gabes-pollution

في سياق الاستعدادات لمؤتمر الأطراف للتغير المناخي في دورته 22 (cop 22)، في مدينة مراكش المغربيّة خلال الفترة الممتدة بين 07 و18 نوفمبر 2016، سعى المنظّمون والمشاركون إلى عقد ندوة دولية حول البيئة من 27 إلى 30 أكتوبر 2016 في مدينة قابس باعتبارها أحد أكثر المدن تضرّرا من الأنشطة الصناعية على المستوى البيئيّ.

الندوة المزمع عقدها بدأ من اليوم الخميس 27 أكتوبر والتي حضت بدعم الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، تعرّضت إلى عراقيل عديدة دفعت بالمنظمين والمشاركين إلى اللجوء لعقد اجتماعاتهم ومتابعة نشاطاتهم إلى أحد الساحات العامة وسط مدينة قابس. وقد شرح خير الدين دبية عن المنتدى التونسي للبيئة والمناخ بقابس طبيعة العراقيل موضّحا أنّ السلطات المحليّة لم تبد تجاوبا مع الحدث البيئي الذّي تشهده مدينة قابس، وهو ما سبّب العديد من المشاكل والعوائق الإدارية بالأساس، إضافة إلى غياب التنسيق بين وزارة الشباب والرياضة والمندوبية الجهوية، ممّا حرم المؤتمر من المقرّ الرئيسي في كلية العلوم ودفع المنظّمين إلى اعتماد خطّة بديلة لمواصلة نشاطاتهم، حيث تمّ نقل الوفود المشاركة من مختلف بلدان المتوسّط إلى ساحة الفنون في مدينة قابس واعتماد الخيام لاحتضان مختلف الأنشطة والاجتماعات.

من جهة أخرى، يعقد هذا المؤتمر البيئيّ في ظلّ توتر واحتقان شعبي في مدينة قابس بعد وفاة عون الصيانة بالشركة التونسية للكهرباء والغاز بقابس عبد القادر الزيدي، البالغ من العمر 37 سنة، مساء يوم الأربعاء 26 أكتوبر الجاري إثر تعرّضه للتسمم والاختناق بسبب انبعاث غازات صناعية سامّة. في هذا السياق، علّق الاتحاد العام التونسي على الشغل على الحادثة من خلال منشور على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، استنكر من خلاله الحادثة وحمّل المتسبّبين في تدهور الوضع البيئيّ مسؤوليتها، ملمّحا إلى انّ التدمير المتواصل للبيئة في قابس أصبح أمرا لا يمكن السكوت عنه. في المقابل، ردّت إدارة مصنع الأمونيتر في المنطقة الصناعية بقابس على تدوينة الاتحاد العام التونسي للشغل، لتنفي أي مسؤولية لها في الحادثة ولتؤكّد أنّه لم يقع أي حادث عرضي أو فني من شانه أن يؤدي إلى تسرب مادة الامونياك السامة.