لم تكن عمليّة استهداف المغرب للشاحنة الجزائرية قرب بير الحلو في الصحراء الغربيّة، في 1 نوفمبر 2021، إلاّ واحدة من المحطّات الكثيرة التي شارف فيها التوتّر المغربي الجزائريّ على بوادر للتجدّد. كانت إكراهات الإستراتيجيا ترافق العلاقات الثنائيّة المغربيّة-الجزائريّة في مراوحتها بين التصعيد والتهدئة منذ بدايات هذا الصراع سنة 1963 أثناء حرب الرّمال. تلك الحرب التي حاول كلّ طرف أن ينسج حولها روايته الخاصّة، بين سرديّة مغربيّة تستدعي خطاب المظلوميّة التاريخيّة ودور الاستعمار في تمزيق المجال المغربي وأخرى جزائريّة ترى أن المغرب قد استغلّ الظروف المتعلّقة بنشأة الدولة الجزائريّة الوليدة لتحقيق بعض المكاسب الترابيّة على حسابها. انتهت تلك الحرب، ولكنّها أفسحت المجال لتوتّر امتدّ لعقود، كان عنوانه الأبرز قضيّة الصحراء الغربيّة.
