نقلت بعض المواقع الإخبارية التونسية (أنظر هنا، هنا وهنا) أنّ أعراض فيروس هانتا تُشبه إلى حدّ كبير أعراض كورونا، خاصة فيما يتعلّق بصعوبة التنفّس. ولكن التحاليل أثبتت اختلافا بين الفيروسين من حيث سرعة الانتشار وطرق انتقال العدوى.

تتحدّث منظمة الصحّة العالميّة عن انتقال الفيروس عبر “استنشاق الرذاذ أو ملامسة فضلات القوارض” من الجرذان والفئران. وعادة ما تتفاقم نسبة الإصابة في المزارع والحقول حيث تكون احتماليّة وجود هذه القوارض الحاملة للفيروس مرتفعة ممّا يساهم في تفشّي العدوى بين الأفراد وفق ما ذكرته المنظّمة.

فيروس قديم متجدّد

وقد أثار نبأ تسجيل أول حالة وفاة بهذا الفيروس في الصين مخاوف العديد من روّاد مواقع الميديا الاجتماعيّة، خشية تكرّر سيناريو كورونا وانتشاره السريع في أكثر 168 دولة عبر العالم. ولكنّ منظّمة الصحة العالمية ذكرت أنّ الأرجنتين قد سجّلت 29 إصابة بهذا الفيروس خلال الفترة المتراوحة بين أكتوبر 2018 وجانفي 2019 تمّ الإعلان عن وفاة 11 حالة منهم، كما تمّ تسجيل إصابتين بهذا الفيروس في الشيلي في 2019.

وقد ذكرت أخصائية الأعصاب الأسترالية سمية الشيخ أنّ هذا الفيروس يعود إلى سنة 1950 خلال الحرب الأهلية في كوريا التي دارت على ضفاف نهر هانتا. وأضافت في تغريدة لها أنّ الفيروس ينتقل عبر القوارض إلى الإنسان وأنّه لا ينتقل من إنسان إلى إنسان إلا في حالات نادرة.

أعراض متشابهة مع فيروس كورونا؟

وفق ما ذكرته منظّمة الصحة العالمية، فإنّ أعراض هذا المرض تتمثّل في الصداع والغثيان والتقيّؤ وآلام البطن والإسهال والحمّى المصحوبة بارتجاف، تليها إصابة مفاجئة بضيق التنفّس وانخفاض ضغط الدّم. أمّا فيروس كورونا فأعراضه مختلفة بعض الشيء، حيث يبدأ المرض بالحُمّى، فالسعال الجافّ، فضيق في التنفّس، دون أعراض تصيب الجهاز الهضمي.

أمّا عن مدّة حضانة فيروس هانتا، فتفيد منظمة الصحة العالمية أنّ الأعراض تبدأ في الظهور ما بين 8 أيام إلى 31 يوما منذ التعرض للإصابة، فيما تستمر فترة حضانة فيروس كورونا وفق المنظمة ذاتها “ما بين يوم واحد و14 يوماً، وعادة ما تستمر خمسة أيام

وتتراوح نسبة الوفيات جراء فيروس هانتا بين 35 إلى 50%، وينتقل بين البشر وفق منظمة الصحة العالميّة من خلال الحقول والمزارع التي قد تحتوي على فضلات القوارض وإفرازاتها. فهو لا ينتقل عبر المصافحة وملامسة الأسطح كما هو الشأن بالنسبة إلى فيروس كورونا. وينتقل فيروس هانتا بشكل متواتر من الحيوان إلى الإنسان، فيما لم تُسجّل إلى الآن وفق منظمة الصحة العالمية إصابات بفيروس كورونا انتقلت من الحيوان إلى الإنسان.