اصبحنا بلا شك نبتعد كل يوم اكثرعن وضعية الانتقال الديمقراطي التي تقوم على الاحتكام للقانون ، ونتجه الى التشريع للخروج على الدولة وليس الحكومة ، بالاصرار على تعطيل المرافق العامة الاستراتيجية والاساسية والمضي قدما في نهج العنف ودعوة اطراف بالوكالة عن المعارضة الى ثورة من جديد وعدم الاعتراف بالمجلس التأسيسي وتعطيل احكام القضاء في المعتدين على الاشخاص والمرافق العامة والخاصة… انه شروع موصوف في استحضار حل غير مدني وغير ديمقراطي.
ان الحوار الذي اجرته القنوات التلفزية يوم السبت 4 اوت 2012 قد فاجأني كمواطن في ما يخص استفحال ظاهرة الذين يتقاضون اجرا بدون مقابل وبخصوص كلفة الزيادات السلبية على ميزانية الدولة رغم ان اعلم مسبقا ما ورد شأنها فهذه المعطيات معروفة ومتداولة وليست بالجديدة ولكن الخطر الكبير يكمن في اعتراف السيد رئيس الحكومة بعظمة لسانه بالمسؤولية في اهدار المال العام.
لم يبق مجال للشك ان رسالة استعراض القوة النهضوية قد تلقفها الناس بشكل موسع رغم اختلاف الاستعاب والفهم والتأويل . ولكن التونسيين ، الذين يجمعون على ان حزب النهضة هو الاقوى على الساحة الآن بمسافات فارقة تفصله عن البقية ، يتوجسون خيفة يكتنفها الغموض والحيرة ما دام احتكار القوة والانفراد بالصدارة قد يحيل الى ماض يريدونه بلا عودة ..
هل تنجح تونس الثورة في اقامة احتفالا يليق بشعبها في عيد العمال العالمي ..هل يشفع لها تاريخها العريق في النضال النقابي عبر اجيال من الرواد والرموز العالمية التي قادت ملاحم الدفاع عن الحريةوالاستقلال والاسبسال في الدفاع عن حقوق الطبقة الشغيلة..في اطار مدرسة نقابية رائدة التحمت مع الشعب عبر محطاته التاريخية المتجددة..
بقلم محمد يوسف: “عندما نحاول تشخيص الوضع الحالي بالبلاد… هل يجوز طرح سؤال هام حول إجهاض المسار الديمقراطي ودخول البلاد في مصير مجهول العقبات معلوم فيه ملامح الفشل الكبير.
إذا كان التشخيص هدفه الوصول إلى نتيجة تقرب من توصيف الواقع فإن الأمر يدعونا في هذا المقام إلى استبعاد الحيثيات غير ذات الأولوية …أي دعنا نتخلص من التوصيفات الحزبية والسياسية والثورية وما يحوم حولها علنا نهتدي إلى قراءة للواقع بعيدة عن الترف الفكري والحسابات والمحاصصة الضيقة المجردة من توزيع نياشين الوطنية والثورية والإيديولوجية”.
إذا كان التشخيص هدفه الوصول إلى نتيجة تقرب من توصيف الواقع فإن الأمر يدعونا في هذا المقام إلى استبعاد الحيثيات غير ذات الأولوية …أي دعنا نتخلص من التوصيفات الحزبية والسياسية والثورية وما يحوم حولها علنا نهتدي إلى قراءة للواقع بعيدة عن الترف الفكري والحسابات والمحاصصة الضيقة المجردة من توزيع نياشين الوطنية والثورية والإيديولوجية”.