المعارض التونسي المنصف المرزوقي يعود من تونس إلى فرنسا رغم ملاحقات القضاء الذي وصفه ب”غير المستقل” . .

تونس – كتب سليم بوخذير

رفض رئيس حزب معارض في تونس المثول أمام القضاء ، واصفا سماح السلطات بسفره مؤخرا إلى خارج البلاد رغم مُلاحقته عدليا في قضية تحريض السكان على العصيان المدني بأنّه “دليل على ضعف قيمة القانون في البلد و القضاء الساهر عليه “، حسب تعبيره.

و قال الدكتورالمنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المعارض في بيان له من باريس ،”لقد رفضتُ الإستجابة للإستدعاء القضائي لأنّني لا أتشرّف بالمثول أمام موظّف(القاضي) يلعب دورا تعيسا في تمثيلية العدالة الساقطة” ، متابعا “إلاّ أنّني أتشرف بتهمة التحريض على العصيان المدني ومجدّدا أهيب بكلّ التونسيين التجنّد بكل الوسائل السلمية لإزالة نظام الدكتاتور بن علي” ، على حدّ وصفه .

و عاد.المرزوقي ظهرالثلاثاء الماضي إلى باريس ، دون أن تمنعه السلطات رغم تتبّعه قضائيا بتهمة التحريض على العصيان المدني على خلفية تصريحات أدلى بها ضمن برنامج “منتصف اليوم ” على قناة “الجزيرة” بتاريخ 14 أكتوبر – تشرين الأول 2006 ، دعا فيها التونسيين إلى ما وصفه ب”المقاومة السلمية لنظام بن علي” .

و يُحجّر القانون في تونس السفر على أيّ متّهم مُلاحق قضائيا .

و إعتبر المرزوقي في بيانه عدم منع الحكومة لسفره “دليل على رغبتها تفادي محاكمة هي عاجزة عن تحمّل تكلفتها السياسية والإعلامية” ، حسب تعبيره .

و سبق لحكومة الرئيس بن علي أن أعلنت قرارها إغلاقها لسفارتها بالدوحة و إستدعاءها النهائي لسفيرها هناك بسبب ما وصفته ب”الحملة المنظمة لقناة “الجزيرة” على تونس و بثّتها لتصريحات المرزوقي المحرّضة على الفتنة” .

و نفى د. المرزوقي أن تكون عودته الثلاثاء إلى باريس “عودة نهائية إلى منفاه الإضطراري بفرنسا” ، بقوله إنّ”قيادة حزبه كلّفته بمهمة سياسية في الخارج وحال إتمام هذه المهمة وحالما تسمح ظروفه الشخصية فإنّه سيعود إلى أرض الوطن” ، متابعا “إنّ سفره كان مقرّرا سلفا أيضا لأسباب عائلية و صحيّة” .

و كان د. المرزوقي عاد إلى تونس بتاريخ 21 أكتوبر –تشرين الأوّل 2006 بعد إستقراره بفرنسا لمدة 10 سنوات تقريبا ،رافضا الإستجابة لإستدعاء قضائي بالمثول أمام المحكمة في نفس اليوم .

و في مرحلة موالية وجّهت له المحكمة إستدعاء ثانيا للمثول أمام قاضي التحقيق بتاريخ 12 ديسمبر 2006 ، لكنّه رفض أيضا الإستجابة له معلّلا ذلك بأنّه “يرفض المثول أمام قضاء غير مستقلّ يتلقّى تعليماته من الحُكم” .

و قضى المرزوقي شهرين تقريبا في تونس ، و إتّهمت تقارير متطابقة لمنظّمة “مراسلون بلا حدود” و الشبكة العالمية لمنظمات حرية التعبير “إيفيكس” و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ، السلطات التونسية بإخضاع المرزوقي خلال أغلب فترة إقامته بتونس إلى “الإقامة الجبرية في بيته بمنعه بقوّة البوليس من الخروج في أكثر من مرّة و منع الزيارة عنه ” .

و إتّهمت التقارير ذاتها السلطات”بإطلاقها على الدكتور المرزوقي لعدد من مأجوريها أمام أنظار البوليس للإعتداء عليه بالضرب بمدينة “الكاف” (230كلم غرب العاصمة تونس) بصحبة زوجة السجين السياسي محمد عبو عندما قرّرا زيارة السجن ، فضلا عن المضايقات الأمنيّة طوال الطريق” ،على حدّ وصفها .

المصدر : مدوّنة “القلم الحرّ” بتاريخ 23 ديسمبر 2006 *