Dialecte tunisien 2

هل ترتقي الدارجة التونسية إلى لغة إنتاج فكري ؟

إن كان الصراع بين الدارجة التونسية والعربية الفصحى في ظاهره مجرد تنافس بين لغتين، فإنه في باطنه يخفي صراعاً أعمق، له خلفياته الثقافية، السياسية و التاريخية. فالأمر يتجاوز مسألة هل سنستعمل تلك اللغة أو تلك ليطرح سؤال : ”لماذا نستعمل هذه على حساب الأخرى؟“ و ”ماذا وراء استعمال تلك و ترك الأخرى؟“. في هذا التقرير حاولت نواة الإجابة على هذه الأسئلة، من خلال مساءلة تجارب مختلفة في استعمال الدارجة التونسية.

انجز هذا الملف كجزء من نشاط “شبكة المواقع الاعلامية المستقلة بخصوص العالم العربي”، وهي إطار تعاون إقليمي تشارك فيه “الجمهورية” و”السفير العربي”، و”مدى مصر”، و”مغرب اميرجان”، وماشا الله نيوز”، و”نواة”، و”حبر” و”أوريان XXI”.

الترجمة بالدارجة التونسيّة: أي دوافع واشكاليات لهذه الموجة الجديدة؟

تبدو الكتابة بالعاميّة خيارا سهلا في الظاهر قد يُشبع حاجتنا الملحّة في التعبير عن أفكارنا وعواطفنا دون الخضوع إلى ترسانة من القواعد النحويّة الصارمة كالكتابة بالفصحى فهي شبيهة بالمشي فوق حبل رفيع. الجدل حول الكتابة بالعاميّة ثابت مُتجدّد ويتخذ أبعادا سياسيّة فيما وصفته التيارات القومية العروبية والاسلامية بمحاولات “وأد اللغة العربية”. جيل جديد من الشباب يحاول إعادة إحياء مشروع إقحام الدارجة في الكتابة وجعلها ليس فقط لغة كتابة أدبية ذاتيّة وإنّما لغة ترجمة أيضا. قد تتباين دوافع عزيز عمامي ومجد مستورة وضياء بوسالمي، لكن المشروع في المطلق واحد.