إذ اكتفى البلاغ بالقول إن تونس ستشارك “بعدد مقتضب من العسكريين في المغرب وأن الجانب الأمريكي ينظّم مراحل أخرى من هذا التمرين بكل من المغرب والسنغال وغانا بمشاركة قوات عسكرية من دول مختلفة قوامها 7500 عسكري من الولايات المتحدة الأمريكيّة والبرازيل ورومانيا وفرنسا والبرتغال وغانا وإيطاليا وهولاندا وإسبانيا وبريطانيا وتونس بالإضافة إلى ملاحظين من عديد الدول”.

وكان موقع “روسيا اليوم” الإخباري، قد نشر الأربعاء الماضي، خبرا نقلا عن وكالة فرانس برس يفيد أن “إسرائيل تشارك لأول مرة في تدريبات الأسد الإفريقي 2022 التي انطلقت في المغرب بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية” في عدة مواقع بالجنوب المغربي بما في ذلك منطقة المحبس على الحدود مع الجزائر، وأضاف الموقع الروسي أنه “إلى جانب المغرب وإسرائيل، تشارك تونس أيضا في التدريبات التي تعد الأوسع من نوعها في القارة الإفريقية”. ونقلت مواقع أخرى جزائرية وفرنسية عن فرانس برس تفاصيل المشاركة في تلك التدريبات، كما نشر الصحفي الفرنسي ستيفان كينيش تغريدة الثلاثاء الماضي عن قائمة الدول المشاركة في تدريبات الأسد الإفريقي والتي تضمنت صورة تفصيلية للدول المشاركة في المناورات بما فيها علم الكيان الصهيوني ضمن الدول المراقبة للتدريبات. وباتصالنا بالصحفي المذكور، أوضح كينيش لنواة انه متواجد بالأراضي المغربية لمتابعة هذه المناورات العسكرية و أن مصدر الصورة يعود لقسم العلاقات العامة بالقوات المسلحة الملكية المغربية.

في المقابل، تضمنت قائمة الدول المشاركة في التدريبات التي نشرها موقع  البحرية الأمريكية، اثنتي عشر دولة وهي البرازيل والتشاد وفرنسا وإيطاليا وهولاندا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى الدول الأربعة التي ستستضيف جزء من التدريبات وهي تونس والمغرب وغانا والسنغال، بالإضافة إلى حلف الناتو. أما قائمة الدول التي ستشارك بمراقبين والتي نشرها الموقع ذاته، فهي تتكون من ثمانية وعشرين دولة، دون أي اشارة لتواجد إسرائيل ضمنها.

وأدان الحزب الجمهوري في بيان ما أسماه ب”بشدة انخراط منظومة 25 جويلية في مسار التطبيع على أكثر من صعيد ونبه “إلى أن الانخراط في سياسة المحاور المعادية لمصالحنا الوطنية والقومية سيكون له أسوأ الأثر على علاقات تونس بمحيطها الإقليمي” في إشارة إلى الجزائر. وهو ما ذكرته صحيفة “ليكسبرسيون” الجزائرية الناطقة بالفرنسية والقريبة من النظام، في مقال لها وجهت فيه إنذارا مبطنا بإمكانية توتر العلاقات بين تونس والجزائر بسبب مشاركة تونس في تلك المناورات. وقالت إن “وجود قوات إسرائيلية فوق الأراضي التونسية هو إشارة سلبية لا للفلسطينيين فحسب بل للجزائر أيضا والتي اعتبرت استقدام المغرب لاسرائيل في شمال افريقيا القطرة التي أفاضت الكأس وأدت إلى قطع العلاقات مع الجار في الحدود الغربية”، وتوقعت الصحيفة إمكانية عدم قدرة تونس على رفض التطبيع بعد مشاركتها تدريبات عسكرية مع الكيان الصهيوني حسب المقال الصادر بها.

جدل متواصل و توضيحات رسمية خجولة تترك الحروف بلا نقاط، بخصوص تواجد مراقبين عسكريين من جيش الاحتلال الصهيوني إلى جانب تونس في تدريبات عسكرية، في الوقت الذي ينتظر فيه التونسيون الإطلاع على نسخة جديدة للدستور قبل عرضها على الاستفتاء وإمكانية التنصيص على تجريم التطبيع. خاصة وأن الرئيس سعيد كان قد وصف التطبيع مع إسرائيل بالخيانة العظمى خلال مناظرة تلفزية قادته إلى قصر قرطاج في الانتخابات الرئاسية لسنة2019