Contrebande 13

مطرودون من أرصفة تونس العاصمة: نهاية إقتصاد ”الكردونة“ إلى حين !

في نهج إسبانيا بالعاصمة تونس، على بعد أمتار قليلة من محطة الميترو وساحة برشلونة، تربض سيارة شرطة وحولها عدد من الأعوان يراقبون تحركات المارة داخل وخارج النهج، الشرطة لم تبرح مكانها منذ التاسع من سبتمبر الفارط خوفاً من عودة تجارة الرصيف ومئات الباعة الغزاة للطريق العام.

بين جمالية المدينة ولقمة العيش: شعرة معاوية في السوق الموازية

على امتداد نهج إسبانيا وسط العاصمة، تربض سيّارات الشرطة ويتوزّع المارّة وسط الطريق وعلى الرصيف، يحثّون الخطى نحو محلاّت الألبسة التي يبدو أنّها تحتفي بقرار رفع نقاط البيع الفوضوية، إذ يُقسم أحد الباعة أنّ الأحذية الرياضية انخفض ثمنها من 95 إلى 35 دينارًا.

الافتتاحية: الفساد ”الرّسمي“ يُحارب الفساد ”الموازي“

راجَ في الآونة الأخيرة حديث حول استئناف ”الحرب الحكومية على الفساد“، بعد تواتر أخبار إعلامية حول إيقافات في صفوف عدد من المهرّبين بجهة صفاقس. لم تترافق هذه الأخبار المنشورة على أعمدة الصحف والمُتداولة في الإذاعات والتلفزات والمواقع الإلكترونية مع توضيحات رسمية حول أهداف الحملة الجديدة وحصيلتها وخلفياتها، وهو انعكاس لاستمرار السياسة الحكومية في إدارة هذا الملف، والتي تنهض بالأساس على الاستعراض الآني دون بناء استراتيجيات لتفكيك الظاهرة. هذه السياسة ليست مدفوعة بشكل كلي بحسابات الحكم، وإنما تكشف عن فشل بنيوي في مكافحة الفساد، في ظل اختراقه لمؤسسات الدولة وبُنى الاقتصاد والمجتمع وارتباط فَاعِليه بمنظومة الحكم.

من هو مبروك كورشيد؟

كان كورشيد يرى أن فرض السلطة لا يتم بالقوة وإنما بترسيخ قيم المواطنة واستيعاب أهل الجنوب الغاضبين من تهميش الدولة. نصائح جمّة وجهها المحامي لكنه انقلب عليها يوم بات ملف جمنة بيده، فأعلن أن الدولة ستمارس القوة لتسترد أملاكها. ولم يدّخر جهدا في مهاجمة أهالي جمنة واصفهم بـ”القرامطة واللاوطنيّين“.

اقتصاد الظلّ: من التهريب إلى التهرب الجبائي

إن نمو الاقتصاد غير المهيكل يرجع إلى خيارات اقتصادية متخلفة وسياسات اجتماعية تعسفيّة على حساب الطبقات الضعيفة، إضافة إلى نقص الأطر المؤسسية وغياب استراتيجيات واضحية للتنمية العادلة بين جميع القطاعات والجهات.

مخطّط إمارة بن قردان بين الحقيقة والوهم

لم يُسدَل الستار بعد عن خفايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة بن قردان فجر أمس الاثنين، وقد اكتفى رئيس الحكومة الحبيب الصيد بالإعلان صباح اليوم عن الحصيلة البشرية التي تمثلت في مقتل 36 عنصرا إرهابيا وأسر سبعة آخرين، وبالمقابل سقط 12 شهيدا و14 جريح من القوات الأمنية، بينما بلغت الحصيلة في صفوف المواطنين الأبرياء 7 شهداء و3 جرحى. إن استقراء الأهداف والخطط المتحولة للجماعات الإرهابية يمر عبر تحديد سياقاتها الأمنية والجغرافية والاجتماعية، وهو ما ينطبق إلى حد بعيد على مدينة بن قردان، الأمر الذي أهّلها للاضطلاع بأدوار لوجيستية وسياسية في الحسابات الاستراتيجية للجماعات الإرهابية.

الحرب المقبلة على ليبيا: تونس على حافّة الثقب الأسود

دقت طبول الحرب والتدخّل الأجنبيّ هذه المرّة، وستستهدف بحسب التصريحات خطر تنظيم الدولة داعش بعد أن تغيّرت قواعد الصراع في سوريا والعراق. وقد اتُّخِذ القرار بضبط الساحة الليبيّة التي كانت مركزا للتدريب ومعبرا رئيسيّا لآلاف المقاتلين باتجاه الشامّ وهاجسا لدول الجوار، على رأسهم تونس التي كانت قبل سنوات معبرا “لثوّار الحريّة” باتجاه ليبيا

بنقردان تختنق في غياب كامل للتنمية

إحتجاج في بنقردان على خلفية ما إعتبره المواطنون تعسفا وتشديدا عليهم في معبر راس الجدير وتعدد المخالفات لأبسط الأشياء على خلاف وعكس ما يرونه من تسهيل و مساعدة ودعم لليبيين في إخراج سلعهم من تونس، وهو ما يمثل التهريب الحقيقي حسب بعضهم.

بنقردان: تغطية الإحتجاجات التي تلت مقتل أحد التجار برصاص الحرس الوطني

شهدت مدينة بنقردان يوم الخميس 16 آفريل 2015 مسيرة احتجاجية للتنديد بمقتل مختار زغدود أحد متساكني الجهة برصاص القوات الأمنية والعسكرية التونسية داخل المنطقة العازلة على الحدود مع ليبيا. واستنكر المشاركون تواصل هذا النزيف خاصة أن عدد القتلى منذ إحداث هذه المنطقة سنة 2012 وصل إلى 25 شخصا، منهم إثنين في هذا الشهر. ويؤكد المشاركون في المسيرة أن هذه المنطقة العازلة جعلت التصدي للإرهابيين وتهريب السلاح وليس للقضاء على الأهالي أو قطع مورد رزقهم، وأن غياب التنمية في بنقردان هو الدافع إلى الذهاب للتجارة بين ليبيا وتونس زاصفين أنفهسم بأنهم «ضحايا الجغرافيا».

التهريب في تونس والمعالجة الأمنية: البتر لن يوقف النزيف الاقتصاديّ

إلى أيّ حد يمثّل التهريب خطرا على الاقتصاد التونسيّ وهل يرتبط كما جاء في الرواية الرسميّة بالإرهاب؟ وهل تمثّل منطقة الذهيبة بؤرة خطيرة لأعمال التهريب ونزيفا قاتلا للاقتصاد الوطنيّ؟ أخيرا، هل كان الخيار الأمنيّ هو الحلّ الأمثل في مواجهة أهالي الذهيبة التّي تتذيّل قائمة المناطق الأشدّ فقرا وتهميشا في البلاد؟

تغطية للأحداث الدامية التي شهدتها مدينة الذهيبة من ولاية تطاوين

في مشهد لم تتغيّر فيه سوى الأسماء وبعض التفاصيل، من سليانة في نوفمبر 2012، إلى الذهيبة في فيفري 2015، يبدو أنّ قدر المناطق الأكثر فقرا وتهميشا في البلاد أن تدفع ضريبة الدمّ والمعاناة والقمع حتّى تتصدّر المشهد الإعلاميّ وتسيل لعاب السياسيّين لتصبح ورقة للمزايدة وتصفية الحسابات. نواة انتقلت إلى معتمديّة الذهيبة لترصد الوضع الاقتصادي والاجتماعيّ المزري للمنطقة ولتسلّط الضوء على الأحداث الدامية التي عرفتها تلك البلدة خلال الأيّام الماضية، والأهمّ لتنقل انفعالات الأهالي ومواقفهم ممّا حدث بعيدا عن بلاتوهات التحليل النظريّ وأسواق المزاد السياسيّ.

عمليات تهريب البنزين أمام أعين الحواجز الأمنية، فهل هي مورطة؟

على طريق القنطرة الرابطة بين جرجيس و جربة، هناك دوريتين قارتين، الأولي للحرس الوطني و الثانية للأمن العام و وحدات التدخل، أمامها تمر يوميا عشرات السيارات و الشاحنات المحملة بالبنزين المهرب دون أدنى تعطيل أو تفتيش، بل أن بعضها لا يتوقف أصلا للدوريات و يمر متجاوزا الجميع. هذه المعاملة الخاصة و في جزيرة جربة بالذات تؤكد دون أدنى شك تورط بعض الأمنيين في هذا التهريب للمحروقات و غيرها (و ما خفي كان أعظم) و تجعلنا نتسائل عن سر غياب القادة الأمنيين و المسؤولين المحليين لرصد و إيقاف مثل هذه التجاوزات اليومية و المتكررة أمام مرأى و مسمع الجميع.

ليبيا… الثقب الأسود و الأمن الغذائي التونسي

تبقى إقامة المنطقة العازلة هي الحلّ المتاح في الوقت الراهن بالنسبة للحكومة التونسيّة للسيطرة بشكل أنجع على الحدود و مكافحة تهريب السلاح و الغذاء و استنزاف مقدّرات البلاد و منع انتقال عدوى فوضى السلاح إلى تونس، و لكن و نظرا للبنية الاقتصاديّة التونسيّة، فإنّ تونس لن تقدر على الانعزال عن محيطها طويلا، فالسوق الليبيّة هي احد أكبر الأسواق الاستهلاكيّة