مظاهرة احتجاجية حاشدة شهدتها شوارع العاصمة السبت 6 ديسمبر تحت شعار ”المعارضة ليست جريمة“. المحتجّون والمحتجّات رفعوا شعارات تطالب بإطلاق سراح سجناء الرأي والتوقف عن عبث تحويل العمل السياسي والمدني المعارض إلى تآمر .
مظاهرة احتجاجية حاشدة شهدتها شوارع العاصمة السبت 6 ديسمبر تحت شعار ”المعارضة ليست جريمة“. المحتجّون والمحتجّات رفعوا شعارات تطالب بإطلاق سراح سجناء الرأي والتوقف عن عبث تحويل العمل السياسي والمدني المعارض إلى تآمر .
من ديكتاتورية بن علي إلى اليوم، ظل العياشي الهمامي بمواقفه ومحطاته النضالية صوتا حقوقيا معارضا لا ينكسر في وجه القمع والترهيب. بعد صدور حكم بسجنه خمس سنوات بتهمة التآمر على أمن الدولة، أُوقف العياشي الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 وزج به في السجن ليبقى اسمه رمزا لمقاومة لا تعرف الصمت زمن الاستبداد .
جاء قرار تعليق نشاط جمعية صحفيي موقع نواة لمدة شهر في 31 أكتوبر 2025 في سياق بلغ منسوب الظلم فيه بتونس مستوى غير مسبوق مع قمع الاحتجاجات البيئية بقابس وتعليق نشاط جمعية النساء الديمقراطيات والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الجمعيات وتواصل التنكيل بالمعتقلين السياسيّين. تعود نواة اليوم لتقاوم من موقعها انحدار العبث والرداءة.
يوم 24 فيفري 2023، كان الأستاذ غازي الشواشي حاضرا بصفته محاميا ضمن فريق الدفاع عن الموقوفين فيما صار يعرف بقضية التآمر على أمن الدولة. لكن بعد يوم واحد أصبح المحامي في حاجة إلى محام، بعد ان تم إيقافه ليلا بمنزله والحاقه بقائمة 52 متهما بالتآمر في القضية عـدد 6835/36.
أرادت السلطة تغييب نواة لشهر فكان لنساء ورجال البلاد رأي آخر، أراد العبث إخماد صوتنا فصار أقوى يجوب صداه العالم. أبدا لن يخمد صوت نواة ولن تجف أقلامها.
بعد شهر من المشاركة الواسعة لاعمال نواة الصحفية، نعود إلى نسقنا الطبيعي في مقدمة المقاومة الاعلامية. شكرا لحبكم واسنادكم الرائع.
منذ نحو سنة ونصف، لفظ أكرم الجمعاوي، محب النادي الإفريقي القادم إلى ملعب رادس من منطقة جبلية بولاية الكاف، أنفاسه الأخيرة داخل سجن المرناقية يوم 17 جوان 2024 في ظروف ما تزال تحيط بها الكثير من الشبهات. تؤكد العائلة تعرضه للتعذيب الموثق في تقرير الطب الشرعي خلال فترة إيقافه وسجنه. نواة التقت الأم لتوثق شهادتها المؤلمة ورحلتها الطويلة بحثا عن العدالة الغائبة.
رصدت جمعية تقاطع للحقوق والحريات في الأشهر الأخيرة 6 حالات موت مستراب في السجون التونسية، أغلبها ناتج عن الاهمال وعدم توفير الرعاية الصحية. للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذا النزيف، التقت نواة منتصر سلام مدير برنامج الديمقراطية وسيادة القانون بجمعية تقاطع.
في 24 أكتوبر 2025، أقدمت السّلطة التونسية على تعليق نشاط الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات لمدة شهر، بذريعة مخالفات إداريّة للمرسوم عدد 88. لكن وراء هذا القرار التصعيدي تختبئ محاولة لإسكات صوتٍ ظلّ، منذ عقود، رمزًا للحرية والمساواة والعدالة، وصوتًا لجيلٍ بعد جيل من النساء اللواتي لم يرضين بالخضوع أو الإسكات أو التهميش.
حتى يشغل الرأي العام بقضية جديدة ويهرب من ورطته في ڨابس، أقدم نظام سعيّد في 24 أكتوبر الجاري على تجميد نشاط الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات لمدة شهر. إجراء قمعي سبق وأن انتهجه الاستبداد وسيواصل فيه كلما اشتد الخناق حوله. تجميد أثار موجة تضامن واسعة من باقي النسيج الجمعياتي ما أحدث ديناميكية وأثبت قيمة المد التضامني وأن الصمت أمام ظلم السلطة يخدم الجلاد لا الضحية.
التحاما بالحراك الشعبي بڨابس المطالب بوقف جريمة التلوث الكيميائي، انتظمت السبت 25 أكتوبر بالعاصمة مظاهرة انطلقت من نقابة الصحفيين باتجاه المقر الإداري للمجمع الكيميائي بلافايات بالعاصمة. المسيرة رفعت شعارات مطالبة بتفكيك وحدات المجمع الملوّثة ومنددة بتقصير السلطة لإنهاء الجرائم البيئية في ڨابس، كما تشبثت التظاهرة بتطبيق قرار حكومي يقضي بإنهاء الجريمة البيئية صادر منذ 2017 ورفض تجاهله خدمة لمصالح الحرفاء الخارجيين، على حساب المواطنات والمواطنين ضحايا التلوث الكيميائي بڨابس.
منذ أكثر من سنة، تنتظر سوار البرقاوي بيأس في إحدى زنازين السجن المدني بمنوبة، الحسم في ملف ما يعرف بتدليس تزكيات المترشح للرئاسة العياشي زمال، بعد الحكم عليها في ثماني قضايا بأربع سنوات وسبعة أشهر، في الطور الاستئنافي، في حين لم يحسم القضاء في ثمانية أخرى.
بعد الإضراب العام التاريخي بڨابس رفضا لغض طرف السلطة عن الكارثة البيئية، لم يغير النظام من مقاربته في اعتماد الحل البوليسي أولا ثم الهروب إلى الأمام واجترار حديث المؤامرات، دون طرح حلول وبدائل تقيم الواقع وتأخذ بعين الاعتبار مصلحة المنطقة وسلامة مواطنيها. في هذا السياق، حاورت نواة حسام سعد عضو منظمة آلارت، للوقوف على الإشكاليات الحقيقية لقطاع الفسفاط.
يوم واحد بعد تظاهر عشرات آلاف الڨوابسية مطالبة بوقف نزيف المجمع الكيميائي، سجلت صباح الاربعاء 22 اكتوبر نحو 30 حالة اختناق في صفوف تلاميذ بمنطقة شط السلام بڨابس جراء تسربات الكيميائي.
في مشهد غير مسبوق، شهدت ولاية ڨابس يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 تحرّكًا تاريخيًا لبّى فيه الڨوابسية نداء الاتحاد الجهوي للشغل، بالتزام مواطني عالي في إضراب عام شلّ كل المرافق بنسبة نجاح بلغت 100%. أعقب الإضراب مسيرة شعبية ضخمة فاق عدد المشاركين فيها 110 ألف شخص، جابت شوارع المدينة مطالبة بوقف الجريمة الكيميائية المستمرّة ضد الإنسان والطبيعة في ڨابس.
تفكيك وحدات المجمع الكيميائي بڨابس، مطلب شعبي يناضل من أجله الڨوابسية منذ 2011 وحتى قبل الثورة، وحدات ملوثة سممت الهواء وقتلت البحر وخلفت ضحايا سواء بسبب الاختناق المباشر أو الأمراض كالسرطان وهشاشة العظام وضيق التنفس، إلغاء للحياة حرم الناس من البحر صيدا واستجماما وتسبب في تدمير الثروة السمكية واختلال التوازن البيئي.
لم يكف الڤوابسية فاجعة اختناق العشرات من أبنائهم بغاز المجمّع الكيميائي السام، لتزيدهم السلطة محاصرة وغازا بوليسيا حارقا وسقط متاع من مريديها لترذيل الاحتجاج وتشويهه طيلة الأيام الفارطة. قمع السلطة تزامن مع تجاهلها المتعمد لقرار تفكيك الوحدات الملوثة منذ جوان 2017 وتسبيق مصالح حرفاء الفسفاط على حياة دافعي الضرائب ومستقبل التلاميذ بالمنطقة.
في فصل جديد من فصول الموت المستراب وراء القضبان توفي يوم 5 أكتوبر جهاد الدريدي، ابن منطقة المروج ببن عروس داخل السجن المدني بمرناق، بعد أسبوعين فقط من إيقافه. عائلة الضحية أفادت بتعرض ابنها إلى التعنيف و تكبيل اليدين والقدمين. نواة التقت والدة الضحية ولسان دفاعه لكشف تفاصيل مهمة تفسر سبب الموت المستراب لجهاد وغيره من ضحايا الإهمال والعنف داخل السجون.