إلى الثوريين المزيفين، “بالفلاقي”

أتساءل كل يوم هل بقي للتونسيين أعصاب لتحمل عبث النخبة بالوطن. أربعة أشهر والعبث متواصل. شعب أدهش العالم وأنجز ما لم يتخيله أحد: ثورة سلمية تنتصر على إحدى أقسى الدكتاتوريات. شعب أبدى تحضر في مقاومته جعلته قبلة الزوار من كل حدب وصوب. و الأن أنظر إلى النخبة : لقد قررت اليوم أن أترك جانباً طريقة كتابتي الهادئة في العادة لأن الكأس فاض.[…]

الشيخ الباجي …رمى الناس بالحجارة و نسي أن بيته من زجاج !

تابعت مثلكم جميعا الحوار المصور مع الوزير الأول المؤقت، و إن كنت منذ البداية لم أنتظر منه إجابات شافية أو توضيحات تلجم أفواه “النبّارة” فإنني لم أكن أتصوّر أن الباجي قايد السبسي سيخاطب الشعب بلغة متعالية (أنا ربكم الأعلى !) أو أنه يعتقد أن الشعب التونسي “سيدي تاتا” يصدق ما يقوله و إن كان لا مخلصا في عمله أو صادقا في قوله !

على طريقة ويكليكس: تسريبات الراجحي زلزال مفيد للثورة

بعد أن أحدث خروجه من وزارة الداخليّة ريبة لدى التونسيين الذين أحبّوه، عاد السيّد فرحات الراجحي إلى الواجهة بتصريحاته الأخيرة التي كانت بمثابة الزلزال السياسيّ. توصيف لا نبالغ فيه لأنّ جميع ردود الأفعال التي أعقبته كانت صفّارات إنذار لخطر داهم بسبب ” تصريحات غير مسئولة… إلى جانب مسها بالنظام العام وتلاعبها بمشاعر المواطنين التونسيين.” هكذا قال ناطق باسم الحكومة التونسيّة.

في مدلول النضال السياسي ضمن أفق بديل

ليس من الهين وفي أعقاب الانقلاب الجذري الذي عاينته القيم الناظمة للفعل السياسي بعد ثورة قامت من أجل استرداد ما هُدر من كرامة أن يحدّد التونسي بوضوح وضمن واقع السجال الحامي والمحاذير الأمنية والاقتصادية التي تترصد البلاد الخط السياسي الذي يتعين عليه النضال من أجله. فبعد مائة يوم من حصول ذلك الصدع تفرّق التونسيون شيعا قد تربو في مقتبل الأيام عن السبعين فرقة ناكفت بعضها البعض عبر الاحتكام إلى جملة من القيم والضوابط المشتركة لا يفصل بينها عمليّا سواء الانتصار إلى المحافظة أو الدعوة إلى التحرّر.

إعلام الثورة أم ثورة الإعلام؟ حرية الإعلام ام إعلام الحرية؟

بقلم راضية الشرعبي – أضحى الإعلام ركيزة أساسية في بناء الدولة بل بات من مقومات ورموز السيادة الوطنية. إذ يعتبر السلطة الرابعة إن أريد له أن يمارس سلطته. للإعلام دور مهم في شرح القضايا وطرحها على الرأي العام من اجل تهيئته إعلاميا، لتقبل التوجهات العامة للدولة. ولا يمكن للإعلام أن يمارس هذا الدور إلا إذا حقق قدرا كافيا من الحرية والتحرر من القيود التي قد تمارس عليه من أي جهة كانت.

حديث في شرعية السلطة

قبل التطرق إلى مفاهيم الدستور و المؤسسات الدستورية والمجلس التأسيسي هناك مفهوم أساسي من المهم التعمق فيه جيداً وهو مفهوم شرعية السلطة. كما أن من المهم أيضاً فهم تطور هذا المفهوم على مر التاريخ. و الأسئلة التي تتخاصم فيها الألسن هذه الأيام كالهوية و حدود الخطاب الحزبي هي على علاقةٍ إن لم تكن شكلاً أخر للسؤال […]

حكومة السبسي، سياسة الأمر الواقع وجس النبض

بقلم تونسي و أفتخر – على عكس حكومة الغنوشي التي كانت تستجيب تدريجيا لمطالب الثوار ما جعلهم يثقون بقدراتهم وبضرورة مواصلة الضغط لتحقيق جميع المطالب، فإن حكومة السبسي اتسمت بالتعنت والتأكيد على أحقية الحكومة في إتخاذ القرارات التي تراها كفيلة بحفظ الأمن وتجنيب البلاد خطر إنهيار إقتصادي محدق

إصلاح العقل الزّيتوني

ثمة مغالطةٌ شائعةٌ لدى عديد المتابعين للشأن الديني في تونس، عند التطرّق لمآلات الزيتونة، تتمثّل في اختزال أزمة تلك الجامعة العريقة في معادلة كمّية تتحدّث عن تراجع أعداد الطلاّب. حيث يُردَّد بأن الدارسين الزواتنة، في الفترة الاستعمارية، كانوا أكثر نفرا منه في ظلّ حقبة الاستقلال. والحقيقة أن ذلك تقييم واهمٌ طالما شاع بين كثيرين، فقد كانت الزيتونة تعيش أزمتها حين كان العدد بالآلاف ولما تراجع إلى بعض المئات أيضا

استقالة من الهيأة العليا لتحقيق أهداف الثورة و الإصلاح السياسي و الانتقال الديمقراطي

بقلم احميده النيفر- قررت أن أستقيل من عضوية الهيأة العليا لتحقيق أهداف الثورة و الإصلاح السياسي و الانتقال الديمقراطي و أدعو كل الزملاء الممثلين للبعد الوطني المستقل أن يراجعوا موقفهم من الهيأة و دورهم فيها

لا للانتخابات في ظل الاعتقالات والمحاكمات والارهاب البوليسي

ان مواصلة الممارسات القمعية البوليسية والقضائية التي عهدناها عن النظام السابق/الحالي ما زالت ترهب المواطنين، وخاصة من بينهم الشباب الاحتجاجي الثوري، من دون ان تثير اي رد فعل من طرف الاحزاب ولا من طرف المجتمع المدني و حتي من طرف هيئة حماية الثورة ![…]

من قام بالإنقلاب على بن علي ؟

في أول ظهور له بعد تقلده منصب الوزير الأول، أكد السيد الباجي قايد السبسي أنه سيعمل خلال الأيام القادمة على إنارة الرأي العام و كشف حقيقة ما حدث يوم 14 جانفي (و قبله و بعده)، مؤكدا على “الصدق في القول و الإخلاص في العمل”.
تمرّ الأيام و تتوالى الأحداث، و لا وجود لرواية رسمية إلى حد كتابة هذه السطور تضع حدا للروايات و الإشاعات التي تتكاثر، و تقتصر الإجابة الرسمية على كون “البحث جاري” .. و لا ندري إلى متى؟ فالشعب التونسي لا يمكنه الحديث عن إنتصار لثورته

خطر ألعوبة الإنتخابات وتمشي الأوضاع الحالية نحو الدكتاتورية. تحليل و اقتراحات

لا يمكن لاحد ان يشك في المنزلق الذي وقعت فيه البلاد والذي يجرها الآن لكارثة اقتصادية و اجتماعية و سياسية لا مفرّ منها. اننا تناسينا ان النظام التجمعي ما زال قائما، مستترا وراء الكومة الحالية التي تنكب ليلا نهارا علي التختيط لاعادة الدكتاترية للمكانة التي كانت تتبوئها منذ اكثر من خمس عقود. و تناسينا كذلك كيف أُحبِطت جميع التجارب الانتخابية التي نُظّمت في ظل الحزب الدستوري منذ الاستقلال حتّي يومنا هذا: 1955، 1981، 1989 كانت هذه الانتخابات اجهضت ولم تغير في الوصاية التي سلطها الحزب علي البلاد ويجب علينا ان نذكر مدى تشابه السيناريو الذي يشهده المسار السياسي الحالي للبلاد بالمسار الذي واكب السابع من نوفمبر

السلفية، لم لا؟

بقلم نضال – لطالما إرتبط مصطلح “السلفية” في ذهني، و في ذهن العديد من التونسيين، بمرادفات من قبيل “الرجعية” و “التطرف” و “الإرهاب”. و لقد إسترعى إنتباهي مؤخراً حملة فايسبوكية تهدف إلى نفض الغبار عن المذهب السلفي و إلى تخليص مصطلح السلفية من المعنى السلبي (le sens péjoratif) الذي إلتصق به. فتعرف السلفية ببساطة على أنها “إتباع السلف الصالح” و تربط المذهب السلفي بالفكرة البسيطة التالية[…]

قناة نسمة: تشويه للفكر التقدمي و الحاثي

بقلم أيمن بالحاج- في البدء أريد أن أوضح نقطة مهمة و هو أن الذي استفزني لكتابة هذا المقال ,إنما هو هذه المقابلة المغلوطة التي صرت أشاهدها طيلة هذه الأيام بين فكر تحرري منحل و متآمر على هويتنا العربية الإسلامية و على أخلاقنا الاجتماعية و بين فكر أصولي و متجذر يدافع عن هذه القيم و يتشبث بأصالة المجتمع التونسي و بانتمائه إلى هذا الأفق الحضاري و الأخلاقي السليم والرصين […]

واجب الذاكرة

بقلم .بسام بونني – تكرّم صديق عزيز بالتعليق على مقالي الأخير على موقع “نواة”، “العدالة الانتقالية أو اللبنة الأساسية للبناء الديمقراطي” بالقول إنّ هذا المنحى قد يعرّض اقتصادنا للخطر ويشتّت الأذهان ويؤخّر أولويات الفترة الانتقالية. وبالتعمّق أكثر في التعليق، فهمت أنّ محدّثي لم يكن يعي حقيقة ما حصل طيلة العقود الماضية. وهذا يحلنا إلى مسألة جوهرية تتمثّل في واجب الذاكرة أي إعادة تشكيل الصورة القاتمة التي رسمتها الديكتاتورية بأجهزتها الأمنية ومؤسساتها السياسية […]

تحرير السّوق الدّينية في تونس

بقلم عزالدين عناية – لم تشهد البلدان العربية، على مدى تاريخها المعاصر، تعاملا ديمقراطيا في تعاطيها مع الشأن الديني، وبالمثل لم تُطوَّر مقاربة علمية في معالجة الظواهر الدينية. ولم تشذ تونس عن ذلك السياق العام رغم المنزع الحداثي المبكّر للدولة منذ مطلع الاستقلال. وهو ما جعل البلاد بعيدة عن مفهوم “الدين المدني”، وأبقى تعاطي السلطة مع الدين، بشتى أبعاده المعرفية والعلمية والتربوية، مفتقدا لرؤية حداثية حقيقية، ودون مطمح الريادة الحضارية التي تطلّعت إليها تونس بين البلدان العربية.