وحسب تلك الرسالة، اتفق الرسام المذكور مع دار المصدر على عرض قرابة عشرين لوحة له في رواق تونس في “إكسبو دبي” دون شروط وبصفة مجانية، إضافة إلى إمضاء عقد، وتأمين كل اللوحات وعرضها في كامل الرواق ومشاركة دار المصدر في ثمن إطارات اللوحات ومصاريف نقلها. غير أن مركز النهوض بالصادرات أخل بالاتفاق، حسب تلك الرسالة، بعد أن عرض لوحات الرسام في طابق خاص بالمحترفين غير متاح لكل الزوار، كما لم يتم إمضاء العقد وتعرضت إحدى اللوحات إلى التلف دون الحصول على تأمين. وأضاف الرسام سجى أن دار المصدر لم تشارك في مصاريف إعداد أطر اللوحات أو نقلها.
اتصل موقع “نواة” بدار المصدر لاستيضاح أسباب ذلك المشكل، غير أنها نفت بعض التفاصيل التي جاءت في رسالة الرسام سجى. وقالت هالة عمار، مسؤولة التصميم في إدارة اللوجيستيك، بمركز النهوض بالصادرات لـ”نواة” إن إحدى الحرفيات التي تطوعت لعرض منتوجها في رواق تونس بإكسبو دبي اقترحت اسم رسام الخط العربي سجى لتكون لوحاته حاضرة في رواق تونس. وأضافت :
كنا في آخر مراحل تزويق الرواق حين اقترحت حرفية التعامل مع الرسام سجى ووافقنا، وكان التنسيق مع تلك الحرفية في وضع اللمسات الأخيرة على التزويق، وهي كانت على علم بأن اللوحات ستعرض في رواق الطابق الأول. وبصفتها الوسيط بين العارض والمعرض، فإن الرسام كان على علم أيضا بمكان عرض لوحاته.
ونفت هالة عمار أن يكون عدد اللوحات عشرين، مؤكدة أن عددها هو 17لوحة، اثنتان منها فقط أصليتان حسب قولها، وأضافت أن الرسام المذكور لم يتطرق أبدا إلى مقابل مادي لأطر لوحاته وأنه لم يطلب من دار المصدر التكفل بنقلها حسب ما صرحت به لـ”نواة”. ولم تنف المسؤولة بدار المصدر صحة التأخر في إمضاء اتفاقية الشراكة وقالت :
اتفقنا على إمضاء اتفاقية شراكة وتمت صياغة نسخة من الاتفاقية على أن يمضيها المندوب العام لمشاركة تونس بمعرض دبي العالمي، غير أنه لم يتم الإمضاء على تلك الاتفاقية بعد تغيير المندوب، وبقي الأمر معلقا إلى حين تعيين خلفه.
ويعود سبب تأخّر إمضاء الاتفاقية إلى غاية جانفي حسب المسؤولة بدار المصدر هالة عمّار إلى انصراف المندوبة الجديدة لإحدى المهامّ.
يتضمن اتفاق الشراكة حسب هالة عمّار عرض اللوحات في رواق تونس مقابل الترويج لها، مضيفة أن الفنّان التشكيلي رفض مقترحين بعرض بعض لوحاته في رواق تونس المفتوح لجميع الزوار والمشاركة بلوحاته في فعاليات النسخة الأولى من قمة اللغة العربية في معرض دبي.
لا يتضمن الاتفاق مسألة التأمين حسب هالة عمار لأن “أي منتوج يتم شحنه إلى المعرض يتم التأمين عليه، كما أنّ رواق تونس في معرض دبي مؤمَّن وهو شرط أساسي في المعرض، مما يعني غياب أيّ إشكال في تأمين تلك اللوحات”.
يمكن فهم سبب الخلاف، عند الوقوف عن تفصيلين، أولهما هو وجود وسيط في عملية التفاوض الأولى لاستعمال لوحات رسام اللغة العربية عوضا عن التفاوض المباشر وطرح الشروط وما يمكن توفيره منذ البداية، وهو أمر يثير الاستغراب خاصة في التحضير للمشاركة في حدث مهم، وثانيهما هو عدم وجود وثيقة رسمية موقعة بين دار المصدر والرسام مما يعني أنّ كلا الطرفين، قانونياً، في حلّ من التزاماته.
iThere are no comments
Add yours