om-zied-naziharejiba

لم تتبنى الصحفية و الناشطة الحقوقية نزيهة رجيبة “أم زياد” فكر أهل الكهف حين طغى حاكمهم و يئسوا من معارضته، بل إختارت أن تكون مثل الشباب الذي عارض و آمن بسقوط الطاغية.

أم زياد تحكي “ألف ليلة و ليلة في تونس” كي تعتق جميع الرقاب و يشفى كل شهريار من هلوسة الحكم فتقول :
 
عن خطاب الشيخ راشد الغنوشي

خطاب الشيخ راشد الغنوشي الذي أدلى به حصريا لقناة نسمة بتاريخ 25/08/2013 يبين تراجعه في مواقفه، حيث تبخر فجأة الوعيد و التهديد لحزب نداء تونس لتحل ملائكة الوفاق و التسامح.

الشيخ راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة تلقى أوامر من أطراف خارجية ليتم الصلح مع السيد باجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس. هذه الإملاءات من الأطراف الخارجية وجدت في شخص الغنوشي السمع و الطاعة أثناء زيارته الأخيرة لإسطنبول و باريس.

موقفه ضعيف و كان في حالة تردد، حيث خانته الحجة . المائدة التي إبتهج لتضمنها الماء و الضوء ليست منزلة من السماء فهي تتضمن مصائب تعيشها البلاد (الإغتيالات، انتشار السلاح الإرهاب،إرتفاع الأسعار، إنخفاض المقدرة الشرائية، إنخفاض قيمة العملة النقدية).

السبسي صرح عديد المرات و كان شديد الثقة بأن مشروع تحصين الثورة لن يمر و السبب وراء كل هذه الثقة هو طمئنة الأطراف الخارجية له.

تخلي الشيخ راشد الغنوشي عن مشروع تحصين الثورة كان أمرا و نفذ خاصة بعد تقهقر مكانة الإخوان المسلمين في مصر. لغة الغنوشي فقدت تلك الحدة و نبرة التهديد الموجهة لحزب نداء تونس في السابق.

خطابه أفقده أنصار كثر، لكن لا يجب نسيان حفاظه على مساندين دائمين يعتقدون،دون قيد أو شرط.، في الجانب الديني لحزب حركة النهضة.

لم أفعل مثل الغنوشي لم أهدد و لم أتوعد حزب نداء تونس ثم تراجعت لأن مواقفي قائمة على المبادئ و ليس على الإملاءات من أطراف خارجية.

إخترنا لثورة 14 جانفي 2011 مسارا قانونيا حيث وضعناها في مخابر القانون عوض أن نتركها في مسارها الثوري. هذا البروز القانوني لثورتنا يرفض إستئصال أي حزب من المشهد السياسي. الطريقة الأنجع للمقاومة هي إبداء الموقف.

عن السيد الباجي قائد السبسي

السيد الباجي قائد السبسي تنكر للرئيس الحبيب بورقيبة و إلتحق بحقبة حكم زين العابدين بن علي. قام بالعديد من المغالطات منها ما نعلمه و ما خفي كان أعظم. يحاول تسويق صورة لنفسه على كونه حامل لواء البورقيبية ضاربا بعرض الحائط حقيقة متجذرة بأنه كان يمثل مع بن علي وجهان لعملة واحدة، ألا و هي “القمع”.

السيد الباجي قائد السبسي رجل مسن و هذه ثورة شباب… الطبيعة لا تستصغ هذا المشهد، لكنه أبى أن يكون فبزغ حزب نداء تونس. مقولة الصحفي بسام بونني تستحضر أثيرها في المكان والزمان “الثورة قامت ضدنا و نحن سنحقق أهدافها…هذا لا نسمعه إلا في تونس”.

الملتحقين بحزب نداء تونس هم تجمعيون من بينهم شخصيات طاردتنا في المحافل الدولية و كتبت التقارير ضدنا.

إلتحاق التجمعيين و غيرهم بحزب نداء تونس كان بسبب العداء لحزب حركة النهضة أو بسبب الخوف منها. أنه إنتماء يقوم على الخوف والعداء و ليس مشروعا. هذا الحزب خليط غير متجانس بين وجهات نظر متنافرة و قد فرض نفسه على الساحة بفضل المال و بفضل إنحياز إعلامي من قناة نسمة، وب دور أقل من قناة التونسية. حزب نداء تونس يحافظ على نفس أجهزة و قواعد بن علي الموجودة على المستوى الجهوي التي تحاصر المجتمع لقمعه من جديد.

عن الماضي الإستبدادي لحزب حركة النهضة و حزب نداء
ماضي إستبدادي لحزب حركة النهضة و حزب نداء تونس الأول بتلوينة إرهابية و الثاني بتلوينة ترهيبية. و الخطورة تكمن في الإحتمالات التالية:

1) يتقاسمان فيما بينهما.
2) يتصادمان فتقوم حرب أهلية .

فالمشهد ضبابي و الرؤية معدومة لعدم الإيمان بأولوية مصلحة البلاد.

واقعنا يقول بأن حركة النهضة ونداء تونس جزء من نسيج المجتمع التونسي و أنا لست كالإستئصاليين .إن كل إستئصال فيه تعدي على الوجود. لا سبيل إلى التخلص من مكونات المشهد التونسي. إقراري و إيماني مترسخين بأن الحزبين قادرين على أن يشتغلا على نفسهما و تكون العناصر الخيرة أشد تأثيرا، حينها سيتحولان إلى حزبين يعطيان الأولوية لمصلحة البلاد أو على الأقل لا يتسببان في الإضرار بها.

لدي أصدقاء من حركة النهضة و أنا أقدم لهم دائما النصيحة و أدعوهم لمراجعة مواقفهم و خياراتهم و خاصة قياداتهم.

إني أدعو الشيخ راشد الغنوشي و السيد الباجي قائد السبسي إلى التراجع إلى الخلف و ترك الصفوف الاولى للبراعم القادرين على العطاء لهذا الوطن.

عن اليسار التونسي

اليسار حركة ثقافية تغلب عليه رومنسية الهزائم (الهزيمة في إنتخابات 23 أكتوبر2012) و السبب هو خطابهم البعيد عن ثقافة الشعب. يخاطبون المواطن البسيط فيستغرب اللغة و كأنها آتية من كوكب أخر. نجح الحزب الحاكم في تشويه اليساريين بتكفيرهم و تسويق صورة مشوهة عنهم لم يستطيعوا أن يتجاوزوها إلى حد الآن.المجتمع التونسي محافظ على هويته العربية الإسلامية و في أدوات الحياة و الحضارة تجده يقف إلى صف من يشبهه او إلى صح من يتووهم أنه يشبهه.

اليساريون هم أول من لقنونا كلام النضال و العدالة الإجتماعية و فتحوا لنا نافذة على الثقافة و الإطلاع على المذاهب الفكرية. أما اليوم، فاليساريون مطالبون بخطاب يفهمه التونسيون و يرون أنفسهم فيه، حينها فقط سيتم التلاحم بينهم وبين شعبنا المتفتح على كل الثقافات.