يُعد أندري تاركوفسكي أحد أعظم المخرجين السوفيات وأشهرهم. وتصنف أفلامه التسعة، اثنان قصيران وسبعة روائية، (بين عامي 1959 و1986) من طينة الأفلام التي تستحق أن يعاد مشاهدتها أكثر من مرة. كما أن مذكراته وكتبه فيها من الفلسفة والعمق ما يستحق البحث فيها.
عرض ”أنا برشا“: عندما تَكفر الكتابة بالمحرّمات
“أنا برشا” من العروض التي تدفعك إلى التفكير والغوص عميقا في عوالم تناسيناها. “أنا برشا” عرض مخيف، قذر ومبهج. سهى بختة، مجد مستورة، حمدي مجدوب وليليا بن رمضان، أربعة كتّاب فوق ركح قاعة الفن الرابع يوم السبت 14 أفريل، أربكوا حشدا من الجمهور بنصوصهم العاميّة التي تهتمّ بأدقّ التفاصيل والتي تعدّ عصارة سنوات من اللهيث والنباح المحموم. لا يمكن تصنيف هذا العرض ووضعه تحت خانة “السلامslam ” أو “الشعر الجديد”. هو كلام فوق الركح فقط، ولكنّه كلام يعرّي المستور و”المخبّل في كبّة”، يسخر من الوجود، يهدم الثوابت ويسائل الحتميّات. “أنا برشا” هو عرض سكران يترنّح يمنة ويسرة، معدته خاوية، يتقيّأ ويصرخ بصوت مثقل: لقد تغيّر العالم يا رفاق !
نواة في دقيقة: أيام قرطاج الشعرية، تظاهرة برائحة النظام السابق
لم تمرّ الدورة التأسيسية لأيام قرطاج الشعريّة المنعقدة من 22 إلى 31 مارس 2018 دون أن تسيل الكثير من الحبر حول مديرتها جميلة الماجري التي كانت أحد أبواق النظام السابق. فقد حاولت مديرة هذه التظاهرة استغلال اسم الشاعر الراحل الصغيّر أولاد حمد والاحتفاء بذكراه بالرغم من أنّها منعته من الكتابة في مجلّة “مسار” عندما كانت على رأس اتحاد الكتاب التونسيّين وهو ما دفع بزوجة أولاد حمد إلى التدخل وإرسال عدل منفذ لإيقاف حفل التأبين. يذكر أن العديد من الشعراء والكتّاب قاطعوا فعاليّات الدورة الأولى لأيام قرطاج الشعرية، معتبرين تعيين جميلة الماجري على رأس هذه التظاهرة إهانة للعديد من الشعراء الذين أقصتهم وظلمتهم أثناء رئاستها لاتحاد الكتاب بحسب بيان لهم.
صالح الفرزيط، صعلوك المزود الذي لا نعرفه
أردنا أن يكون لقاؤنا مع أحد أهمّ فنّاني المزود في تونس فرصة للحفر في شخصيّة تختزن أفكارا وخلفيّات قد يستغربها البعض ممّن لا يعرفونه عن قرب. صالح الفرزيط هو صعلوك المزود بامتياز، صالح الفرزيط ليس فقط من غنّى ”ارضى علينا يا لمّيمة“ التي دخلت التاريخ بأبعادها السياسيّة، هو قارئ نهم وشاعر بالفطرة، كتب العديد من القصائد بالفصحى. هو أيضا ذلك المحبّ الخجول والذي قال عن حبيبته بأنّها ”جنّة وأطرافها نار“. قضيّنا يومنا مع الفرزيط، أكلنا معه أكلته المفضّلة اللبلابي، وغنيّنا معه في أزّقة المدينة العتيقة. حدّثنا عن فنّ المزود الذي صار مستشرقا وعن حكاياته المنسيّة. وجه آخر لصالح الفرزيط.
شكري بلعيد الشاعر: ”عاشق مرتبك“ مضى إلى ”نهايته الممكنة“
ربّما نعرف الكثير عن شكري بلعيد المعارض السياسيّ الذي اغتالته رصاصات الإرهاب بسبب مواقفه وأفكاره، ولكنّنا لا نعرف الكثير عن شكري الشاعر. كان بلعيد، على قول محمود درويش، ”يمشي بين أبيات هوميروس والمتنبي وشكسبير، يمشي ويتعثّر كنادل مُتدرّب في حفلة ملكيّة“. كتب العديد من القصائد التي نشرها الاتحاد العام التونسيّ للشغل تحت عنوان ”أشعار نقشتها الريح على أبواب تونس السبعة“ سنة 2015، وقدّم لها الكاتب والجامعي شكري مبخوت الذي تسّلم من الصحافيّة مفيدة العباسي دفترا قديما ”يضمّ وديعة شكري الشعريّة“. ديوان شكري بلعيد غير متوفّر للعموم على اعتبار أن الطبعة الأولى كانت محدودة النسخ، وعلى أمل أن تصدر طبعة ثانية حتى يتعرّف الناس على الوجه الآخر للمعارض السياسيّ الشرس، سنحاول الحديث في هذا المقال عن شكري الشاعر المغمور.
”السيدة كليمونتين“ لأمل خليف: نصّ مؤنّث أم كتابة نسويّة؟
”السيّدة كليمونتين“ للكاتبة التونسيّة أمل خليف، صدر عن دار النشر المصريّة ”هنّ“ في ديسمبر 2017. ”هنّ“ هي دار نشر نسوية لصاحبها رجائي موسى الذي استلهم فكرة بعث مؤسسة تُعنى بالكتابة النسويّة من رواية الكاتبة الإيرانيّة آذار نفيسي ”أن تقرأ لوليتا في طهران“، والتي جاءت على ذكر وجود دار نشر نسويّة في فرنسا بسبعينات القرن الماضي. يبدو كلّ شيء مناسبا كي تحتفل أمل بديوانها الثاني بعد ”قلب على رأس إبرة“ (2015) وتعلن عن نضوج تجربتها. في ”السيدة كليمونتين“، تنفلت أمل من صرامة الضوابط اللغويّة لتكتب نصوصا حرّة ذات خصوصيّة مؤنّثة. بإمكان القارئ وبغضّ النظر عن جنسه، أن يتماهى مع أمل، أن تنصهر ذاته مع ذوات قبيلة النساء التي يغصّ بها حلقها، أن يعاشر نصوصها، يقتحم حميميّتها، ويتجوّل في خيالها الشيزوفرينيّ.
منور صمادح : شاعر حاضر رغم التغييب
“إبتسم يا شعب” هي أولى الكلمات التي كتبها منور صمادح سنة 1948 والتي ستبقى كوصية للأجيال المتعاقبة وكدعوة للفرح والإقبال على الحياة. لقد توجه الشاعر إلى أبناء شعبه تماما كما صرخ فرحات حشاد من الأعماق “أحبك يا شعب”. ولأن صمادح من طينة الشخصيات الكبار فقد بث حبه للشعب وغيرته على الوطن عبر قصائده. لكن شعر صمادح إستهدفه النظام البورقيبي الذي عمق الهوة بين الشاعر والعامة من خلال منع دواوينه والتضييق عليه.
الشّاعر و القلق الوجوديّ : قراءة في مذكّرات أبو القاسم الشّابي
إنّ القلق الوجودي هو محرّك وركيزة لدى كثير من الأدباء والمفكّرين الكبار الذين تركوا أعمالا خالدة على مرّ العصور ( لعلّ أشهرهم الكاتبإ البرتغالي فيرناندو بيسوا بكتاب اللاّطمأنينة ) وأبو القاسم الشابي بمذكراته سجّل إسمه في قائمة الكتّاب الذين حولوا قلقهم إلى مادة إشتغلوا عليها ليخرجوا نصوصًا تستفزّ القارئ. و الحقيقة أنّ من يتتبّع مذكرات الشابي و يمعن في أدقّ تفاصيلها يكشف شخصيّة متفرّدة و متشائمة، تشاؤما يصل حدّ العدميّة في كثير من الأحيان
Qu’a donc à perdre celui qui a compris qu’il était libre
Dis-moi, Lune, toi qui es si proche ce soir, toujours mystérieuse, encore indomptable
(jusqu’à quand se souviendront-ils que sur ta face, ils ne doivent pas écrire?)
Message aux âmes des parents esseulés*
“J’habite une blessure sacrée / j’habite des ancêtres imaginaires / j’habite un vouloir obscur / j’habite un long silence /j’habite une soif irrémédiable /j’habite un voyage de mille ans / j’habite une guerre de trois cents ans /j’habite un culte désaffecté /entre bulbe et caïeu / j’habite l’espace inexploité”. Aimé Césaire.
الصغيّرأولاد أحمد: حكاية شاعر تمرّدَ على الرؤساء والكهنة
مسيرة أدبية صاخبة امتدت أكثر من ثلاث عقود، تخلّلها القلق والمنع والفرح والتمرد، امتهن فيها أولاد أحمد معاني جديدة للصعلكة الشعرية، مُعلنًا الخروج على سلطة الملوك والرؤساء ورجال الدين، ليجعل من الشعر حالة احتفاء دائمة بحرية الإنسان.
الظروف المتاحة للكتابة بين المرأة والرجل
تؤكد رجاء بن سلامة في كتابها “بنيان الفحولة” أن النظام الاجتماعي يرتب الفوارق بين المرأة الكاتبة والرجل، ليحاول هذا النظام إقصاء المرأة باعتبارها كاتبة. واعتبرت هذا النظام مقاوما لكتابة النساء بطرق ثلاثة: “إما أن ينكر أنّ الشاعرة امرأة، أو أن ينكر أنها شاعرة، أو أن ينزل بها العقاب”. فاعتبرت المرأة التي تكتب الشعر رجلا أو فحلا لذلك أُعتبر أن الخنساء لها أربع خصيّ، واعتبرت أيضا أنها ليست شاعرة بل “بكاءة”، وإذا تعلق الأمر بالشوق والغزل فإن الأب والأخ يقوم بواجب إقصائها وعقابها. وتقول في موقع آخر من الكتاب: “وفي حياتنا المعاصرة كثيرا ما يتّخذ إقصاء المرأة الكاتبة شكل التشكيك في حقيقة النص المكتوب، فالمرأة التي تكتب تستراب كتاباتها أحيانا، وتجد من الطاعنين الذين يرون أن رجلا ما يكتب عوضا عنها، فهو بذلك “قوّام” إبداعيا عليها.” وهذا على ما يبدو مازال حاضرا في الساحة الثقافية العربية والتونسية، فالبعض يعتبر ما تكتبهن “كتابات نسوية” ما يعني أنه أقل قيمة أو رديء، و أن عدد النساء الكاتبات قليلات وسرعان ما يغبن على الساحة لسبب أو لآخر. توجهنا بالسؤال لعدد من الكاتبات العربيات حول واقع المرأة الكاتبة في مجتمعنا اليوم
بعيدا عن النقد …قريبا من الشعر: كتاب «حركات الوردة» للشاعر التونسي عبد الفتاح بن حمودة
صدر مؤخرا عن دار زينب للنشر كتاب في التأملات الشعرية للشاعر والإعلامي عبد الفتاح بن حمّودة. كتاب في حجم متوسط بعنوان «حركات الوردة». الكتاب يحتاج إلى أكثر من قراءة وأكثر من مرجع فكأن الشاعر – على حدّ عبارة الناقدة ريم غنايم «الذئب الذي أكل كل شيء»، إذ تحضر في الكتاب مرجعيات مختلفة وتجربة كبيرة في القراءة أدبا وفلسفة. وهي تأملات تنمّ عن وعي بالكتابة الشعرية ودفاع عنها، إنه دفاع الشاعر عن الروح، عن الوردة في عالم صار يحكمه الحديد، وتحوطه المعادن من كل الجهات!
شاعر المقاومة الفلسطيني سميح القاسم، حين يكون العدو من الداخل
أقل ما يمكن قولة عن الشاعر العربي سميح القاسم هو أنه مازال يقاوم بشعره ومواقفه عدوانا صهيونيا تواصل من 1948 إلى يومنا هذا الذي يشهد فيه قطاع غزة حربا آثمة تأتي على البشر والحجر. سميح القاسم من أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين ،ارتبط اسمه بشعر الثورة والمقاومة ، مؤسس صحيفة كل العرب ، و عضو سابق في الحزب الشيوعي.
Aspire to Inspire: A real chance to express yourself through performative poetry
To express one’s self, to voice one’s worries, one’s aspirations and one’s thoughts is an utterly human right. It is not a privilege to openly and fiercely say what one believes and what one dreams. The youth today, in our Tunisia, overflow with powerful emotions, to use the phrasing of the English poet Wordsworth.
الدورة 27 للمهرجان الوطني للأدباء الشبان بقليبية: نجاح رغم محدودية الموارد المالية
عاشت مدينة قليبية ليلة البارحة على وقع فعاليات اختتام المهرجان الوطني للأدباء الشبان في دورته السابعة والعشرين الذي نظمته جمعية منارة الأدب بقليبية والذي انطلق منذ يوم 16 أوت في برمجة متنوعة ومتوازنة. ضمّ المهرجان مسابقة في النص الفرنسي وفي النثر والشعر.
A la mémoire de Zouhair Yahyaoui
En mars 2006, j’écrivais, à l’occasion de la première commémoration de la disparition de Zouhair Yahyaoui : « Il y a un an, le chenapan du net tirait sa révérence. La vie continue pourtant à avoir le dessus et il faudra bien s’habituer à vivre sans lui mais toujours avec son souvenir. Car non, la mort ne dissout pas tout, surtout pas l’amitié ! » […]
Et ça bascule
Et ça bascule Résumé à ma façon, dites moi si ce n’est pas bon. De retour à mes cartons, je […]