في حركة هي الأولى من نوعها، رئيس بلدية جزيرة لامبيدوسا الإيطالية يراسل رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد. فحوى الرسالة لم تكن تهنئة ولا لوما أو شكرا، بل كان تهديدا بأنه إذا لم تقدر حكومة بلاده على تنفيذ اتفاقاتها مع تونس فإنه سيستقل يخته ويذهب للقاء قيس سعيد. كان هذا بعد زيارة وزيرة الداخلية الإيطالية، لوتشيانا لامورغيزي، في 27 جويلية 2020، قبل أن تعود في 17 أوت 2020 مرفوقةً بوزير خارجية بلدها، لتطرح مع رئيس الجمهورية و وزير الداخلية خلال اللقاءين قضية الهجرة غير النظامية. هذا الضغط الإيطالي يأتي بعد وصول أكثر من 7 آلاف حارق تونسي إلى سواحلهم منذ بداية 2020. لا تعد هذه الطريقة في اجتياز الحدود، والتي تسمى في تونس “الحرقة”، ظاهرةً جديدة، لكنها ارتفعت بشكل كبير بعد ثورة 2011. الثورة التي كان من المفترض أن تبني واقعا جديدا يحول دون تفاقمها.
