المقالات المنشورة بهذا القسم تعبّر عن رأي كاتبها فقط و لا تعبّر بالضرورة عن رأي نواة

iran-saudi-yemen

بقلم إيهاب الغربي،

فسرت عاصفة الحزم بأنها صراع بين العرب وايران وهو ما يعتبر مغالطة كبرى، فعاصفة السعودية هي تصفية حسابات مع غريمتها ايران ولا علاقة للأمن القومي العربي بهذا الصراع الإقليمي التاريخي.

مثل قيام الثورة الاسلامية في ايران سنة 1979 منعرجا جديدا في علاقة السعودية بايران .فبعد ان كانت علاقة ال سعود ودية بنظام الشاه تحولت الى صراع طائفي بين قطب سني تتزعمه السعودية وقطب شيعي بزعامة ايران.

كانت الحرب العراقية الايرانية اولى الازمات ما بين القطبين اذ تحالفت السعودية مع نظام صدام حسين ضد ايران موفرة له كل الدعم اللازم طوال سنوات الحرب الثماني. اثر غزو العراق للكويت سنة 90 شهدت العلاقة بين السعودية وايران تغيرا ملحوظا باعتبار عدائهما المشترك لنظام صدام حسين.

كان لسقوط حركة طالبان في افغانستان ونظام صدام حسين تاثيرا بالغا في الحرب الباردة الخليجية اذ ازداد النفوذ الايراني بسبب الحرب الامريكية في افغانستان والعراق على حساب السعودية وهو ما اجج الصراع بين الدولتين.

تتعدد محاور الصراعات بين البلدين في اكثر من مكان، ففي لبنان تدعم ايران حزب الله فيما تدعم السعودية جماعة 14 اذار. في سوريا تدعم ايران نظام بشار فيما تساند السعودية الجماعات التكفيرية المسلحة من جبهة النصرة وداعش. في مصر وقفت ايران الى جانب الاخوان المسلمين فيما دعمت السعودية نظام السيسي. اما في البحرين فقد نصرت ايران الشيعة فيما تدخلت السعودية عسكريا لحماية نظام ال خليفة.

في اليمن سيطر الحوثيون على صنعاء في 21 سبتمبر 2014 بمساعدة من قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة اليمنية المرتبطة بعلي عبد الله صالح واتهم عبد الملك الحوثي في أكثر من خطاب الرئيس هادي بالفساد ودعم الإرهاب وهاجم الحوثيون منزل الرئيس هادي في 19 يناير 2015 بعد اشتباكات مع الحرس الرئاسي وحاصروا القصر الجمهوري الذي يقيم فيه رئيس الوزراء كما أقتحموا معسكرات للجيش ومجمع دار الرئاسة ومعسكرات الصواريخ. وقدم وزير الخارجية رياض ياسين عبد الله برسالة من الرئيس هادي لمجلس التعاون الخليجي يطلب تدخله لصد الحوثيين من التقدم نحو عدن بعد اعلان الحرب عليه من قبل الحوثيين. كانت المملكة العربية السعودية بدأت بحشد قواتها العسكرية على حدود اليمن في أواخر مارس 2015 بعد عرض عسكري ومناورات أجراها الحوثيون على الحدود اليمنية السعودية.

ان العملية العسكرية التي تخوضها السعودية في اليمن ليست سوى ردة فعل على تمدد الحوثيين حلفاء ايران في اليمن و مرحلة جديدة من الصراع السعودي الايراني التي قد تصل الى حد المواجهة العسكرية خاصة بعد قدوم الملك سلمان الذي يعرف بتشدده تجاه ايران والذي سيزيد في دعم الحركات المتشددة المعادية لها مما ينذر بمستقبل وخيم العواقب في العلاقة بين القطرين.

كما سيكون للاتفاق النووي التاريخي بين ايران والدول الغربية والذي يقضي برفع العقوبات الاقتصادية على طهران مقابل خفض ايران لانشطة تخصيب اليورانيوم ووضع منشآتها تحت رقابة الوكالة الذرية انعكاسا سلبيا على العلاقات السعودية الامريكية مما ينذر بمزيد التوتر بين طهران والرياض.

يبدو ان الاتفاق النووي بين ايران والغرب جعل السعودية تدخل في حرب غير محمودة العواقب في اليمن ضد شعب اعزل وهو ما يعكس خشية السعودية ودول الخليج من تحالف ايراني امريكي في المستقبل قد يغير من التوازنات الاقليمية.