإن الضمان الوحيد لعدم الخطإ في التقدير هو اعتماد طرق العلم في التفكير، أي اختيار فرضية نبني عليها مواقفنا وتصرفاتنا، شريطة أن تكون مدعومة بالتجربة والأحداث ومن الأحسن أن تكون أسوأ الفرضيات. إن صدقت كنا في مستوى التحديات وإن أخطأت نستطيع تغييرها بسرعة دون أن نفقد شيئا ونحن جندنا لها طاقات يمكن إعادة توزيعها.
هذه الفرضية هي أن الدكتاتور ليس مشرفا على الموت كما يشاع باستمرار وأن الهدف وراء الإشاعة تضليلنا …أنه سيترشح سنة 2014…أننا سنفيق كلنا صبيحة هذه البيعة الجديدة لنجد أنفسنا في نفس الورطة وقد تعمّق اليأس والإحباط وتفاقمت كل المشاكل.
الجزء الثاني من الفرضية أنه إذا كان فعلا مشرفا على الموت وإن مات بعد تمديد جديد فإن التوريث سيتمّ، لا لمصلحة الصهر أو الزوجة وإنما لشخص ثالث تتفق عليه المخابرات الغربية والإسرائيلية وتتبناه المخابرات المحلية و وهي أحسن من يعلم بغض التونسيين للعصابتين وخاصة لهذا الدكتاتور الغبيّ الذي ضيع كل الأوراق التي كانت بيده صبيحة انقلابه وأعاد تونس للنقطة التي أخذها منها. مثل هذا الشخص ومن وراءه يعلمون أن المدخل للشرعية ولقلوب التونسيين هو التضحية بالعصابتين المكروهتين لإنقاذ العصابات الأخرى والنظام نفسه.
معنى هذا أننا قد نشهد نكبة البناعلة مثلما عرف التاريخ نكبة البرامكة. إنها قاعدة من قواعد التاريخ أن الضربة لا تأتي من الخصوم أمثالنا الحريصين على انتقال سلمي للديمقراطية ولو بثمن عدم المحاسبة مقابل عدم إراقة الدم، ولكن من أقرب الناس و”أوفى” الأصدقاء.
المهم بالنسبة لنا أننا في مثل هذا ” التغيير” لن نربح إلا كثيرا من الوعود مع رجوع المهجرين وشيء من التنفيس في الحريات وبعض المناصب الوزارية لجماعة “التغيير من الداخل” و”سبق الخير” و”وصّل السارق لباب الدار” الخ.
لكن مثل هذا التوريث لن يغير شيئا في الجوهر. فالمنقذ الجديد لن يحتل منصبه إلا لأن من عيّنه واثق من مواصلته نفس السياسة الخارجية: التطبيع والليبرالية المتوحشة ومحاربة الأصولية والمشاركة البوليسية وفتح المحتشدات لحماية حدود أوروبا من الزحف الإفريقي. أما على صعيد السياسة الداخلية فلأنه لا مجال لإصلاحات في العمق إلا بالحريات ولأن هذا يتعارض مع مصالح أسياد الداخل والخارج فلا خيار غير المحافظة على نفس الوضع لكن بأساليب أقل غلظة وبذاءة من التي اعتمدها “العهد البائد”. هكذا لن يتوقف الانحطاط لحظة إلا للعودة من جديد وبأكثر سرعة.
إنه مستقبل رهيب بكل المقاييس ومشروع واجب كل تونسي العمل على إفشاله. كيف؟
2- عودة الروح
من أبشع جرائم الدكتاتورية ضربها للروح المعنوية لشعبنا. أي تونسي يحترم اليوم نفسه وشعبه ؟
استمع إلى ما يقوله التونسيون عن التونسيين وسيصدمك عمق كره الذات، وهو اليوم من مميزاتنا الوطنية وحتى القومية.
صحيح أننا شعب يقول قبل ظهور بن علي “اخطا رأسي واضرب”، ” أرقد لهم في الخطّ”، “بوس الكلب من فمه حتى تقضي حاجتك منه”، “اللي خاف نجا”، “شدّ مشومك لا يجيك ما أشوم”. صحيح أنك لا تجيل بصرك حولك إلا وتواجه بالانتهازية والجبن والضعف.
كل هذا ليس طبيعتنا الوطنية وإنما الجزء المظلم منها … الزبالة التي نشأت منها هذه الدكتاتورية الحقيرة وعملت كل ما في وسعها لنشره، إذ لا يمكن أن تعيش إلا منها وعليها.
لكن من يستطيع أن ينكر أن هناك تونسيون رفضوا الانبطاح والذلّ ورفعوا إلى أعلى المستويات قيم الشجاعة والتعاضد والتضحية والصبر والصلابة والإيمان. أليس الدغباجي الذي رفض ثني الركبة عندما أعدم وحشاد وبن يوسف وكل الذين استشهدوا منّا وإلينا؟
من يقدّر ما تطلبته مقارعة الدكتاتورية الحقيرة طوال هذين العقدين من تضحيات قدمها آلاف من التونسيين وعائلاتهم، وعلى ماذا تهشمت كل مطامح الدكتاتور في حكم مطلق ومريح إن لم يكن على رفض أقلية تخدم قيما، وهي أول من تعلم أنها تضرب بهذا مصالحها الشخصية ؟
هذه الأقلية هي الحاملة للجزء الخيّر من طبيعتنا. صحيح أننا في لحظة من تاريخنا تبدو فيه مساحة الظلام كليل كالح ومساحة النور لا تتجاوز أولى تباشير الصباح. لكن ألم يَعِدنا شاعرنا الوطني والقومي بأن الليل سينجلي مهما طال؟
نعم يجب أن نعتبر ما ظهر منا من تقصير في حمل القيم التي تحي وتكبر بها الشعوب مرحلة عابرة.
يجب أن نستلهم من الدغباجي وحشاد وبن يوسف وفيصل بركاتي وعبد الرؤوف العريبي وكل شهداء التعذيب ، لكن أيضا من أبطالنا الأحياء مثل شيوخنا الأجلاء أطال الله في عمرهم مثل علي بن سال والصادق شورو ومحمد الطالبي وكل الذيم الذين لم يرضخوا يوما للإذلال وقد تجاوزوا السبعين من العمر . هم أيضا تونسيون وهم حفظة القيم المحاصرة والمحاربة والتي ستعود يوما كجدول نجح جدار قذر ومتداعي في إيقاف تدفقه لكنها سصبح بفضل رفعكم للتحدي نهرا يحطم هذا الحاجز.
يجب أن نرفع رؤوسنا وأن نرفض تواصل إذلال شعب بأكمله من قبل أذل خلق الله . يجب ألا نترك الإحباط وكره الذات يسمم حياتنا ويحقق أغراض الدكتاتورية التي تعمل جاهدة على خلق هذا الشعور وتعهده بكل التقنيات النفسية التي يدرسونها في أكاديميات علوم إجرام الدولة. يجب أن نهبّ بقوة متجددة لفرض رجوع الكرامة إذ لا نجاح لأي ثورة في السياسة دون هذه الثورة في الضمائر.
3- تصعيد وتنظيم المقاومة المدنية
يخطئ من يتصوّر أن المقاومة المدنية شعار أجوف أو مشروع للتحقيق في يوم من الأيام، فهو واقعنا منذ انتصاب الدكتاتورية حتى وإن لم ننتبه لطبيعة ما نفعل ولم نعطه الاسم الوحيد الذي يليق به. أنظر إلى صمود المهجرين بعد كل ما عاشوا من ملاحم لوصول برّ الأمان …انظر لموجة التديّن، للاحتجاج في الفضاء الافتراضي للانتفاضات العفوية في الرديف وبن قردان، للتشهير الحقوقي، لإضرابات الجوع العديدة، لأحداث العنف هنا وهناك، وحتى لموقف من لم يكفوا من داخل النظام على مدّنا بأسراره النتنة …كل هذه مظاهر لنفس الإرادة: التصدي لنظام العصابات وتجاوزاته . أليس كل هذا مقاومة ؟
للتاريخ ، بدأت المقاومة المدنية تتنظم بصفة واعية ابتداء من منتصف التسعينات.
فبعد استيلاء السلطة على الرابطة سنة 1994 وشلّ الاتحاد العام التونسي للشغل وضرب كل مؤسسات المجتمع المدني، تمّ لقاء في بيتي حال خروجي من السجن بجدول أعمال فيه نقطة واحدة: إعادة البناء على الخراب. يومها قررت مجموعة لا تتجاوز عشرة أشخاص الدخول في إعادة هيكلة المجتمع المدني عبر بعث مؤسسات مدنية لا يخترقها النظام. من هذه الإرادة الجماعية ولد المجلس الوطني للحريات ثم ولدت رابطة اتحاد الكتاب وبدأ العمل على ولادة اتحاد شغل جديد (للأسف دون نتيجة) وأردنا بعث حركة سياسية ديمقراطية لا تنخرط في لعبة التعددية المزيفة ولا خط لها غير تفعيل خيار المقاومة المدنية كانت ثمرتها ” المؤتمر من أجل الجمهورية” .
يعلم الله الثمن الذي دفعه حملة المشروع وقد استهدفوا في حياتهم وحريتهم وشرفهم ورزقهم وبيوتهم وأولادهم، لكنهم ثبتوا على قلة عددهم و رغم ما تلقوه من ضربات موجعة. إنهم بحق مقاومون أشداء حافظوا هم وإخوتهم المتواجدون في حركات سياسية أخرى أو خارج كل إطار، على شرف التونسيين، معطين عكس الصورة النمطية الكاذبة التي استبطنها التوانسة عن أنفسهم، وإليهم كلهم أريد أن أتقدم بأسمى عبارات المحبة والتقدير والاحترام.
بعد اتّضاح عبثية المشاركة في “انتخابات” 2004 للجميع وظهور حركة 18 أكتوبر التي رأيت فيها تجسيدا لحلمي المتواصل بجبهة سياسية لا تطالب بإصلاح النظام وإنما بسقوطه وتتقدم للداخل والخارج كالبديل الديمقراطي، ظننت الثمرة بدأت تنضج.
هكذا أطلقت في أكتوبر 2006 من منبر الجزيرة نداءا إلى الشعب التونسي للدخول بقوة في المقاومة المدنية وقررت الرجوع لتونس رغم بطاقة الاستدعاء للمثول أمام حاكم التحقيق التي تسلمها شقيقي عشية العودة وبعث السلطة بإنذار إيقافي في المطار. لكن أي مصداقية للدعوة للمقاومة المدنية من الخارج ؟ هكذا ركبت الطائرة وأنا مقتنع أنني سأقضي ليلتي في السجن. لكن النظام كان أخبث مما توقعت، فقد تُركت طليقا لأصبح فريسة الأوباش يتعقبونني في كل خطوة. أذكر يوم مشيت على كورنيش سوسة وورائي مائة منحرف على الأقل تابعوني بالسب والشتم والمحاصرة وكنت أتجول بهم عن قصد أمام المقاهي التي يتجمع فيها المثقفون والسياسيون لعل أحدا يغيثني. عبثا. نفس الشيء في الكاف، عندما ذهبت للوقوف أمام السجن تضامنا مع محمد عبو وكان برفقتي زوجته وسمير بن عمر وسليم بوخذير وكدنا نقتل ذلك اليوم ولم يتحرك أحد. آخر تجربة في دوز عندما حاولت مع مجموعة من الشباب التظاهر يوم العيد فحاصرنا البوليس بكثافة منقطعة النظير …والناس تتفرج. البقية شهران من العزلة قاطعتني فيها الطبقة السياسية التي اعتبرتني خصما مزعجا جاء لينازعها عظما افتراضيا اسمه الزعامة. موقف هذه الطبقة وموقف الناس أقنعاني بأن خطاب الدعوة للمقاومة المدنية إما جاء بعد الأوان وقد حطم النظام معنويات شعب محبط وعاجز، أو قبل الأوان والناس لم تختزن القدر الكافي من الغضب للخروج للشارع وفرض حقوقهم والدفاع عن كرامتهم. لذلك قررت العودة للمنفى حيث أستطيع على الأقل مواصلة التحرك، والقرار كان ولا يزال العودة يوم تصبح للتضحيات مهما غلا ثمنها جدوى.
قناعتي اليوم بعد أربع سنوات من هذه المحاولة الفاشلة أن الظروف بدأت تنضج فعلا، فالنظام أسقط آخر قناع، واستراتجيات المشاركة الاحتجاجية أظهرت عقمها ودورانها في نفس الحلقة المفرغة العبثية، والأزمات الاقتصادية والسياسية والروحية في أوجها والشباب الذي يصرخ في الفضاء الافتراضي لا ينتظر إلا قيادة وخطّا وخطّة للدفاع عن مستقبله.
كم يثلج صدري أن أرى البرادعي يدعو بنفس المصطلحات إلى ما دعا إليه المؤتمر منذ عشر سنوات وكل الحركات السياسية في الوطن العربي تتفحص الخيار باهتمام متزايد وقد أغلقت كل الأبواب الأخرى لأن هذه النظم الإجرامية لم تعد تترك لشعوبنا إلا خيارين الاندثار أو المقاومة، وهذه المقاومة لا تكون إلا سلمية أو مسلحة وقد اخترنا منذ البداية أن تكون سلمية ونحن أعلم الناس بأن كل النظام مهيكل على العنف وأنه سيخلقه لافتعال محاربته.
ما الذي يتطلبه ويفرضه الوضع إذن؟ أن نترك جانبا كل خلافاتنا بخصوص الانتخابات والإصلاح من الداخل فكل الطيف السياسي متفق لأول مرّة على رفض التمديد والتوريث وهو ما يعني آليا المطالبة برحيل بن علي ورفض تواصل نظامه.
إنها الفرصة التاريخية لبلورة أوسع تجمع ممكن ضد الاستبداد: تجمعنا كلنا حول شعار” لا تمديد ولا توريث” والانخراط من الآن في رصّ الصفوف لأعمال نضالية مشتركة ستبني على أرض الواقع جبهة ديمقراطية مهمتها تصعيد وتنظيم المقاومة المدنية بداية من التحريض على الثورة السلمية وصولا لتنظيم العصيان المدني مرورا بكل أشكال الإضرابات المتتالية والمظاهرات التي تنطلق في نفس اليوم من ألف مكان ومكان، مع دعوة قوات الأمن والجيش باستمرار لحماية المجتمع من الإجرام المنظم وليس مواصلة الدور القذر الذي ورطتهم فيه العصابات أي حماية الإجرام المنظم من المجتمع.
إن اتفاق أغلب الطيف السياسي بما فيه النهضة على نوعية النظام الذي نريده لتونس أي النظام الجمهوري – الديمقراطي، تعطي لمثل هذه الجبهة كل الحظوظ وكل الشرعية للتقدم لحكم بلاد يكفي ما قاست من ويلات أنظمة استبدادية تتوارثنا منذ نصف قرن. فإلى مسؤوليتاكم أيها الشباب في بلورة هذه الجبهة تونس تستصرخكم لإنقاذها من الأنياب والمخالب للذئاب التي لا تشبع.
4- التمسك بحلم عظيم
نحن اليوم شعب وأمة بلا قدرة حتى على الحلم. كان لأجدادنا حلم اسمه الاستقلال والوحدة العربية والاشتراكية، ولا نتجاسر حتى على رفع شعار “ليرحل بن علي”.
بمناسبة ذكرى 9 أبريل 2009 كتبت نصا عنوانه برنامج “تونس وطن للإنسان’’ ومرّ دون تعليق إلا من بعض الأصدقاء الذين وصفوه بالحلم الجميل. ربما تصوّر البعض منهم أنني سأغضب للوصف. لكنني لم أغضب بل بالعكس. نعم إنه حلم وجميل…تصوروا لحظة …. ..وطنا اسمه جمهورية التونسيين … علم جديد للقطع مع علم أصبح لا يرمز إلا لمراكز البوليس والشعب الدستورية …
جواز سفر مكتوب عليه مِلك للتونسيين وحق مضمون بالبند 13 من الإعلان العالمي وبدستور جمهورية التونسيين … عاصمة اسمها القيروان الجديدة …دولة يرأسها مجلس جمهوري لا رئيس فرد بعد اتضاح خطورة الخيار … توزيع محكم للسلطات بحيث لا مجال لاستبداد طرف بالسلطة … مجلس دستوري فعلي بصلاحيات واسعة لضمان حريات التونسيين …قضاء مستقل لا مستغلّ…مجلس أعلى مهمته السهر على المال العام وملاحقة أي سارق، خاصة إذا كان من أعضاء المجلس الجمهوري ….رفض دفع الديون التي أغرقتنا بها العصابات واستعمالها لبرنامج طموح لتشغيل الشباب …استرجاع الأموال المنهوبة أينما أخفيت …دعوة المؤتمرات السياسية و المهنية لوضع خطط بعيدة المدى لإصلاح الاقتصاد والجامعة والقضاء والإعلام الخ . ألن تصبح بحق تونس الأرض التي نفرّ إليها وليست الأرض التي نفرّ منها.
تذكّروا حلم مارتن لوثر كنج منذ نصف قرن. هل كان أوباما يدخل البيت الأبيض لولاه. تذكروا حلم غاندي. لولاه لما خرجت بريطانيا من الهند أو ربما بعد زمن أطول. تذكروا حلم مانديلا الذي لم يمدّ غطاءه على قدر رجليه ولم يطالب في إطار سياسة المراحل برفع التمييز العنصري في الباصات ثم في المراحيض ثم الدخول من الباب الصغير لبرلمان العنصرية وإنما قال ليذهب الابارتايد …وذهب. كل الذين يسخرون من الأحلام والحالمين لا يفهمون الوظيفة الحقيقية للحلم وأنه الرؤيا البعيدة المدى لكبار النفوس والعقول …الخطوة الأولى والضرورية على الدرب الشاق الخطر الطويل لنحت جزء من الواقع بالكاد ننتبه لمعجزة تحققه.
نعم تذكّروا قانون “كل الأحلام لا تتحقق لكن كل الأمور العظيمة كانت يوما من الأحلام”، فليقدنا حلم عظيم وهو أن تصبح تونس في يوم قريب بعون الله وبعزيمة كل فرد منا وطنا للإنسان.
ملاحظة
ملاحظة شكرا على الدعم ببعث هذا النص لعشرة من أصدقائك يوزعونه بدورهم على عشرة من أصدقائهم إلى أن يصل النداء كل تونسي.
ARABO CENTRIC AS A GUIDE TO
DEMOCRARTISE IS LIKE BARKING
ON THE WRONG TREE.
A path that never existed historicly
or in the current times.
A free election in Irak but the prime
minister does’nt accept defeat,
Nearly one year later and no solution
simply they don’t accept democracy,
and don’t abide by it.
Can any one sort the absurdety of300
different parties particpation?.
From the days after mohammed the prophet
succession was achieved either by killing
the leader either militarly or trickery.
Those that weren’t passed the rule to their
sons.By flagging an Egytion banner as a
model to fellow to demand change to
democracy is like selling a toilet a place
where you can have a fresh air.
Some have dillusional grander about EGYPT
where 50% of their people are still on horse
and cart like in 11 th centry.
Back to tunisia there was never a dream but
a continuous nightmare from day one of
bourguiba.He eliminated every colleague that
could present a challenge to him even when
they were refugees in germany and else where,
any minister who became too popular was
eventually was demonised and cut to pieces.
I recall when he sent tanks to the kef to
obliterate people that were his supporters
and by their help he got there,then do
people remember when he con fiscated people
land by force for his flirting with communisme
then blaming ben salah whom I think is an
other idiot self engrossed,that idolised
youguslavia,tito,cisescou of romania……..
Then as master teacher,he left us as a main
act his favourite student the best killer,
the biggest thug as inerior who he come to
rescue his master in his dark days.
The rest you know better than me.
The trusted turns on the master, how could he be
trusted?…Tell me…..?.
History tells us one thing:no deals with these
types,the only solution is a violent overthrow
like the philippine,romania and a lot of similar
places or their death like spain franco ,etc….
Those who propose reconcilation are kidding,
franko never emptied the coffers of spain.
No leniency or you will have an infinite ziblas,
and bourguibas.
To say that there is no outstanding obvious choice
but how do you know,where did zibla get his
scholarship and what school of management or
leadership did he go to,is It what you wanted
from a leader?.
Dig the soil,create the right conditon,a lot
new seedling and plants will appear.
Make sure that the advisers are the right ones
the system is right,the deterrent are there,
the divergence is there not the phony unity,
we accept different forces with opposed views and the
tention between them that create creativity.
Not some clown allowed 30% from all national votes
his self representation,then the party he leade
the other70%.OH WHAT A SYSTEM.
Si Moncef, le diagnostic est limpide et clair.
Il est de plus partagé avec un trés grand nombre de nos concitoyens.
La nature mafieuse du régime ne trompe plus personne .. aidés en cela par l’arrogance et le sentiment d’impunité de la bande de voyous qui nous gouverne.
La question à 1 million de dollars est : quelles actions maintenant ?
Avec ce régime mafieux , la marge de maneouvre est quasi nulle : la dictature use de 3 moyens redoutables qu’elle maitrise bien : la peur, la soumission et l’intéressement.
L’administration est soumise, les intellectuels et hommes d’affaires intéréssés et le peuple a peur … le camp de la peur est aujourd’hui du coté du peuple ..
Pour faire basculer la peur de camp , il faudrait une action concertée , méthodique et pragmatique comme ont procédé toutes les révolutions réussies de cette deuxième moitié du siècle .. nous sommes dans un monde de l’audio-visuel, il faut une chaine de télévision qui permet au peuple tunisien de : 1. connaitre la vraie nature du régime en mettant sur la place publique toutes les pratiques mafieuses des familles au pouvoir , 2. faire connaitre aux tunisiens des visages d’hommes libres et intègres qui sont la vraie alternative à cette dictature en place , et 3. permettre de lancer des mots d’ordre populaires afin de faire changer la peur de camp.
Le jour ou le peuple tunisien prendra son sort en main, grace à une action intelligente de ses nouveaux leaders (car il en faut !), le régime mafieux ne pourra plus compter sur personne, et les changements de veste seront plus spectaculaires et plus rapides que tout ce qu’on peut imaginer .. car ce régime de voyous gouverne avec la peur et l’intimidation sans aucune intelligence ..
Le jour ou la peur change de camp .. c’est le jour ou le peuple scandera : mourons, mourons que vive la nation.
Ceci ne peut pas se faire Monsieur Marzouki avec tout le respect que j’ai pour vous et votre action par un appel simple au peuple de se révolter .. mais peut se faire avec une préparation minuitieuse, pragmatique en y mettant les moyens humains et financiers .. et ne peut se faire que si l’oppostion tunisienne comprend qu’il est de son intêret de se rassembler autour d’un programme minimum et surtout d’un candidat unique qui sera la visage de l’opposition : un visage reconnu, respecté en internet et à l’étranger … et qui inspire la confiance des foules et qui puisse avoir le charisme nécessaire pour mener les foules à une révolution qui balaiera ce régime et ses sbires.
Ces actions ne pourront pas se faire en Tunisie mais à partir de l’étranger .. car il faut être plus intelligent que ce régime de voyous et de bandits qui ne reculera pas comme toute mafia à liquider ses opposants.
Il est illusoire de croire que cette bande de voyous va lacher le pouvoir pacifiquement, je pense que nous devons comprendre que le changement de régime va demander en Tunisie son lot de martyrs à la manière d’une 2ème indépendance .. je le dis la mort dans l’âme, mais nous sommes plusieurs à partager cette analyse. C’est un vrai combat .. et une vraie révolution qu’il faut.
Pour mener à bien cette action, les élites se doivent de réunir les moyens humains , financiers ainsi que les appuis internationaux pour un vrai programme de société que la tunisie millénaire , la tunisie de la démocratie carthaginoise mérite.
La peur changera de camp, le jour ou les tunisiens prendront conscience de leur combat et pourront voire une alternative respectable.
Avec tout mon respect.
Je partage également ton analyse yé Ami. Mais je suis dubitatif sur qui sera la figure de l’opposition dissidente (ou pentouflarde) qui fera le premier pas. J’ai aussi quelques doutes en ce qui concerne tes categories parmis les intéressés et les plus intéressés les classes populaires trouvent aussi leur compte dans ce tissu mafieux. Ne va pas croire que seul les hommes d’affaire et les salonards sont aux premières loges de la corruption. Le cancer comme dit Si Moncef est généralisé.
Nous sommes d’accord que le seul moyen est la révolte. Une vraie révolte comme il se doit. Ema aujourd’hui on ne se révolte pas avec des consciences abruties par des années d’enferment. Le seul déclencheur sera une lutte entre les clans et la fin naturelle du dictateur (a moins qu’il se soit cloné :)
C’est le moment ou une figure integre devra sortir du lot et ecraser ces clans de merde. Je pensais a l’armée mais meme l’armée a été décimée par ce connard et il n’y reste plus que des grosses tarlouzes la queue entre les jambes. L’alternatives puisqu’il y en a pas sera un connard du type Momo de Mateur manipulateur de l’ignorance collective et du Dieu des sous hommes. UNe couche de lubrifiant sur la tete et le supo passera mais chez les plus coincés du culs.
C’est triste mais cha3b mnayak.
Mon Cher Neo,
De 2003 à 2009 pas moins de 3000 jeunes ont été traduits en justice sous la coupe de la loi “anti-terroriste” et écopent de peines trés lourdes de prisons. Pour la plupart ce sont des jeunes de 20 à 25 ans, ayant eu envie de passer à l’action dans un pays qui ne tolère pas une respiration bruyante.
On ne voit pas tous les procès injustes intentés à ceux qui osent dire “non” .. on ne voit pas toujours toutes les pratiques mafieuses de l’appareil de l’état contre les tunisiens intègres et honnêtes et qui ont simplement osé ne pas rejoindre le cortège des flagorneurs professionnels et amateurs.
Aujourd’hui , on ne voit que les sales derrières de ceux qui sont prosternés devant une famille de voyous. Demain, on verra les visages de milliers, de centaines de milliers d’hônnetes citoyens, menés par une élite respectable.
Notre priorié aujourd’hui est de faire que cette élite bouge pour encadre un peuple qui ne cherche qu’à exploser à la face de ces mafieux.
Il faut y croire mon cher ami … car l’histoire est pleine de ces exemples .. Le peuple tunisien n’est ni meilleur ni pire que les autres peuples.
Bien amicalement.
Je veux bien te croire mais je demeure dubitatif quant aux valeurs qui pousseront les gens à se révolter. L’histoire est pleine d’exemple de remplacements de dictatures par une autre. Cette révolution que tu espères conduira à une catastrophe encore plus grande s’il n’y a pas de structure politique sensée derrière.
Enfin bon… On verra, l’espoir fait vivre !
Si Moncef, merci pour vos articles qui sont autant de lumières dans l’obscurité intellectuelle tunisienne.
A Neo, je pense que la seule valeur qui poussera les tunisiens à se révolter et la “Khobza” ni plus ni moins. L’histoire nous apprend que les tunisiens de l’après-indépendance ne se révoltent que lorsqu’ils ont faims et que les valeurs de liberté et de démocratie sont des principes creux qui ne veulent pas dire grand chose pour un tunisien lambda.
En effet, un tunisien moyen ne sait ni “réfléchir” ni critiquer ni élire, il veut qu’on décide pour lui, qu’on lui “fasse” des usines, des routes, en somme c’est un sujet passif.
En revanche, le jour où il a faim, là il est capable de surmonter ses peurs et de se révolter. C’est à ce moment là que cette chère “Elite” doit savoir instrumentaliser cette révolte dans le “bon” sens.
Quant à une démocratie en Tunisie, je n’y crois pas, du moins pour les 20-30 années qui viennent. Je m’explique, dans la plus part des familles tunisiennes on assiste à des dictatures en miniature, des parents (souvent le père uniquement) qui décident de tout pour leurs enfants, des débats ou dialogues quasi inexistants voire une répression de tout avis contraire… Par ailleurs, une démocratie dans un pays miné par le racisme régional voire tribal est dangereuse pour l’unité du pays et peut mener à une guerre civile…
Au risque de choquer, je crois davantage à un régime autoritaire mais avec des contrepouvoirs dignes de ce nom, à savoir une vraie justice indépendante, un vrai parti unique à la chinoise… Ensuite, une fois que le peuple est suffisamment “éduqué” aux valeurs démocratiques en ce compris dans le noyau familial, là on pourra transiter vers une vraie démocratie…
Vive la Tunisie !
حان الوقت ان تتحرر الامعة من سطو قواة الامن والبوليس السياسى,فى الجامعة تلاحض مزيد من تقهقر الحرياة و تدهور مستوى التعليمى الذى اصبح يتدخل فيه عناصر من الامن فى تعىنالمحاضرين وحتى ضيوفالجامعة وهذا خرق لمدا اسقلال الجامعة عن السلطة التنفذية التى تدخل فى اتتخباة الاتحداة الكلابىة ,المكلوب اخلاء الجامعة من رجال الامن وتعوىضهم بموضفين مدنين تا بعين لوزارة التعليم