المقالات المنشورة بهذا القسم تعبّر عن رأي كاتبها فقط و لا تعبّر بالضرورة عن رأي نواة
Palais présidentiel de Carthage
في أول ظهور له بعد تقلده منصب الوزير الأول، أكد السيد الباجي قايد السبسي أنه سيعمل خلال الأيام القادمة على إنارة الرأي العام و كشف حقيقة ما حدث يوم 14 جانفي (و قبله و بعده)، مؤكدا على “الصدق في القول و الإخلاص في العمل”.

تمرّ الأيام و تتوالى الأحداث، و لا وجود لرواية رسمية إلى حد كتابة هذه السطور تضع حدا للروايات و الإشاعات التي تتكاثر، و تقتصر الإجابة الرسمية على كون “البحث جاري” .. و لا ندري إلى متى؟ فالشعب التونسي لا يمكنه الحديث عن إنتصار لثورته، أو الحديث عن ثورة أساسا، مادامت تفاصيل الأحداث التي عاشتها البلاد، من عمليات قنص أدت إلى سقوط أكثر من 200 شهيد و كيفية هروب الرئيس المخلوع، لا تزال غائبة عنه.

و بعد صمت طويل خرج علينا مساء الأمس (الثلاثاء 12 أفريل) السيد توفيق بودربالة رئيس اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق في التجاوزات والانتهاكات المسجلة خلال الأحداث الأخيرة ليصرح بأن عمل لجنته قد أفضى إلى نتيجة مفادها أن القناصة هم أعوان أمن عاديين، و كرر ذلك في أكثر من مناسبة، دون توضيح أو تفسير. و لا ندري لماذا لم يذكر هل تم الإطلاع على تقارير الطب الشرعي (هذا إن وجدت !!)، و هل الرصاصات التي إخترقت أجساد شهدائنا شبيهة برصاصات الأسلحة المحمولة من طرف أعوان الأمن أم لا كما تشير إلى ذلك عديد الروايات؟ لماذا لم يكشف لنا الأستاذ بودربالة هل تم تشريح جثث كل الشهداء أم أنها مسألة غير ذات أهمية في “تقصي الحقائق” ؟ و إذا كان القناصة مجرد أعوان أمن، من أعطاهم الأوامر بقنص المتظاهرين؟ و لماذا لا يزال من أعطى هذه الأوامر أحرارا، فليس بمنطقي أن يكون مسؤولَيْن أمنييْن إلى جانب وزير الداخلية السابق فقط من قادوا عملية بهذا الحجم و النوع ؟

و هل يعقل أن يتم الكشف عن لغز القناصة، دون التحقيق مع الرؤوس الكبرى بوزارة الداخلية و مع الأشخاص النافذين داخل القصر خاصة خلال الأسبوعين الأخيرين قبل هروب المخلوع، و أخص بالذكر مروان المبروك الذي تفيد تقارير إعلامية كبرى بدوره المفصلي في أخذ القرار داخل قصر قرطاج .. مروان المبروك الذي نجده اليوم حرا طليقا، لم تشمله حتى التهم المالية كغيره من أصهار و أقارب بن علي، و لم تشمله التحقيقات الصحفية و لا النشرات الإخبارية و لا الإذاعية …

كل هذه التساؤلات، المتزامنة مع “فيتو” مجهول المصدر يحمي محمد الغنوشي و كمال مرجان من التحقيق حتى في القضايا المرفوعة ضدهم من طرف ثلة من المحامين، و غياب للمعلومة الواضحة عن الدور الذي يلعبه رجل الظل كمال اللطيف، و حديث عن دور بطولي مزعوم لرضا قريرة، تجعلني أطرح تساؤلا أخر ليس بالأخير حتما : من قام بالإنقلاب على بن علي؟ و لفائدة من؟

علاء الدين زعتور
مواطن تونسي يبحث عن الحقيقة