Abandon scolaire 3

أزمة التعليم في تونس: أمراض مزمنة وتشخيص اختزالي

في رمضان 2023، فرض ”طبق“ دسم نفسه على ”موائد“ أغلب التونسيين: التعليم العمومي وأزماته. فبعد هدوء زوبعة مسلسل ”الفلوجة“، تجدد الحديث بقوة عن مسلسل آخر أقدم وأطول بكثير: توتر العلاقة بين نقابات التعليم ووزارة التربية، خاصة مع بداية الفصل الأخير من السنة الدراسية في ظل تمسك نقابات التعليم الابتدائي والأساسي/الثانوي بحجب الأعداد المسندة للتلاميذ في الامتحانات عن الإدارة ورفض التوقيع على دفاتر وبطاقات الأعداد.

سيدي حسين وظاهرة الانقطاع المدرسي، أو حين تكون ”الخربة“ أكثر إغراء من المدرسة

الانقطاع عن الدراسة يعود إلى أسباب نفسية وصحية واجتماعية. هل هذا كل ما في الأمر؟ بالتأكيد لا. إذا أُريد لهذا الموضوع أن يُفتح بالشكل المطلوب علينا أولا أن نحدد منطقا ما في تناوله، هل سنكتفي بالبحوث والدراسات والأرقام؟ أم أن الأمر يتطلب سبرا لأغوار الظاهرة بشكل مباشر ومعاين وميداني على نحو ما.. هناك، في أزقة حي سيدي حسين بتونس العاصمة.

المنقطعون عن الباكالوريا: الهجرة من الدراسة إلى العمل الاضطراري

صدرت نتائج الباكالوريا أخيرا، النتائج التي انتظرها الجميع، التلاميذ والأولياء والأقارب والأصدقاء. ويعتبر صدور النتيجة -رغم اهتزاز صورة هذا الامتحان المصيري- أحد الأحداث المحورية في الشأن الوطني. وبمتابعة تطورات قطاع التربية في تونس فإن هذا الحدث المنتظر يمكن أن يُوضع تحت بقعة ضوء أخرى تكشف أن شهادة الباكالوريا بالقدر الذي ترمز فيه إلى نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة، إلا أنها تعتبر لدى الكثير من التلاميذ حدّ النهاية، لتُفتح أمامهم أبواب أخرى أُجبِروا على دخولها ـ لأن الفقر لا يمكّنهم من استئناف الحلم.