بقلم المنذر صفر

ان مواصلة الممارسات القمعية البوليسية والقضائية التي عهدناها عن النظام السابق/الحالي ما زالت ترهب المواطنين، وخاصة من بينهم الشباب الاحتجاجي الثوري، من دون ان تثير اي رد فعل من طرف الاحزاب ولا من طرف المجتمع المدني و حتي من طرف هيئة حماية الثورة !

الاعتقالات مازالت، والتعذيب مازال، و المحاكمات تشمل المتضاهرين وحتي صغار السن منهم.

ان هذه الافتزازات التي لم تلقي الا التجاهل و غض الطرف من الجميع هي في الحقيقة خطر و تهديد لكل فرد منا و لمجتمعنا كله علي المدي القريب وعلي المدي البعيد.

كلنا معرضون الآن لهذه الانتهاكات و كلنا معرضون كذلك لصمتنا البعض علي البعض.

ولكن هذا الخطر ينبئنا علي مخاطر اكبر لمستقبل المسار السياسي الحالي: كيف يمكن ان نستثيق هذا النظام في وعده باحترام الّعبة الانتخابية التي فرضها علي الحركة الثورية و في صدق نيته في التخلي عن الحكم لصالح من تفرزه هذه الانتخابية؟

كيف يمكن ان نصدق هذا النظام وهو يواصل عبَثَه بالشعب و تعنيفه و ضلمه في محاكمات جائرة معتادة من قدم الزمن؟

كيف يمكن ان نصدق هذا النظام وهو يستهدف الشباب الثوري و يعتقله و يعذبه ويحاكمه بنفس المحاكمات الجائرة؟

فكيف يمكن ان نصدق هذا النظام في وعده بالتخلي عن الحكم وهو لم يتب عن وحشيته القديمة، بل يواصل في ممارستها كما لو شيئ لم يحدث في البلاد، بل وكما انه يقول للجميع و علي الملاء : تعيو وتقبضوا، آشكون فيكم البريمة؟

نعم ان رسالته واضحة: انتخابات او لا، انَا هو صاحب القرار لاني صاحب العصى التي اواصل الآن ضربكم و تخويفكم بها، فهل منكم من يتكلم ؟

فلم يتكلم احد. و لن يتكلم احد