لا تشطب أسماء أصدقائك الشهداء من هاتفك أبداً . فقد يتصلون بك لسؤالك عما فعلت من أجل مطالبهم
رحم الله كلّ شهداء تونس من الشمال إلى الجنوب… …نحن لكم أوفياء…علامات ثورة جديدة في تالة

هذا ما نشره أحد شباب تالة على شبكة فايسبوك قبيل الإضراب العام الذي أطلقه أهالي المدينة يوم السبت 4 جوان 2011 إحتجاجا على عدم تنفيذ بطاقات الجلب التي أصدرها قاضي التحقيق لطفي بن جدّو في حقّ 10 متورّطين من الأجهزة الأمنيّة في جرائم القتل العمد التي شهدتها المدينة خلال الثورة و إحتجاجا على واقع التهميش الذي تعيشه الجهة حتى بعد 14 جانفي….علما أن الاضراب لم يشمل المؤسسات الصحية و أنّه انطلق بعد انهاء التلاميذ الفروض التاليفية و هذا يعكس حرص ثوّار تالة على مدينتهم و مدى وعيهم الإجتماعي…فرغم غياب أجهزة الدولة عن المدينة منذ 12 جانفي لم يستهدف الثوّار أمن المواطنين و المصالح العامّة بل إنخفض معدّل الجريمة إلى أدنى حدّ له منذ أكثر من خمسين عاما….و هذا ليس غريبا عن أهالي الجهة فمدينة تالة أو “العين الجارية” كما يشير الأصل البربري لإسمها،”سقف البلاد التونسية” جغرافيا و رمز تحديها للإستبداد تاريخيّا…كانت حصنا آمنا ليوغرطة البربري في مواجهة الإمبراطورية الرومانية…و خلال الحرب العالمية الثانية أوقف أهالي تالة زحف فرقة البانزر الألمانية المدرعة الواحدة و العشرين تحت قيادة الجنرال النازي إيروين روميل…ثمّ سنة 2011 أوقف أهالي تالة فرق الموت التي أرسلها الجنرال بن علي لتقمع ثورة الكرامة في مهدها

اللاّفت للإنتباه منذ بداية الإضراب العام تجاهلُ وسائلِ الإعلام و الصحافة التونسية للموضوع رغم أن أهالي الجهة أعلنوا عن الإضراب قبل خمسة أيام من إنطلاقه…..على الأرض و عمليّا المعادلة واضحة، فقد تمكّن أهالي تالة من الحصول على أسماء قتلة أبنائهم خلال الثورة و طالبوا بالقصاص العادل منهم لكن إلى حدّ الآن لم تنفّذ إلّا بطاقة جلب واحدة من مجمول 11 بطاقة….و لا يزال البقيّة في نفس رتبهم في الأجهزة الأمنية بل منهم من رُقّي بعد 14 جانفي…و هذا الخلل يجعل من الصعب على أهالي الجهة المصالحة الفعليّة مع قوّات الأمن و بالتالي عودة الشرطة للعمل في تالة …ممّا يحرم الجهة من الإستثمارات التي تتطلّب ضمانات حول الإستقرار الأمني….هي حلقة مفرغة إذا سببُها العدالة المتعثّرة…

شهادة السيّد كمال جملي (والد الشهيد مروان جملي أوّل شهيد بالرصاص الحيّ في مدينة تالة) حول أسماء قتلة ثوّار تالة
(The father of one of the victims killed by the Tunisian authority security officers on January 8 gives the names of the officers who killed the victims in Thala, Tunisia. These criminals are still roaming free and unpunished by the still-corrupt Tunisian justice system.)