Discours religieux 6

التلفزة الوطنية: الضب الناطق، الجذع الباكي وخرافات البرامج الدينية

أمام كاميرا قناة الوطنية الأولى، جلس طالب زيتوني بعمامته المعروفة باسم “المربوطة الجديدة” الدالّة على رتبته في درجة العلوم الشرعية في التعليم الزيتوني، وبدأ حديثه عن السيرة النبوية قائلا “جعل الدواب تنطق بصدق رسالته وجاء أعرابي سأل الرسول وقال له أنت نبي؟ لا أؤمن بك حتى يشهد لك هذا الضب وقال له أو تؤمن إذا شهد بذلك قال نعم أؤمن. فقال النبي أيها الضب من أنا؟ نطق الضب بلسان فصيح وقال أنت رسول الله”. أطلقت تلك الرواية موجة من السخرية بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الجانب الخرافي فيها والتي تسمى لدى المؤمن بالمعجزة.

الإعاقات الدينيّة في البرامج التّلفزيّة : برنامج ”يصلح رايك“ نموذجا

لم يمر أسبوع على رمضان حتّى شاهدنا مجموعة من التصرفات التي تذكرنا بعصور غابرة أين كان لرجال الدّين سطوة على المجتمعات عندما كان الرب متغلّبا على العقل. ففي حملة ملاحقة و هرسلة للمفطرين في هذا الشّهر، توعّد عادل العلمي الجميع و عزم على تصوير و فضح كلّ المفطرين متناسيًا حريّة الضّمير ضاربا بالدّستور عرض الحائط. هذا الخطاب في الحقيقة يتماشى مع ما تذهب إليه قناة سمّت نفسها قناة الزيتونة ولأنّها قناة تدعو إلى الكراهية و تعِدُ التونسيّين بنار جهنّم (بإستثناء مشاهديها طبعا)

كتاب ”الأيّام الأخيرة في حياة محمّد“ لهالة الوردي : رحلة البحث عن الحقيقة

الكتاب يبحث في آخر أيّام محمّد و خاصّة آخر ثلاثة أيّام. دراسة هذه الفترة – حسب الكاتبة – التي كانت من أهمّ الفترات التي مهّدت للعديد من الأحداث التي عاشها المسلمون بعد ذلك – مكّنت من رصد أهمّ نوايا و ردود فعل المحيطين بمحمّد قبيل و بعد موته و كشفت عن وجود إمكانيّة للقول بأنّ نبيّ الإسلام مات مقتولا.

الإعلام المهيمن يعبّد الطريق للخطابات التكفيرية

السجال الذي دفَع به الإعلام المهيمن دون أن يغلق أقواسه، تلقّفته الخطابات الدينية المنغلقة، ذات النزعة التكفيرية، لتجعل منه مادة للدعاية لأطروحاتها الثقافية والسياسية، واضعة بذلك الأفكار الأخرى في دوائر المحظور الديني والأخلاقي. وقد أفلحت إلى حد ما في إعادة التموقع بنفس الثقل السابق، مستعيدة جانبا كبيرا من إشعاعها الذي فقدته بفعل التواطؤ الثقافي والسياسي مع ظاهرة الإرهاب.

بورقيبة بين التاريخ وتزلف ”البورقيبيين الجدد“

تزامنا مع الاحتفاء بالذكرى 60 لاستقلال تونس، عادت الخطابات الإحيائية المنادية ببعث الإرث البورقيبي وترميمه على نحو طقوسي، مُنتقية أفضل الصور من سيرة الرئيس الحبيب بورقيبة، الموشّحة بالألقاب والنياشين من قبيل “المجاهد الأكبر” و”باني تونس الحديثة” و”منقذ الأمة”. هذه الخطابات رغم طابعها التمجيدي الصارخ فإنها تنكرت للزعيم بورقيبة، لأنها طردته من مجال التاريخ وأسكنته فراديس “اللاّ تاريخ”، إذ جعلت منه أيقونة لا تصلح إلا لحشد الهمم في المناسبات العابرة، وفي أهون الأحوال يُرجَى من بورقيبة أن ينتصب تمثالا ضخما في أكبر شوارع البلاد، قد يكلف ميزانية الدولة 650 ألف دينار.