الشعب يريد تفكيك الوحدات، شعار وحد أهالي ڨابس يوم 15 اكتوبر 2025 بمختلف معتمدياتها وفئاتها العمرية والاجتماعية، خلف مطلب تفكيك […]

الشعب يريد تفكيك الوحدات، شعار وحد أهالي ڨابس يوم 15 اكتوبر 2025 بمختلف معتمدياتها وفئاتها العمرية والاجتماعية، خلف مطلب تفكيك […]
على امتداد الممرات المؤدية لقاعات عروض ”إيناوايشن“ بمهرجان نواة كان للجمهور موعد مع لعبة التحدي والذكاء ”البحرية“. وهي رحلة استقصاء طريفة تقود المشاركين إلى كشف كوارث التلوث البحري وتحصيل معلومات ومعارف تخص الأحياء البحرية وما لحق بها جراء التلوث الكيميائي، في طريق بحثهم عن حل لغز اختفاء غامض.
لم يكف الڤوابسية فاجعة اختناق العشرات من أبنائهم بغاز المجمّع الكيميائي السام، لتزيدهم السلطة محاصرة وغازا بوليسيا حارقا وسقط متاع من مريديها لترذيل الاحتجاج وتشويهه طيلة الأيام الفارطة. قمع السلطة تزامن مع تجاهلها المتعمد لقرار تفكيك الوحدات الملوثة منذ جوان 2017 وتسبيق مصالح حرفاء الفسفاط على حياة دافعي الضرائب ومستقبل التلاميذ بالمنطقة.
لا يكاد يمر أسبوع في ڨابس دون تسجيل كوارث بيئية صادرة عن منطقة الصناعات الكيميائية الخطرة، التي حولت الواحة البحرية الوحيدة في العالم إلى مقبرة نفايات سامة. تلوث لم يسلم منه لا الانسان ولا النبات والحيوان، لوث الهواء والبحر والسماء وأجبر المواطنات والمواطنين على العودة إلى الاحتجاج والشوارع، بعد أن صمّت السلطة آذانها وتجاهلت لسنوات استغاثاتهم وأمراضهم وآلامهم.
في فصل جديد من فصول الموت المستراب وراء القضبان توفي يوم 5 أكتوبر جهاد الدريدي، ابن منطقة المروج ببن عروس داخل السجن المدني بمرناق، بعد أسبوعين فقط من إيقافه. عائلة الضحية أفادت بتعرض ابنها إلى التعنيف و تكبيل اليدين والقدمين. نواة التقت والدة الضحية ولسان دفاعه لكشف تفاصيل مهمة تفسر سبب الموت المستراب لجهاد وغيره من ضحايا الإهمال والعنف داخل السجون.
بعد اعتقاله من قبل الاحتلال بسبب مشاركته في أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة وقياداته سفينة امستردام، عاد الرايس محمد علي محيي الدين إلى تونس، رفقة النشطاء التونسيين الذين شاركوا في الأسطول، محملا بتجربة قاسية مع الأبارتهايد، قد لا تعني شيئا بالنسبة له مقارنة بمعاناة الفلسطينيين. كان الرايس محمد علي في قيادة سفينة أمستردام ضمن ربابنة السفن المكونة للأسطول الذين أمنوا رحلة طويلة من تونس إلى فلسطين مرورا بايطاليا واليونان. نواة التقت محمد علي محي الدين في شهادة حول مشاركته في الأسطول والاختطاف والترحيل.
بعد تتالي حالات الاختناق بسبب الغازات الخانقة المنبعثة من المجمع الكيميائي بقابس، ما أدى إلى إيواء مواطنين بالمستشفيات من ضمنهم تلاميذ، نفذ نشطاء “ستوپ پولوشن” الخميس 9 أكتوبر وقفة احتجاجية أمام مقر المجمع الكيميائي بالعاصمة. تحرك طالبت خلاله المحتجات والمحتجون بتفكيك الوحدات الملوثة للمجمع تنفيذا لقرار حكومي صادر بالرائد الرسمي دون تنفيذ منذ سنة 2017
رحلة في عمق الريف التونسي، تلك التي قدمتها مريم العبيدي عبر عملها الفني ريفيات الذي عرض بالدورة الخامسة لمهرجان نواة، ضمن أعمال حاضنة المشاريع الابداعية ”إيناوايشن“. في قاعة العرض، تعانق الأرض الشمس وتُعجن الأيّام بعرق النساء لتولد الأغنية بين الأيادي الكادحة. هُنّ العاملات في سباسب القصرين، الصيّادات على شواطئ قرقنة والماشطات على امتداد الساحل الشرقي، نسّاجات الجمال من تفاصيل الحياة اليومية. نساء ريفيّات يحفظن نغمة الأرض كما يحفظن أسرار البقاء.
بعد اعتقاله من قبل الاحتلال بسبب مشاركته في أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة، عاد حمزة بوزويدة إلى تونس محملا بتجربة وشهادات ستبقى محفورة في الذاكرة الشعبية. كان حمزة على متن سفينة “آلاكاتالا” التي كان على متنها أربعة تونسيين. نواة التقت بوزويدة لتعود معه بالتفصيل في شهادة مطولة على أبرز ما عاشه خلال تجربته النضالية، من الإعداد فالإبحار ثم الاعتقال وصولا إلى الترحيل.
في الذكرى الثانية لعملية 7 أكتوبر 2023، تعود نواة إلى أهم المحطات التي ميزت الحراك الجماهيري في تونس، المناهض للاحتلال والابارتهايد المسلط على غزة وكامل فلسطين المحتلة. بين عفوية الجماهير وحسابات القيادات ومواقف السلطة المضطربة.
تحت انظار العالم كل العالم، صارت الإبادة وقتل الأطفال والرضع والتهجير القسري في غزة أخبارا يومية. بشاعة اجرام الابارتهايد الصهيوني لم تعد خافية على أحد إلا من اختار صف إسناد القتلة الدمويين. في الذكرى الثانية لعملية 7 أكتوبر الفدائية وما تضمنه التشاريع الدولية في حق مقاومة الاحتلال، اختارت نواة أن تمنح الكلمة لصحفي غزاوي فلسطيني من داخل القطاع المحاصر لتكون الكلمة لزميلاتنا وزملائنا من الصحافة الفلسطينية المقاومة.
بعد اختطاف المئات من المشاركات والمشاركين في أسطول الصمود العالمي واعتقالهم في المياه الدولية من طرف الاحتلال ، شهدت العاصمة تونس السبت 4 أكتوبر مسيرة وطنية حاشدة بدعوة من اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في فلسطين، للمطالبة بالإفراج الفوري عن نشطاء الأسطول ووقف الإبادة في غزة. وقد جدّد المتظاهرات والمتظاهرون تأكيدهم على ضرورة حماية النشطاء المعتقلين في سجون الاحتلال والتسريع في ترحيلهم ، مع مواصلة النضال من أجل كسر الحصار، إلى جانب المطالبة بإقرار قانون تجريم التطبيع في تونس.
من العروض المميزة التي وقف زوار مهرجان نواة في طوابير انتظارا لمشاهدتها، عرض رقصة الذرات ليافا السعيدي. مشروع كيميائي سياسي فني، حوّل تجارب كيميائية إلى تعبيرات عن محطات فاصلة عاشتها تونس على مدى ما يقارب 38 عاما. عرض يعكس روح التعاون والتكامل بين صاحبة فكرة العرض وبين فريق نواة التحريري، كتطبيق ناجح لمنطق العمل المتكامل صلب حاضنة المشاريع الإبداعية “إيناوايشن”
بداية من مساء الأربعاء 1 أكتوبر وحتى صباح 2 أكتوبر 2025، قامت سفن حربية وعناصر مسلحة تنتمي لاحتلال الابارتهايد الصهيوني، باعتراض سفن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة واحتجاز كل من عليها بشكل قسري واقتيادهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، في عملية قرصنة وعربدة خرقت القوانين الدولية وانتهكت الحق في التضامن الإنساني الهادف إلى إيصال المساعدات إلى أهل غزة الذين يعانون التجويع والتهجير.
بعد اعتراض الاحتلال لسفن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، الليلة الفاصلة بين 1 و2 أكتوبر، واختطاف من عليها من مختلف الجنسيات واقتيادهم إلى ميناء مدينة عسقلان بفلسطين المحتلة، يُتابع الرأي العام التونسي والعالمي تطورات هذه العملية ومصير المحتجزين لدى الكيان سواء بالمحاكمة أو الترحيل. لفهم السيناريوهات المحتملة التقت نواة بالمحامي وعضو الفريق القانوني التونسي لدعم أسطول الصمود رافد رباح.
ثاني أيام مهرجان نواة، كان الجمهور على موعد مع نقاش كشف حقيقة الحياة السجنية في تونس ووضعية السجناء، شادي الطريفي ودليلة بن مبارك وصائب صواب، تحدثوا عن الاكتظاظ وانهيار المنظومة الصحية وعودة التعذيب للسجون. النقاش تضمن شهادات وقصصا لإنارة الرأي العام حول احد أبرز المواضيع المسكوت عنها.
رغم صدق القضية والمخاطر المحدقة، يتعرض المشاركات والمشاركون في أسطول الصمود العالمي إلى شتى أنواع التشويه والهجمات على شبكات التواصل. هجمات يشنها الكيان المحتل ويشاركه في ذلك مجاميع ضحلة المستوى من تونس تنشر كلاما مؤامراتيا لا ينطلي سوى على بسطاء العقل. رغم كل ذلك وغيره ستبقى حركة الأسطول العالمي نبراسا يحفظ ماء وجه الانسانية في زمن الفاشيات و الرداءة والانحطاط.
نهاية الأسبوع الأخيرة لشهر سبتمبر من كل سنة، تحولت إلى موعد هام يحجز قبل أسابيع ويبرمج له قبل أشهر لفتح المجال أمام الشباب المبدع، العمود الفقري لمهرجان نواة. ثلاثة أيام تحول فيها مقر نواة إلى القلب النابض للحراك الفني والثقافي الملتزم بالتحدي، بتحطيم الأصنام وكسر الحواجز، في ترجمة حية واقعية لشعار المهرجان في نسخته الخامسة: الفن مقاومة الحرية أقوى.