Phosphate 6

فسفاط المكناسي: ثروة منسيّة على صفيح ساخن

لم يتوصّل عمّال منجم فسفاط المكناسي والبالغ عددهم 164 شخصا إلى حلّ جذري ونهائي مع الحكومة بخصوص الإدماج الفوري بشركة فسفاط قفصة إثر قرار غلق منجم الفسفاط بالمكناسي منذ أفريل 2020. ويطالب العمّال بتسوية وضعيّاتهم في ظلّ وضع اقتصادي واجتماعي هشّ ومحتقن دون اللجوء إلى مناظرة لانتدابهم صلب شركة فسفاط قفصة. يتحدّث إلى نواة ممثّلان عن العمّال وعضو مجلس النوّاب بدر الدّين القمودي عن جهة سيدي بوزيد، والّذي كان حاضرا خلال جلسة التفاوض بين الطّرف الحكومي والطرف النقابي والعمّال عن مآل هذا الملفّ الاجتماعي الّذي قد ينفجر في أيّ لحظة، مُنذرا بتصاعد وتيرة الاحتجاجات وبإعادة وضع ملفّ الثروات الطبيعيّة والباطنيّة من جديد على طاولة النّقاش.

ما صحّة التدخّل العسكري الفرنسي في الجنوب التونسي؟

تداولت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبرا مفاده إمكانية ”جلب قوات عسكرية فرنسية لتأمين سير إنتاج النفط في صحراء تونس“ في صورة حدوث شغب من شأنه إيقاف الإنتاج في تلك المنطقة. فما صحة هذا الخبر؟

ريبورتاج في الحوض المنجمي: الدولة تعتبرنا خزّان فسفاط وليس مواطنين

شهدت مدن الحوض المنجمي بداية الأسبوع حالة احتقان اجتماعي تزامنت مع البيان الحكومي الأخير الداعي إلى “تعليق كل المقترحات المتعلقة بالتشغيل بمواقع إنتاج الفسفاط المعطلة“. ورغم عودة الإنتاج في معظم المواقع المنجمية فإن الأزمة الاجتماعية المرتبطة بشركة فسفاط قفصة لم تُراوح مكانها، محافظة بذلك على طابعها الدوري الذي بات يطرح العديد من التساؤلات حول خلفيات الحراك الاحتجاجي وأبرز الفاعلين فيه، وحول مدى صحة الخطاب الحكومي الذي يُرجع هذا الوضع إلى تعطيل مواقع الانتاج. كل هذه الأسئلة قادتنا إلى منطقتي المظيلة والمتلوي بجهة قفصة، أين مازالت تنتصب خيام المعتصمين المجاورة لفروع شركة فسفاط قفصة ولمغاسل الفسفاط.

تحقيق : المكناسي الغاضبة المغنية…آلام أهلي وناسي

بعد رحلة دامت نحو ست ساعات انطلاقا من العاصمة تونس، قذفت بنا الحافلة إلى أحضان جمع من المكناسيين أمام قصر البلدية مواصلين احتجاجاتهم تحت لافتة “العصيان المدني” منذ نحو شهر كامل. وما إن ترجلنا صوب المحتجين، وهم يصدحون بأغنيات الحقوق الاجتماعية والثورة، حتى أخذتني رائحة البلاد البعيدة وقد صارت قريبة في متناول اليد والأنف والقلب. هي تماما رائحة الفلاحين في بلادي مصر. ذاتها هي رائحة العرق الممزوج بالتعب والمعاناة وبتراب الأرض. ولكن وأيضا بالرغبة في التمرد والتغيير والخلاص .

الثورة والثروة و السلطة: الحوض المنجمي نموذجا

يمكن القول أن الإضراب العام الأخير في الحوض المنجمي كشف عن عناصر مستجدة في سجال اجتماعي سياسي على صلة بالمسار الثوري المتواصل. ولعل أبرز عنصر بهذا الصدد يتصل بمكونات الطبقة السياسية (في السلطة والمعارضة) والتي مأسست وجودها خارج الإرادة الشعبية وفي تعارض معها. وبصورة أشمل وأعم يمكن القول بأن الحوض المنجمي سيظل محتفظا بدوره المحوري في تطور الصراع الطبقي في تونس و في مختلف مسارات الثورة الإجتماعية منها و الوطنية.

شركة فسفاط قفصة “رزق البيليك”. هل يتوقف النزيف ؟

الآن بالذات يزداد وضع شركة فسفاط قفصة تأزما، ويدخل عمالها وموظفوها في إضرابات متتالية منها المفتوح ومنها الظرفي، وتتراوح أوضاع منطقة الحوض بين مواجهات ليلية بين الأمن والشباب وحالة احتقان تزداد بغياب المسؤولية وانسداد أفق التواصل بين الفئات العمالية وعموم الشباب من جهة، والسلطة القائمة من جهة أخرى. إلى جانب مطالب العمال المشروعة فإن بعض الأيادي الخفية تتحرك في هذا الوقت بالذات لتحقيق مكاسب ذاتية ومناصب إدارية والضغط على السلطة في التسويات المتعطلة، وربح بعض النفوذ لمزيد نهب الجهة وخيراتها من الفسفاط. ويبقى الوضع متفجرا في المنطقة ما دام منطق المعالجة والتعامل مع قضاياها هو المنطق القديم.