دخل اليوم الخميس 5 جانفي 2017 أساتذة التعليم الثانوي والإعدادي في إضراب حضوري عن العمل. ويندرج هذا الإضراب ضمن سلسلة من التحركات، سبق وأن دعت إليها نقابتا التعليم الثانوي والأساسي مطلع شهر ديسمبر من العام الفارط. ومن المنتظر أن ينظّم الأساتذة والمعلمون تجمعا احتجاجيا يوم 12 جانفي المقبل أمام وزارة التربية.

تقف المطالبة بإقالة وزير التربية ناجي جلول على رأس مطالب إضراب اليوم، وفي هذا السياق أوضح لسعد اليعقوبي، الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي، لموقع نواة أن “العلاقة بوزارة التربية بلغت مرحلة لم يعد فيها من الممكن التواصل مع الوزير الحالي بعد اعتداءاته اللفظية المتكررة على المدرسين”. وأضاف اليعقوبي أن “الإضراب طالب الحكومة بإيجاد بديل للوزير الحالي وإيقاف قراراته الارتجالية من أجل العودة لطاولة المفاوضات”. بالإضافة إلى هذا أكد المستوري القمودي، الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي، لموقع نواة  أن “نقابات التعليم ستقاطع وزارة التربية إلى أن تتم إقالة الوزير ناجي جلول”.

تمسكت نقابات التعليم بإقالة وزير التربية يقف وراءها تعطل المفاوضات حول عدد من الملفات من بينها ملف الإصلاح التربوي وديوان الخدمات المدرسية واتفاقات لم يتم تفعيلها من بينها صرف المنح الجامعية لأبناء المدرسين والاستحقاقات المالية الناتجة عن الساعات الإضافية والترقيات. بالإضافة إلى هذا أكّدت مصادر نقابية مطلعة لموقع نواة أن الخلاف بلغ ذروته بين اتحاد الشغل ووزير التربية بعد تسريب مقطع فيديو لاجتماع جهوي لحزب نداء تونس، يدعو فيه ناجي جلول قواعد حزبه إلى التأثير في المؤتمر القادم لاتحاد الشغل وتكوين جمعيات للأولياء والتلاميذ للحد من فاعلية العمل النقابي.

ناجي جلول يترأس اجتماعا جهويا لحزب نداء تونس بمدينة الساحلين

الاجتماع موضوع التسريب انعقد يوم 4 ديسمبر 2016 بمدينة الساحلين (ولاية المنستير) تحت إشراف وزير التربية، وحضرته التنسيقيات المحلية لحزب نداء تونس بالجهة. وبخصوص هذا الاجتماع أكد سامي الطاهري، الأمين العام المساعد المكلف بالاعلام في اتحاد الشغل، لموقع نواة أن “القيادة النقابية اطلعت على مضمون الفيديو وراسلت رئيس الحكومة في الغرض، لتعبّر له عن استياءها من تصريحات وزير التربية”. وأضاف الطاهري أن “خطاب الوزير هو محاولة لضرب الاتحاد والتدخل في شؤونه الداخلية، والدعوة لتشكيل جمعيات موازية هو تكرار لممارسات قديمة كانت تقوم بها الشعب المهنية التابعة لحزب التجمع المنحل”.

تلوح المطالبة بإقالة وزير التربية الحالي مطلبا لا يقف عند حدود القطاعات النقابية للتعليم، وإنما محل إجماع داخل الكتب التنفيذي ويحظى بموافقة الأمين العام حسين العباسي، إذ سبق وأن حمّل هذا الأخير مسؤولية الخلافات الحاصلة في قطاع التعليم لوزارة التربية. ولعلّ الموقف المُهيمن داخل منظمة الشغالين يضع رئيس الحكومة يوسف الشاهد أمام ضرورة الإجابة السياسية على مطلب إقالة أحد وزراءه.

إصرار اتحاد الشغل على إقالة وزير التربية قابلته مساندة مستمرة له من قبل الهيئة السياسية لحزب حركة نداء تونس التي يترأسها نجل الرئيس حافظ قايد السبسي، إذ أصدرت بلاغا في 20 ديسمبر المنقضي، عبرت فيه عن دعمها لناجي جلول إزاء ما اعتبرته “حملة مغرضة”. ويشكّل الاتكاء على الدعم الحزبي عنصرا يسعى وزير التربية إلى توظيفه من أجل البقاء في الفريق الحكومي الحالي، إذ سبق وأن حرص طيلة الأزمة التي عرفها نداء تونس على الظهور في صورة الشخصية الموفقة من خلال دعوته إلى حل أزمة نداء تونس من داخل الحزب، وهو موقف ينسجم إلى حد كبير مع توجهات شق حافظ قايد السبسي. إضافة إلى هذا حرص جلول على كسب ود الرئيس من خلال إشادته المتكررة بولاءه الأول له. ولكن إلى أي مدى سيصمد هذا الدعم الحزبي أمام الضغط المتواصل لاتحاد الشغل على رئاسة الحكومة من أجل إقالته من وزارة التربية؟