وضّح المحتجون أن صاحب الشركة أغلق جميع نقاط بيع اللحوم الحمراء دون أن يعلمهم أو أن يفسر لهم أسباب ذلك، وأن الإدارة كذلك أغلقت أبوابها. وأكد العاملون أنهم عاينوا، خلال فترة عملهم، قيمة المداخيل والأرباح الطائلة بنقاط البيع، ورغم ذلك فإن صاحب الشركة لم يمكنهم من أجورهم بتعلة عدم التوفر المال الكافي بسبب تشعب المسائل الإدارية وصعوبة التحصل على الاوراق الرسمية اللازمة.

ومما يثير الإستغراب، هو الحملة الإعلامية الدعائية المكثفة لصالح الشركة خلال الأشهر السابقة، إذ نجد عناوين من قبيل “رجل الأعمال بلقاسم الخرشاني يكشف عن مشروعه الجديد هبرة هولدينغ.. 2500 نقطة لبيع اللحوم الحمراء وألفا موطن شغل“، “المدير التنفيذي لـ “هبرة هولدينغ”: فرص جديدة لفائدة العاطلين لبعث مشاريع في قطاع اللحوم“، “شركة هبرة القابضة تركز 90 نقطة بيع حتى موفى 2015.. وتنفع أكثر من 350 شابا تونسيا من مشروع تربية وتسمين العجول“، “رجل الأعمال السعودي محمد توفيق الصانع في حوار مع «الشروق»: نجاح «هبرة هولدينغ» يُشجّعنا على مزيد الاستثمار في تونس“…

و انتقد المحتجون تغاضى وسائل الإعلام عن تغطية تحرّكاتهم، مشيرين إلى إمكانية وجود عملية إحتيال وفساد مالي ذهبوا ضحيتها، متسائلين عن أسباب عدم محاسبة أصحاب المشاريع الفاسدين والقيام بالإشهار لهم بدل ذلك.

ويبدو أن وسائل الإعلام التونسية التي بادرت بالدعاية لبلقاسم الخرشاني وتقديمه “كرجل أعمال ناجح ومنقذ لسوق اللحوم الحمراء ومشجع لمزيد الإستثمار في تونس”، لم تنتبه إلى أن بلقاسم الخرشاني محل تتبعات عدلية بدولة الكويت بسبب عدم تسديده لديون تقدر ب 3،81 مليون يورو لشركة مقاولات كويتية. و قد قام محامي الشركة الكويتية بإتخاذ الإجراءات التنفيذية على أملاك بلقاسم الخرشاني بتونس بعد أن تمت إدانته بالكويت.