Culture 174

”لقشة من الدنيا“: ڤعدة مع المخرج نصر الدين السهيلي وشخصيات الفيلم

فيلم “لقشة من الدنيا” (Subutex) للمخرج التونسي نصر الدّين السهيلي الذي يشارك في المسابقة الرسميّة للأفلام الوثائقيّة الطويلة لأيّام قرطاج السينمائيّة، من الأفلام التي تغوص عميقا في العوالم السفليّة ليوثّق جزءً من الواقع المسكوت عنه. الواقعيّة الوحشيّة هي السمة الطاغية على هذا الفيلم الذي تتأرجح فيه العلاقة بين “فانتا” و”رزوقة” بين الحبّ والعنف، بين الخوف من الوحدة وعقدة الذنب بسبب حالة الإدمان على “السوبيتاكس” المسيطرة على “فانتا”. كان لنواة ڤعدة مع نصر الدّين السهيلي وشخصيّات الفيلم بـ”الخربة” التي تمثّل فضاءً للتحرّر والانعتاق والحلم بالنسبة إلى أولئك الذين يعيشون على الهامش.

من داخل سجن المرناقيّة: فيلم ”في عينيّ“ جرعة حريّة مؤقتّة

داخل سجن المرناقيّة وأمام 500 سجين افتتح فيلم ”في عينيّ“ للمخرج التونسي نجيب بالقاضي أيّام قرطاج السينمائيّة في السجون بحضور الشخصيّة المحوريّة في الفيلم نضال السعدي. شاركت المنظمّة العالميّة لمناهضة التعذيب والإدارة العامّة للسجون والإصلاح في تنظيم هذا العرض وغيره من العروض بعدد من السجون الأخرى مثل برج الرومي ومرناق والمسعدين. تابعت نواة عرض ”في عينيّ“ والنقاش الذي دار بين فريق الفيلم والمساجين، وقد حاولنا توثيق بعض اللحظات التي تحرّر فيها السجناء من ضيق المؤسسة العقابيّة ليطرحوا الأسئلة ويعبّروا عن قراءاتهم المختلفة لهذا العمل الفنيّ.

منع فيلم ”عزيز“ من التصوير: والي قبلي يصنصر والمنتجون يقاضونه

في قرار يُعدّ سابقة في تاريخ السينما التونسيّة قام والي قبّلي سامي الغابي بمنع تصوير فيلم “عزيز” للمخرج مهدي البرصاوي بجهة قصر غيلان مُتحجّجا بأنّه سيتمّ تنكيس الراية الوطنيّة ورفع راية داعش في أحد مشاهد الفيلم، رغم أنّ هذا المشهد غير موجود في السيناريو.هذه المغالطة دفعت بفريق فيلم “عزيز” إلى تنظيم ندوة صحفيّة بمقرّ النقابة الوطنيّة للصحفييّن التونسيّين، يوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2018، لكشف الحقائق والتنديد بهذا القرار. وقد قامت إدارة الإنتاج برفع قضيّة استعجاليّة لدى المحكمة الإداريّة بقبلّي لإلغاء هذا القرار الذي يعدّ تعديّا على حريّة التعبير والإبداع

ومية: أيام قرطاج تتكاثر

تأسّست أيّام قرطاج السينمائيّة سنة 1966 وقد كانت هويّة هذا المهرجان منذ بدايته واضحة: سينما إفريقيّة وعربيّة ذات طابع نضاليّ. وبعدها تأسّست أيّام قرطاج المسرحيّة سنة 1988. ألحق بهذين المهرجانين العريقين سنة 2010 أيّام قرطاج الموسيقيّة وقد خلنا أنّ الأمر سيتوقّف عند هذا الحدّ حتى لا تفقد أيّام قرطاج ما تبقّى من إشعاعها. حَوَّل وزير الثقافة الحاليّ محمد زين العابدين “أيّام قرطاج” إلى أصل تجاريّ فاقد للمعنى والخصوصيّة. فكانت البداية مع أيّام قرطاج الشعريّة ومن ثمّ أيّام قرطاج الكوريغرافيّة، وأيّام قرطاج للفن المعاصر، وأيّام قرطاج لفن العرائس، وأيّام قرطاج الثقافيّة للإبداع المهجري، وآخرها أيّام قرطاج للخزف الفنّي الذي لم تبدأ دورته الأولى بعد.

إركز هيب هوب: المزود والرّاب خطّان متوازيان، ولكن يلتقيان!

إركز هيب هوب، هو مشروع فنّي قائم على المزج بين صنفين من الفن مختلفين في الظاهر، لكنهما يشتركان في تاريخ من القهر السياسي المشترك: الرّاب والمزود. هذا المشروع من إنتاج استوديو “الدبّو”، تمّ عرضه يوم الجمعة 28 سبتمبر 2018 بالمعهد الفرنسيّ بتونس، وقد جمع بين فنّاني هيب هوب لكلّ منهم أسلوبه الخاص في الغناء وهم “فايبا” و”ماسي” و”تيقا” ومجموعة من عازفي المزود المحترفين. إركز هيب هوب مشروع قابل للنقاش والتطوير ويحاول أصحابه نحت هويّته الفنيّة تدريجيّا.

الحامة: ”السينما في حومتنا“، رهان الفضاء العام في ظل غياب القاعات

اتجهت أنشطة مهرجان ”السينما في حومتنا“ يوم الجمعة 14 سبتمبر 2018 إلى مدينة الحامة التابعة لولاية قابس، وقد شهدت التظاهرة عرضا لأفلام تونسية موجهة للطفل على غرار فيلم ”صباط العيد“ لأنيس لسود و”بوبي“ لمهدي البرصاوي. وتهدف أنشطة ”السينما في حومتنا“ إلى خلق دينامية ثقافية في المناطق الداخلية المُهمشة، من خلال تقديم عروض سينمائية في الساحات العامة، ذات مضمون ثقافي بديل.

بعد غياب لسنوات، موسيقى الميتال تعود إلى تونس

عادت حفلات الميتال من جديد في تونس، هذا النمط الموسيقيّ الذي لقي رواجا كبيرا في التسعينات رغم اعتباره دخيلا على الموسيقى التونسيّة وعلى ثقافتنا عموما. للمرة الأولى، تفتح المهرجانات التونسية أبوابها لموسيقى الميتال وذلك باعتلاء مجموعة ميراث التونسية مسرح مهرجان قرطاج الدولي، إلى جانب مجموعة كرطقودز التي أحيت حفلا بمسرح مهرجان بنزرت الدولي. موسيقى الميتال مثيرة للجدل دائما لربط الناس لها بعبادة الشيطان. في هذا الريبورتاج حاولنا الإجابة عن بعض الأسئلة التي تدور حول أسباب غيابها عن الساحة المحليّة، وهل ستتواصل برمجتها ضمن فعاليّات المهرجانات التونسية؟ وهل لهذه الموسيقى أصلا علاقة بعبادة الشيطان؟

القصرين: قضيّة أشرف دجنكل، البوليس يواصل قمع الراب التونسي

ليس غريبا أو جديدا أن نقول بأنّ البوليس يريد أن يدوس الرّاب بحذائه. الرّاب فنّ يُزعج ويستفزّ الذوات المحافظة والحذرة من أيّ تعبيرة فنيّة لا تعترف بالحدود والخطوط الحمراء التي سطّرتها مجتمعاتنا الانضباطيّة. يقوم البوليس بالتضييق على مغنّي الرّاب بتعلّات وأسباب تختفي وراء قوانين قمعيّة مثل “التعدّي على الأخلاق الحميدة” و”هضم جانب موظّف عمومي”. آخر التضييقات على مغنّي الرّاب كانت مع أشرف دجنكل الذّي تمّ الاحتفاظ به 24 ساعة بقرار من النيابة العموميّة وإطلاق سراحه أمس الثلاثاء بسبب أغنية تنقد وزارة الداخليّة غنّاها يوم 28 جويلية في حفل ضمن فعاليّات مهرجان العبادلة الدولي بسبيطلة.

مسرحية ”الشقف“ لقنون وأبو مطر: أوطان تَكره وتَطرد.. فلنرحل

قد تختلف أسباب الهروب لكنّ الهدف واحد: مكان يجوز لهم فيه أن يحلموا. في مسرحية “الشقف”، التي عُرضت يوم السبت 28 جويلية بمدار قرطاج في إطار مهرجان قرطاج الدولي، كانت الأحلام الرابط الخفيّ والمعلن في آن بين الشخصيّات الثمانية القادمة من أوطان لم تقدّم لها الحماية. قبل الغوص عميقا في أحلام شخصيّات المسرحية، “الشقف” هو مشروع حلم للراحل عز الدّين قنون، حاولت ابنته سيرين قنون تحقيقه بمساعدة المخرج اللبناني مجدي أبو مطر أحد تلامذة قنون. لم تعلن مسرحية “الشقف” منذ البداية أنّها ستعطي أجوبة عن أسئلة طاعنة في السنّ حول ظاهرة الهجرة السريّة، لكنّها حاولت طرح سرديّة جديدة لها من خلال الحفر في العلاقة الجدليّة بين الفرد ووطنه والتي تتأرجح بين الحب والكراهية.

الترجمة بالدارجة التونسيّة: أي دوافع واشكاليات لهذه الموجة الجديدة؟

تبدو الكتابة بالعاميّة خيارا سهلا في الظاهر قد يُشبع حاجتنا الملحّة في التعبير عن أفكارنا وعواطفنا دون الخضوع إلى ترسانة من القواعد النحويّة الصارمة كالكتابة بالفصحى فهي شبيهة بالمشي فوق حبل رفيع. الجدل حول الكتابة بالعاميّة ثابت مُتجدّد ويتخذ أبعادا سياسيّة فيما وصفته التيارات القومية العروبية والاسلامية بمحاولات “وأد اللغة العربية”. جيل جديد من الشباب يحاول إعادة إحياء مشروع إقحام الدارجة في الكتابة وجعلها ليس فقط لغة كتابة أدبية ذاتيّة وإنّما لغة ترجمة أيضا. قد تتباين دوافع عزيز عمامي ومجد مستورة وضياء بوسالمي، لكن المشروع في المطلق واحد.

حوار مع المخرج المصري تامر السعيد حول فيلم ”آخر أيّام المدينة“

فيلم “آخر أيّام المدينة” من الأفلام التي طالتها أيادي الرقابة فمُنع من العرض في مصر. الفيلم الذي دام تصويره عشر سنوات يستحقّ الحديث أكثر من قرار المنع السخيف، وفي هذا الحوار لنواة يُجيبنا تامر السعيد عن العديد من التساؤلات حول العلاقة الجدليّة بين الفرد والمدينة الصاخبة وحول الارتجاليّة المقصودة في السينما. “آخر أيّام المدينة” يعرض في تونس منذ 4 جويلية بقاعات مدار قرطاج وأميلكار بالمنار وأ ب س والبرناس وسط العاصمة.

مهرجان جو تونس 2018: عرض دندري، عندما يتحرر السطمبالي من المكان ويتحدى الزمان

الدندري هو مشروب خاص بالزوايا بمكوّنات بسيطة (دْرُع، لبن، سكّر وماء) ولكن الخلط بينها يبدو غريبا. هذا المشروب يلخّص الفكرة الجوهريّة لعرض دندري والقائمة على أساس الجمع بين آلات من معاجم وعوالم مختلفة، آلتي القمبري والقمبرة الافروأمازيغية من جهة وآلات غربيّة أخرى مثل الباتري والغيتار من جهة أخرى. واكبت نواة عرض دندري الذي انتظم أمس الأربعاء 27 جوان 2018 في فضاء بورصة الشغل ضمن الدورة الخامسة لتظاهرة “جو تونس” وتحدّثنا مع كلّ من عازف القمبري صالح الورغلي وعازف الباتري محمد خشناوي وعازف الغيتار أيمن بن عطية عن الموسيقى التي يقدمونها مع مجموعة أخرى من العازفين. دندري ليس محاولة متحمّسة لإنقاذ السطمبالي من النسيان فقط وإنّما هو خيار واثق لتطوير هذه الموسيقى وإيصالها إلى الجمهور بمختلف فئاته العمريّة.

ريبورتاج: العرض ماقبل الأول للفيلم الوثائقي ”الواحة“ من إنتاج نواة

احتضنت قاعة سينيمدار بقرطاج أمس الخميس 07 جوان 2018 عَرضا لفيلم الواحة الذي أنتجه موقع نواة بالشراكة مع مؤسسة روزا لوكسمبورغ. ويتناول الفيلم بأسلوب جَمالي وتوثيقي تجربة أهالي منطقة جمنة، ولاية قبلي، في الاستغلال المُواطني للأرض واستثمار عائداتها في تحسين البنية التحتية وتحسين المرافق الخدماتية، وتمويل النشاط الجمعياتي المحلي.

حوار مع أنور ابراهم: ”بلو مقام… قارب نجاة أنقذني من التشاؤم“

بعد مجموعة من الحفلات التي جاب فيها أهم قاعات العروض الأوروبية في أفريل 2018، حيث قدّم ألبومه الجديد “بلو مقام”، عاد أنور ابراهم إلى  تونس وكان لنواة لقاء مطوّل معه داخل ورشته. كان حوارنا ثريّا مع ملحّن وعازف عود تونسي فرَض نظرة جديدة للموسيقى العربية، فأنور ابراهم أقحم الموسيقى العربيّة بسلاسة في عالم الجاز والموسيقى المعاصرة ملغيا بذلك الحدود بين هذه الأنماط. حدّثنا أنور عن تجربته وخصوصيات مقاربته الفنية ومصادر إلهامه، كما خصّنا بالتعمق في المخاض الإبداعي الذي جعل آخر ألبوماته يرى النور ويعرف النجاح.

مسرحية ”الهربة“ لغازي الزغباني: عندما تُعرّي عاملة جنس تناقضات متشدّد دينيّ

كل الأعمال الفنيّة التي تدور في فلك الجسد والمُحرّم مثيرة للجدل بطبيعتها. ومسرحية “الهربة” لغازي الزغباني، التي عُرضت أمس الجمعة 11 ماي بفضاء الأرتيستو، من المسرحيات التي أسالت الكثير من الحبر بسبب جمعها للمتناقضات وولوجها عالم المومسات الغامض. تتقاطع العلاقات في مسرحية الهربة بين عاملة جنس ومتشدّد دينيّ التجأ إلى الماخور كي يهرب من البوليس الذي يلاحقه، لتبدأ من هناك الحكاية التي أتقن غازي اقتباسها من رواية باللغة الفرنسيّة للكاتب حسن الميلي عنوانها “La p…savante”. تبدو إعادة التفكير في الثوابت وطرحها في سياقات وأبعاد مختلفة لعبة غازي المفضلّة، لذلك جاءت مسرحية الهربة لتُجسّد اللامعقول في شخصيات قد لا تلتقي كلّ يوم ولكنّها تجد نفسها وجها لوجه داخل غرفة واحدة.

عرض ”أنا برشا“: عندما تَكفر الكتابة بالمحرّمات

“أنا برشا” من العروض التي تدفعك إلى التفكير والغوص عميقا في عوالم تناسيناها. “أنا برشا” عرض مخيف، قذر ومبهج. سهى بختة، مجد مستورة، حمدي مجدوب وليليا بن رمضان، أربعة كتّاب فوق ركح قاعة الفن الرابع يوم السبت 14 أفريل، أربكوا حشدا من الجمهور بنصوصهم العاميّة التي تهتمّ بأدقّ التفاصيل والتي تعدّ عصارة سنوات من اللهيث والنباح المحموم. لا يمكن تصنيف هذا العرض ووضعه تحت خانة “السلامslam ” أو “الشعر الجديد”. هو كلام فوق الركح فقط، ولكنّه كلام يعرّي المستور و”المخبّل في كبّة”، يسخر من الوجود، يهدم الثوابت ويسائل الحتميّات. “أنا برشا” هو عرض سكران يترنّح يمنة ويسرة، معدته خاوية، يتقيّأ ويصرخ بصوت مثقل: لقد تغيّر العالم يا رفاق !

”في العاصفة“ لحسن المؤذن: لماذا شكسبير في تونس اليوم؟

اقتبس المخرج حسن المؤذن نصّ مسرحيته العرائسيّة ”في العاصفة“، والتي عرضها ضمن فعاليات أسبوع اليوم العالمي للمسرح بقاعة الفن الرابع، عن مسرحية “الملك لير” لوليام شكسبير التي تدور حول الصراع الأزليّ من أجل السلطة. الواضح أنّ العديد من المخرجين مازالوا ينهلون من المدوّنة الثريّة لشكسبير ومازال بعضهم يحتمي بالنصوص المسرحية الكبرى لموليار وبريشت وغيرهما نظرا إلى عدم مقدرتهم على كتابة نص ذي حبكة درامية عالية. يبدو حسن المؤذن مختلفا عن هؤلاء وتبدو ”في العاصفة“ من المسرحيّات الخارجة عن منطق التكرار الأجوف خاصّة وأنّها مسرحية عرائسيّة موجّهة للكهول وهي سابقة في تاريخ المركز الوطني لفن العرائس.

نواة في دقيقة: أيام قرطاج الشعرية، تظاهرة برائحة النظام السابق

لم تمرّ الدورة التأسيسية لأيام قرطاج الشعريّة المنعقدة من 22 إلى 31 مارس 2018 دون أن تسيل الكثير من الحبر حول مديرتها جميلة الماجري التي كانت أحد أبواق النظام السابق. فقد حاولت مديرة هذه التظاهرة استغلال اسم الشاعر الراحل الصغيّر أولاد حمد والاحتفاء بذكراه بالرغم من أنّها منعته من الكتابة في مجلّة “مسار” عندما كانت على رأس اتحاد الكتاب التونسيّين وهو ما دفع بزوجة أولاد حمد إلى التدخل وإرسال عدل منفذ لإيقاف حفل التأبين. يذكر أن العديد من الشعراء والكتّاب قاطعوا فعاليّات الدورة الأولى لأيام قرطاج الشعرية، معتبرين تعيين جميلة الماجري على رأس هذه التظاهرة إهانة للعديد من الشعراء الذين أقصتهم وظلمتهم أثناء رئاستها لاتحاد الكتاب بحسب بيان لهم.