الكابس والمكبوس وبينهما شعب … وانتخابات:
يفتح انصار النهضة ( بدعوة ضمنية من الحكومة ) حملة شعبية بقيادة الجيش الالكتروني , تحت عنوان ‘اكبس’ اي ‘اكبس ( عليهم ؟) واِحْنا معاك’.
والكَبْس في منطوقنا اليومي حمّال لمعان لعل من ضمنها :
• الكَبْسَة لا تكون الا اعترافا بوجود ‘ رَخْفَة ‘ او تكون من باب الاحتياط اي ‘الكَبْس’ القبلي يٌفعل حتى نتجنب ‘ الرّخفة ‘ المحتملة. فالحكومة ‘مرخوفة ‘ ووجب الكبس عليها ، حتى تِكْبِس على من يعطل سيرها . ولعل هذه الدعوة للكبس نتيجة ‘ تَزْيِير’ المعارضة على الحكومة والتَّزْيِير مرحلة اشد من الكَبْس ويمكن ان تهدف الى ‘للتَّطْيِير’.
• ‘الكَبْسْ ‘ يلزمه ‘ كَبْش’ اي كبش فداء , بل اكباش…والرأس الموجوع يُكبس كبسة قد تلطف الاوجاع ولكنها لن تكون دواءً…
• الكابِسْ والمكبُوسْ :
المعارضة كِبْست وزيَّرتْ ،والاتحاد كِبَسْ وزيًّر، وعديد من ذوي الاستحقاقات الاجتماعية زَيّرُوا… واطياف من السلفية زَيَّرُوا… ودائما الحكومة هي المفعول بها . فهل تكون كَبْسَة الانصار نداء لِتِكْبِسْ الحكومة على من كِبَسْ عليها …اي تكون فاعلا ولو مرة…
• مثلٌ شعبي تعلمته صغيرا : ‘ اللي ما يجِيبه الكَبْسْ يجيبه الرَّخَفْ…’ والاغصان اللينة تنحني للرياح فلا تنكسر… وفي المقابل يقولون ‘ اكْبِسْ تلقى ما اتْحِلْ ‘ . او ‘اكْبِسْ وعَنْقِرْ الكبُّوس …’
• ألا تكون اطراف من المعارضة قد دفعت الحكومة من اجل توريطها بالكَبْس المزدوج ( المعارضة والانصار ) في موضوع السلفية وفي موضوع الفساد وفي موضوع العزل السياسي والسبسي وجماعته ؟
فهل يدفع بها انصارها بغير علم الى كبس غير محسوب وعاقبة غير محمودة فتكبس على الغام امنة فتفجرها على نفسها اذا ما كبست عليها ؟
• الكبس يحتاج الى حبل متين والكبس المدروس يتطلب احكام العُقد والشائع (لمن يعرف فنون العُقد ) ان العقدة المثلثة هي الاكثر استعمالا ولكنها لا تصلح لكبس موثوق في متانته ومن عيوبها انها مستعصية الحل عند الاقتضاء. فهل ان عُقد ثلاثي الترويكا المهترأة تهدد بقطع حبل الوصال في اطار لعبة شد الحبل .
• الكبس المطلوب من الانصار انواع واشكال : كبس على المعارضة والاحتجاجات / كبس على مرتكبي العنف في اطار الانفلاتات الامنية المشبوهة سياسيا / كبس في مسار ما يعرف بالمحاسبة والتطهير ومحاربة الفساد / كبس الاستجابة للمطالب الاجتماعية وخاصة التشغيل / كبس لاحكام سير مرافق الدولة والخدمات العامة / كبس لانجاز المشاريع التنموية المبرمجة والتي لن تنجز قبل الانتخابات/ كبس لاصلاح الاعلام والقضاء والامن …
مرسي حاضر بالغياب :
باختصار ، يلاحظ تضخم غير محدود لمجالات الكبس وقد تدفع الحكومة الى الكبس على لغم متروك فينفجر عليها…خاصة بعد تعدد الجهات الكابسة , تبني انصار الحزب الحاكم لمطالب المعارضة وانخراطهم في مسار الضغط على الحكومة وتفعيل ثوريتها المعطلة ( مساندتها اسوة بالحال المصري ). وتاتت ضرورة الكبس من زاوية انصار الحكومة بعد ان لعب تحت اقدامها الماء و’طيّحولها قدرها’ .فبالاضافة الى عدم رضاهم ( الانصار ) عن ادائها هم يسعون الى سحب البساط من تحت اقدام المعارضة المتهمة (من قبل الحكومة ) بسعيها لافشال مسار الحكومة بطرق غير ديمقراطية…
كابس ومكبوس وبينهما شعب :
لقد اختلط الامر لمعرفة من الكابس ومن المكبوس ولكن الكبس موجود من مختلف الجهات لذا اصبحت الخشية ان ‘ يتْزَيِّرْ الكَبْسْ الى درجة انها ما تَلْقَى ما اِتْحِلْ’. فينطبق علينا الثل القائل : القاه في اليم مكبوس الايدي وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء.
وامام تخمة الكبسة والرّخفة تحضرني حكاية ‘الشاطر والمشطور وبينهما كامخ ‘…اي كابس ومكبوس وبينهما شعب في سنة كبيسة ختامها انتخابات.
بقلم محمد يوسف
iThere are no comments
Add yours