بنزرت في 28 أوت 2008

بـــــــــيــــــــــان


إلى الرأي العام التونسي،

يزداد انتهاك البوليس ضد شبان مدينة بنزرت شدة و تصاعدا في الفترة الأخيرة ، حيث لا يشعر المواطن بأنه في مأمن من التعسف و الجبروت الذي يمكن أن يتسلط عليه في أي لحظة ، مما فرض الخوف والرعب على كامل المواطنين، الذي تواصل في العشريتين الأخيرتين ، وجعلهم لا يشعرون بالأمن والأمان وبأنهم عرضة للإيقاف والتعذيب الذي يتوج عادة بتلفيق قضية إجرامية .

وفي هذا المناخ المحتقن، انتهك يوم ألأربعاء 27 أوت 2008 عشرة من أعوان البوليس بالزى المدني حرمة مسكن المناضل الحقوقي ألأستاذ طارق السوسي – العضو المؤسس للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين – حيث ارتموا عليه بعنف شديد وحملوه من يديه وأرجله إلى أعلى وحشروه بينهم في إحدى سياراتهم وكانت أنظارهم من وراء النظارات السوداء تحملق بارتباك وارتعاش مستعار، في كل ألأسطح والأبواب والنوافذ المحيطة – مثلما يتصرف ( الكومندوس) عند إخنطافه لضحية ما – وبعد أن أحدثوا الرعب في العائلة وكامل الحي طاروا به إلى مركز بوقطفة ومنه إلى المحكمة ألابتدائية وأخيرا أودع الأستاذ طارق السوسي السجن المدني ببنزرت بتهمة : « ترويج أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام » على خلفية إجابته لسؤال قناة الجزيرة مساء يوم الثلاثاء 26 أوت الجاري بأن البوليس قد أوقف ســبــعـة شبان بمدينة بنزرت بتاريخ 22 و23 أوت الجاري . و قد حدث كل ذلك للمناضل طارق السوسي دون مراعاة حالته الصحية و هو يعني من إعاقة عضوية دائمة على مستوى رجليه حيث لا يقدر على الوقوف و المشي دون الارتكاز على عكازيه و قد تم اعتقاله دون العكازين.

فعلا ، أن فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق ألإنسان يؤكد للرأي العام أن خبر ألإيقافات التي ذكرها المناضل طارق السوسي ليس من قبيل ألأخبار الزائفة كما جاء في تهمة البوليس ودعمها قاضي التحقيق مع ألأسف ، بل هو واقع من قبيل الحاصل أن البوليس قد أوقف في التاريخ المذكور ثمانية شبان للتحقيق معهم حول ما راج من انه : « في ربيع 2007 تساءل بعضهم عن إمكانية الذهاب إلى العراق » والموقوفون هم :

– إلياس مـنـصـر – إســكـنـدر البـوغــانــمـي – البـشـيـر بـن شـعـبـان – البـشـيـر المـحـمـدي – محمد وائل – بومعيزة – كريم التـيـاهـي – مـعـز القـاسـمـي وأخيرا نور الحـق بالـشـيـخ وهو الوحيد الذي أطلقوا سبيله .

كما يعلم الفرع الرأي العام ان السلطات الأمنية اعتقلت في الثامن و العشرين من شهر جويلية الماضي المناضل بالفرع محمد الهادي بن سعيد و قضت بسجنه لمدة شهرين بتهمة “عدم الامتثال لإشارة الأعوان المباشرين” في قضية مفبركة جاءت بعد ثلاثة أيام من تجمع احتجاجي نظم ببنزرت و عير المشاركون فيه عن رفضهم للرئاسة مدى الحياة و طالبوا بالإفراج عن المساجين السياسيين و بإطلاق الحريات.

و كان بن سعيد يوم اعتقاله في سيارته متوجها نحو العاصمة صحبة الأخ لطفي حجي نائب رئيس الفرع و قد أوقفتهما دورية للبوليس باللباس الرسمي و اللباس المدني- و هو ما يدعو إلى الريبة- بمنطقة النحلي و استظهر بأوراقه الخاصة و أوراق السيارة و تم تعطيلهما لمدة تقارب النصف ساعة ثم سمح لهما بالتوجه نحو تونس و كان يتبعهما عونا امن من فرقة الإرشاد بالعاصمة عبر دراجة نارية من الحجم الكبير و في مستوى الشرقية فوجئا بعون امن من شرطة المرور يطلب من المناضل بن سعيد الأوراق من جديد و بعد فترة وجيزة التحق به مسؤول بالمرور ثم رئيس مركز الأمن بالشرقية ثم مسؤول امني لم يقدم هويته اقتادوا بن سعيد إلى مركز الأمن بالشرقية للتتم إحالته على القضاء في لمح البصر مما يبين أن العملية مدبرة مسبقا، و أنها عقابا له على نشاطه الحقوقي تحت يافطة قواعد المرور مثلما كان الأمر بالنسبة للمناضلين الأربعة من مدينة بنزر ت عثمان الجميلي و علي النفاتي و خالد بوجمعة و فوزي الصدقاوي الذين لفقت لهم تهمة الاعتداء على الأخلاق الحميدة في حين أن المحاكمة تمت على خلفية نشاطاتهم الحقوقية.

و سيمثل محمد الهادي بن سعيد أمام محكمة الاستئناف بتونس يوم الخميس 4 سبتمبر 2004 .

إن فرع الرابطة إذ يشير إلى تلك الاعتداءات المتكررة في الشهرين الأخيرين فانه:

– يدين هذه الهجمة الشرسة على المناضلين الحقوقيين بمدينة بنزرت و على الشباب ممن لم يثبت تورطهم في جرائم تستوجب العقاب.

– يطالب بالإفراج عن المناضلين طارق السوسي و محمد بن سعيد و الشبان المذكورين أعلاه و كافة الشباب المعتقلين بالمدينة.

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان- فرع بنزرت

عن الهيئة

الرئيس
علي بن سالم