المقالات المنشورة بهذا القسم تعبّر عن رأي كاتبها فقط و لا تعبّر بالضرورة عن رأي نواة

pro-Mohamed_Mursi

سقط مرسي. سقطت غزّة و زيارة الرّؤساء لها. سقطت النّهضة المصريّة. سقط مشروع قناة السّويس. سقطت الدّولة المدنيّة و دستور ثلثي الشّعب المصري و إنتخاباته و إعلامه. هل سقط كلّ شيء؟ لا.

بل إنّ بين صفحات التّاريخ أمثلة لإنقلابات فاشلة فوق عددها تلك النّاجحة. لا يزال الأمل على أشدّه و لم يحسم شيئ بعد. و لا نعلم ما ستحمله الأيّام المقبلة من ردّة فعل للقوى الدّاعمة للرّئيس المنتخب و الشّرعيّ بعد إمتصاصها للصّدمة و تحيينها لخياراتها، و هي الخبيرة بطرق العمل تحت الضّغط الأمنيّ و التّعتيم الإعلاميّ.

و لكن لا يسعني، من صئدد الألم و الحرقة على محاولتنا الموؤودة لتحقيق آدميّتنا إلّا أن أضع اليد على السّبب الوحيد لهذا الإنقلاب و قد تشتّت التّحليلات بهستيريّة لتضعه على شمّاعة التّدخل الأجنبيّ و التّواكل-على طريقة نظريّة المؤامرة:
صحنا و صرخنا و كتبنا و قلناها مرار و تكرارا. تجاهلني الصّديق و العدوّ بل و ضحكت منّي ذات مرّت قاعة مؤتمرات كاملة.

نعم لمرسي شرعيّة الصّندوق و وراءه جموع الشّعب المصريّ و القانون و الدّستور. و لكن ماذا عساه يفعل بمناصريه العزّل، يضعون ورقة في صندوق و السّلام. زخّة أو زخّتان من سلاح “جيش جمهوريّة مصر العربيّة” الذّي لم يصبر على “آداء واجبه الوطنيّ” سنة و نيف، و سيرجعون أدراجهم و لا هم يلامون. ثمّ يبدأ العمل على طريقة بن علي بقظم المؤيّدين شيئا فشيئا و تقطيع أوصالهم و سجنهم و لا ارى تلّ أبيب تمانع في رحيلهم البتّة.

و لكن. و لكن لا يملك مرسي قوّة تنفيذيّة. يجب على الحكّام الجدد تأسيس حرس للثّوررة بطريقة معلنة و قويّة حتّى يصبح لمحاول الإنقلاب حسبان ألف حساب آخر. كيف ربحت الثّوة الكّوبيّة؟ كيف نجت حماس في قطاع غزّة من مذبحة كانت محدقة بهم؟ كيف استمرّ النّظام الإيرانيّ؟ فحتّى مريد السّلم و الدّيمقراطيّة إن لم تكن له بندقيّة تحمي الصّندوق و تحفظ السّلم و تعدّل موازين القوى النّفسيّة فباب السّجون السياسيّة أقرب إليه و أدني من تحقيق أيّ من أهدافه و برامجه حتّى إن و كانت النّبل ذاته.

إنّ ذروة سنام الثّوة هو إيجاد قوّة أمنيّة حقيقيّة موالية لها دون مواربة. و لقد بان بالكاشف أنّ بوليس مبارك سيبقى طول الدّهر بوليس مبارك و لا إصلاح له إلّا تحييده. هل يصدّق عاقل أنّ الفاسد المعذّب سيتولّى ضبط الأمن بإخلاص ليستتبّ الأمر إلى سجينه السّابق؟ هل بلغت بنا السّذاجة أن يناط بالمرتشين السّفاحين التّحقيق و إيجاد الادلّة لإدانة أولياء نعمتهم من فلول طلقاء يقابلونهم و يستشيرونهم و هم أدرى بكواليس الجهاز الأمنيّ من أيّ رئيس شرعيّ مهما كتب من قوانين و تصوّر أنّه يعالج مريضا في الحقيقة ميؤوس من شفائه لانه إستحال عفنا خالصا لا أمل فيه ولا حياة .

هذه مصر بدستورها و بملايين إخوانها المهيكلين المنظّمين بدون انقطاع منذ 1928، فما بالك بتونس و ملايين تجمعيّيها و تضخّم قطاعها البولسيّ و برجال أعمالها الفاسدين الطّلقاء و بإعلامها النوفمبريّ؟ إستبعد رئيس وزراء تونس “تكرار السّيناريو المصري” بتونس و تلك أضغاث أحلام تلاك درءا للكابوس القادم. ماذا سيمنع مليوني تجمعيّ من التّجمهر بشارع الحبيب بورقيبة” لاستكمال الثّورة”. ماذا سيضمن لكم جانب أمن بن علي و هاهي ما تسمّى بنقابات الأمن تتطاول عليكم في عزّ قوّتكم و ليست بمتراجعة عن نحركم و نحرنا عند أوّل رجّة حقيقيّة. أتعتقدون أنّ جنود الردّة لا يملكون جهاز تلفاز أم هم نيام عند حدوث إنقلاب مصر و السّهولة التّي حدث بها تسليم رآسة 80 مليون نفر إلى من لم يعرفوا فما بالك بيرتضوا؟ نعم لا جيش لتونس قادر على الإنقلاب و لكنّ البوليس أكثر من قادر على قلب الوضع متى شاء. باللّه عليكم، مثلا عيّنتم ولّاة، و تركتم الطّاقم الفاسد من حارس الولاية إلى كاتبة الوالي، طرد واليكم إذا سهل و لا يستلزم إلّا رسالة نصيّة من وليّ نعمة تجمعيّ في ظرف سانح و يكون الوالي أمام الباب إن نجى بحياته.

حتّى لا تقتلنا الردّة، و ما أسهلها (راجع مقال حتّى لا تقتلنا الردّة على نواة) أكرّر و لن أسأم من التّذكير. يجب تكوين حرس معلن و شفّاف للثّورة صلب الدّاخليّة. قيادات حرس الثّورة يجب أن تكون من صلب الثّوار و الشّباب و الأمناء و كلّ أعضائه من الشّباب المنظمّين لسلك الأمن بعد الثّورة. قوّاة حرس الثّورة ستعتقل و ستقتل كلّ من يدعوا لتقتيل أيّ فصيل بتونس، سيخرجون كلّ من يدعوا إلى تهديد وحدة تونس التّرابيّة كالجرذ من منزله، حرس الثّورة سيحمون كلّ مظاهرة و كلّ إضراب لتحقيق التّطهير و طرد الفاسدين، حرس الثّورة سيحقّق في جرائم النّظام السّابق و يقدّم أدلّة بتّارة و يطبّق القانون و سيحترم المواطنين و لن يسبّ أمّهاتهم حتّى قبل تطبيق حكم الإعدام على قاتل مدان فما بالك بمتظاهر أو صحفيّ غيور.
مطلب الثّوار الأوّل و برنامج الحكومة العاجل لا يجب أن يعدو هذا و لا يلومنّ أحد إلّا تخاذله يوم لا تنفع النّدامة.
حرس الثّورة إستحقاق لا إصلاح النّفاق

Inscrivez-vous

à notre newsletter

pour ne rien rater de nawaat

21Comments

Add yours
  1. 1
    يسرى

    سامحني الروابط الوطنية لحماية الثوة هم مثال و قاموا على أساس حراس الثورة منذ الأيام الاولى للثورة لكن أنظر كيف خونوهم ووقفوا ضدهم.لم اصدم من كل من ساعد بن علي في ارساء دكتاتوريته من اعلاميين و حقوقيين و محامين و قضاة ووو …لكن ما صدمني هو وقوف مجموعة ممن ساهم في الثورة ضدهم و سعو الى تشويههم و اتهموهم بكل انواع التهم.تصور انشاء فرقة خاصة داخل الداخلية ماذا ينجر عنه من ردات فعل و صيحات و اتهاماتهم بالامن الموازي و محاولات تركيع الداخلية؟
    أنا متاكدة ان الايام القديمة ستظهر للعالم خطورة ما حدث في مصر فمن الان الشباب الثائرون و الذين طالبوا باسقاط مرسي يحسون بالخطر و يدعون لتحديد صلاحيات المجلس العسكري و الرئيس الجديد الذي جمع كل السلطات في يده الان.سينصبون لهم المشانق و كل من ساهم في الثورة سيتم معاقبته و الأيام بيننا.لذلك على الشباب التونسي اخذ حذره من مما يحاك في الكواليس في تونسز

  2. 6
    FATEN

    هذيان خوانجي مازال تحت تأثير الصدمة
    ربي يخفف ومرسي صوتلوا6مليون هل يبقى شرعي أمام 30مليون تنادي بالرحيل واليوم لم يستطع حشد عدد محترم لإطلاق سراحه أين ذهت شعبيته أيها المؤمن بالجمود عقيدة وتكفرون بالواقع المتحرك ؟
    .من كرهكم للثوريين ومخالفيكم تمسحون ما قامت به الملايين المتمردة من عمل ثوري وتنسبون الثورة للعسكر وتتحدثون عن إنقلاب والله العسكر أتى بكم إلى الكراسي وكان جزء من تحالفكم الحاكم أم نسيتم كيف سرقت الثورة بصفقات الإخوان مع المجلس العسكري في فيفري 2011 وما تلاه

    • 7
      Mohamed Firas Arfaoui

      إعتذرت قيادات إخوانيّة كبيرة عن إتّفاقات 2011. و أنا أعتبرها خطأ جسيما و تبريرها يقع على أصحابها. أمّا الأرقام (30 مليون إلخ فنرجو تزويدنا بمصدر العدّ الموثوق به و الموثّق إفادة للقرّاءل

  3. 8
    Ahmed Soltani

    هذا فكر متخلف. تريد حرسا ثوريا في تونس؟ تريد أن يتم إرهابنا في الشارع وأن نحرم من ممارسة حقوقنا باسم الدين والثورة؟؟ ألا تخجل من نفسك؟ ألا تستحي؟؟ الضامن الأساسي لعدم تكرار ما حصل في مصر هو التوافق وعدم الإقصاء وصياغة دسنور ديمقراطي تونسي… تريد عسكرا في تونس ليقتلونا.. كنت أحترمكم في السابق، أما اليوم فأثبتم أنكم فشلة وخونة وجهلة..

  4. 10
    henda

    quel raisonnement !!!! au lieu d’avouer que nahdha a fait des erreurs et qu’il faut activer l’élaboration du destour qui sera pour tous les tunisiens et respecter les libetés ,ensuite préparer les élections dans les plus brefs délais pour éviter le scénario égyptien , l’auteur de cet article demande la création de milices armés pour protéger nahdha .
    ça me fait de la honte

  5. 11
    sofiene

    طالما يشعر الاخوان بأنهم هم قاموا بالثورة و أنهم حراس لها فسوف ينقلب عليهم نظام الحكم آجلا أم عاجلا.
    هم أصلا ركبوا على الثورات و انقلبوا عليها لأنهم الوحيدين في الساحة السياسية الخالية و المهدمة من قبل النظم القديمة و الذين ينشطون في السر و منظمون كأي تنظيم يتخذ من العقيدة مطية للاستلاء على الحكم
    هم لم و لن يقنعوا الشعوب بنظرياتهم القديمة التي لا يصدقها الا تابعيهم
    هل قدموا برامج اقتصادية و سياسية و اجتماعية واضحة؟حتما لا
    هم لا يريدون سوى السلطة و تسيير دواليب البلاد بعقلية الشيوخ و رؤساء القبائل في مجتمعات عصرية
    الحل الامثل في نظري هو التقرب للشعوب من زاوية الشعوب و اصلاحها شيئا فشيئا أخلاقيا فقط و اعتماد نظام اقتصادي يعتمد على المحلي قبل الاجنبي و لكن بمراحل.
    و أما المؤمنون بالحرس الثوري و روابط حماية الثورة فهم كمن يصلح خطأ بخطأ و لعل تفكيرهم العدواني تجاه شعوبهم التي يرونها مرتدة عن دينها يجعلهم لا يفكرون الا بالقوة

  6. 12
    majid

    Since you go to school in the US, if I’m not mistaken, I will be giving you some advice on what to do while you are there, so hopefully you will reflect next time before writing such an article.
    Start by studying the American Constitution and the history behind it and try to understand why the founding fathers went to make sure that the Central founding pillar for a democracy to succeed is simply, the SEPARATION OF STATE AND RELIGION.
    Your beloved religious party in Tunisia, to whom you wrote an article today to advise that he should form a militia to protect itself from protests, is founded upon the opposition of this principle in its foundation.
    Divisions among political parties in a free democratic society, should be about different visions on issues such as economic, social, trade, taxes etc… Not what concerns the supernatural world and belief s of private individuals.
    Finally, look around in the US and you will see Muslims, Jews, Hindus, Christians, NON BELEIVERS, etc… and please do yourself a favor, and ask yourself, why do all those people go around their daily lives practicing their private religion in peace without ever worrying about prosecution for believing or not and with the freedom of each and everyone guaranteed, all equals under secular law?
    You will quickly realize that the answer is very obvious and it is kicking you on the head.
    Cheers and enjoy your stay in the US as I have enjoyed mine, and try to open your mind while you are there.

  7. 14
    walid

    Donc si quelqu’un arrive au pouvoir sous le bénéfice du doute qu’il est bon ensuite il s’avère entre médiocre et dangereux, est ce qu’on doit l’assumer pendant tout son mandat ?
    Quel est le but de la légalité ? Quel sont ses limites ? Si quelqu’un de “Légal” a floué le peuple pour arriver au pouvoir, a-t-il le droit de le garder.
    A titre comparatif si quelqu’un a triche dans une entrevue et qu’il a signé un contrat de travail doit on le garder ou le renvoyer, malgré qu’il a un contrat déjà signé ?
    Si quelqu’un s’avère incompétent après avoir signée un contrat de travail, doit on le garder ou le renvoyer malgré qu’on ait signé un contrat avec lui ?
    La légalité a été créée dans l’intérêt du peuple et non contre lui.

  8. 15
    amri ahmed

    الثورة كلمة فضفاضة المعاني يتلحّف بها كلّ فكر دكتاتوري يريد أن يسيطر على المجتمع ويشلّ حيويته حرس ثوري يعني في جميع التجارب بئس الثورة وحرسها

    حرس ايديولوجي غير خاضع للقانون الثورة ينبغي ان تقود الى ديقراطية وتحرر وتقدّم وإلا

  9. 16
    Amira

    Pauvre toi, de quoi tu parles, Morsi a perdu car il n’est qu’un sale dictature arogant qui utilise la religion, qui d’ailleurs ne lui appartient pas, et il est nul, s’il n’a pas pu apprendr el’anglais tout en vivant aux états unis, comment tu veux qu’il apprenne à gouverner.
    Je suis navré, mais ni ben ali ni ennahdha ni le cpr ni l’autre de benjaafar, le peup;e a besoin de rjèl hommes et femmes mais qui se dévouent pour le bien de la patrie et cesser de pleurnicher comme des bébé, ah on n’est pas aimé, ah, on complote sur nous…pfffff je les déteste ces incompétents pleurnicheurs

  10. 18
    mlaouhi moncef

    مقال طوبل لتقنعنا بان ما ينقصنا الا حراس الثورة فهذه دعوة صريحة الى الدكتاتورية وتابيد الحكم الا يكفينا روابط حتى نضيف اليها الجالس؟

  11. 20
    averoes

    monsieur Arfaoui, je vois en vous un trisomique de l’islam politique et un futur “azlam” en puissance. vous mériter la prison pour débilité caractérisée ou la camisole de force pour que vous puissiez finir votre révolution à errazi.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *