Modernité 15

موقع صراحة: فوضى المَكبوت وأزمة الشخصية العربية

سرعان ما تحول موقع ”صراحة“ إلى حالة جماهيرية، مُواكبة، مُتفاعلة، قابلة في معظمها ورافضة في بعضها الآخر. هذه الحالة كانت مصدرا لغبطة مؤسس الموقع الذي كان يقيس نجاحه الخاص بارتفاع عدد المشتركين والزائرين. ولئن كانت فكرة اكتشاف حكم الآخرين على ”الأنا“ مُغرية ومُسلّية لحد ما لأنها مسكونة بالرغبة في مَركَزة ذاتية الفرد داخل الفضاء الاجتماعي، فإن المضمون التفاعلي الذي أنتجته يعكس هشاشة قيمة النقد الاجتماعي. وقد آل مسار المصارحة في نهايات عديدة إلى هيمنة جديدة للمنطوق اليومي المشحون بالعنف والجفاء.

الحداثة شيء سيّء

على عكس ما يدّعي الحداثيون، فإنّ التيّارات الراهنة، التي تتبنّى “أسلمة” السياسة، هي بدورها حداثية وربّما أشد حداثة. ومن المؤسف أن الحداثة في ثوبها الأسطوري التحرريّ تخلق حولها حالة من الإجماع.

كتاب ”عيال الله“ لمحمّد الطالبي : نحو نظرة جديدة لعلاقة المسلم بخالقه و بمحيطه

إنّ هدف كتابة مقال عن هذا الكتاب (الذي أسال حبرا كثيرا منذ صدوره) هو مجرّد محاولة لتذكير أبناء جيلي و من بعدهم بقيمة هذا المفكّر العظيم الذي قضّى عمره و أفناه في البحث و تقديم أعمال مهمّة. و من جهة أخرى، أردت أن أُبْعِدَ وَ أَمْحُوَ تِلك الصّورة التي ظهر بها الدكتور الطالبي في الإعلام التونسي في السنوات الأخيرة في برامج مبتذلة لا همّ لها سوى تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة.

المواطنة المعولمة أو المواطنة الكونية

ليس لنا من خيار سوى أن نطرح على أنفسنا نحن شعوب الشمال الإفريقي والشرق الأوسط السؤال المحرج التالي : هل بإمكاننا الإندماج في الحضارة الكونية ؟ هل من الممكن أن نصبح مواطنين كونيين ؟ رغم كل ما أنتجته الحضارة الإسلامية من فلاسفة ومفكرين من امثال : ( الغزالي و ابن رشد وابن طفيل والفارابي وابن سينا وابن خلدون…) فالبون لا يفتأ يتسع بيننا وبين بقية شعوب العالم و لا يخفي العديد من المفكرين تخوفهم من كون المسلمين غير قادرين على المساهمة في التأسيس لحضارة ومواطنة كونية دون فصل الدين عن الدولة، فالمسلمون ينظرون إلى العالم من خلال أنفسهم. فإلى أي مدى يصح هذا القول ؟ وهل يمكن للمسلمين أن يصبحوا مواطنين كونيين و الحال على ماهو عليه الآن ؟

السلفية، لم لا؟

بقلم نضال – لطالما إرتبط مصطلح “السلفية” في ذهني، و في ذهن العديد من التونسيين، بمرادفات من قبيل “الرجعية” و “التطرف” و “الإرهاب”. و لقد إسترعى إنتباهي مؤخراً حملة فايسبوكية تهدف إلى نفض الغبار عن المذهب السلفي و إلى تخليص مصطلح السلفية من المعنى السلبي (le sens péjoratif) الذي إلتصق به. فتعرف السلفية ببساطة على أنها “إتباع السلف الصالح” و تربط المذهب السلفي بالفكرة البسيطة التالية[…]

قناة نسمة: تشويه للفكر التقدمي و الحاثي

بقلم أيمن بالحاج- في البدء أريد أن أوضح نقطة مهمة و هو أن الذي استفزني لكتابة هذا المقال ,إنما هو هذه المقابلة المغلوطة التي صرت أشاهدها طيلة هذه الأيام بين فكر تحرري منحل و متآمر على هويتنا العربية الإسلامية و على أخلاقنا الاجتماعية و بين فكر أصولي و متجذر يدافع عن هذه القيم و يتشبث بأصالة المجتمع التونسي و بانتمائه إلى هذا الأفق الحضاري و الأخلاقي السليم والرصين […]

العلمانية العربية والظاهرة الدحلانية

الاحتلال الصهيوني والسلطة الفلسطينية وحركتا حماس وفتح هي الأضلع الأربعة للمربع الذي يعيد الواقع العربي إنتاجه تحت مسميات ويافطات مختلفة ولكن بمضمون واحد هو تعبير عن وحدة القضية والتحديات. في كل قطر عربي نجد نسخة من هذه الرباعية متربعة على المشهد السياسي : قوى هيمنة دولية، أنظمة قطرية ضعيفة وتابعة، حركة إسلامية قوية ومتجانسة وأخيرا جبهة علمانية مضطربة […].

المتنورون في تونس و الحداثة المغشوشة

بدلاً من أن نرى ما يمكن أن تستثمره تلك الأنتاليجنسيا المتحالفة مع نظام الأميّة من راهنية فلسفة ابن رشد في تطوير حياة التونسيين المعاصرة و تأسيس لمقدمات الحداثة، صارت المحنة الرشدية واقعاً تونسياً منذ تسعينات القرن الماضي إلى هذه اللحظة. فحين يُعاقب مختار اليحياوي قاضي قضاة البلاد التونسية لدفاعه عن استقلالية القضاء و المحاماة فقد عَاقـَبَ يعقوب المنصو […].

الإسلاميون والدولة المعاصرة

مناقشة العلاقة التي تحكم الفرد من ابناء المجتمع الاسلامي بالحاكم أو ما أصطلح عليه بالعلاقة بين «الراعي والرعية» أو بين الرعية والسلطان أو «الخليفة» وتشعّبت مداخل تلك الابحاث ومخارجها عبر اروقة التاريخ وخرائط جغرافية العالم الاسلامي القديم. لكن القليل من تلك الابحاث بل النادر اقترب من ملامسة واقع الحال الذي تعيشه بلادنا بخصوص مفهوم العلاقة بين الفرد ال […].

مفهوم الحداثة

إن تعريف مفهوم الحداثة في القاموس (أنظر قاموس روبير) يجرّده من كل مدلول عملياتي في علم الاجتماع التاريخي. وإذا كانت كلمة “حداثة” تُردّ إلى كل “ما هو من زمن المتكلم” يصبح من المستحيل تخصيص “الحداثة” بزمن وبفضاء تاريخي محدد. والساعي وراء فهم كيف تتحد علاقة “الاسلام بالحداثة” يتعين عليه بصورة أساسية أن يعرف كيف يدرك ظاهرة الحداثة دون أن يتحيز لتجلياتها […].

إشكالية التراث والحداثة

عقبة معرفيّة رئيسة في الفكر العربي لم يكن لإشكالية التراث-الحداثة أن ترسم المشهد الثقافي في الكتابة العربية الراهنة لو لم تكن في الأصل تطبع الفكر العربي بطابعها المنهجي الخاص. لا يقتصر نظام المواقف والعادات الذهنية على نموذج واحد من نماذج الكتابة العربية؛ ففي تنوع الأفكار واختلاف صورها وأشكالها، تعمل الإشكالية وتوجّه الأبحاث والدراسات في مجمل المياد […].

اشكاليّة التنمية بين الحداثة والتّراث

اشكاليّة التنمية بين الحداثة والتّراث إنّ التأمّل والتمعّن في مفهوم المصطلحات الثلاثة أعلاه، واكتشاف العلاقة بينها، من الهموم الأساسية لمفكري عصرنا، خاصة في البلدان غير الغربية. قد نقنع أنفسنا بتصور أوّلي ـ وبطبيعة الحال سطحي ـ للمفاهيم أعلاه بأن نقول: إنّ الحداثة (modernity) كموضوع غربي، وجدت طريقها إلى الظهور باختراق التراث أو التقليد Tradition، […].

من أين جاءت الحداثة السياسية؟

يبقى أن المقارنة ليست علّة. إن اظهار حداثة الحركات الإسلاموية ومن ثمّ تاريخانيتها العميقة أمر مفيد على صعيد الاجتماعيات السياسية، الا أن هذا يناقض وجهة خطاب الإسلامويين نفسه. فهم يرون أنّ هناك إسلاماً واحداً هو اسلام عصر النبي، الذي حُرّف فيما بعد لأن الحداثة ضلال. غير أنّ هذه الرؤية لجوهر واحد للإسلام لا تقتصر على الإسلامويين وحدهم. لأننا نجدها ايضا […].

المجتمع الديني و الحداثة

حين نقول اننا نريد بلداً اسلامياً عامراً و متطوراً، فهل يمكن لنا الوصول الى ذلك؟ اي هل يمكن للمجتمع الاسلامي ان يكون حديثاً (Modern)؟ و فيما لو كان بالامكان ذلك، فهل امكاناتنا و قوانا الفاعلة و المؤثرة تسمح لنا بتحقيق هذا المشروع الكبير؟ فمن الممكن ان يقول شخص: لماذا نتردد في هذه الامور؟ فهناك العديد من القوى في العالم تريد ان يفقد المسلمون الامل بال […].

مقاربة الوعي (الاسلامي) المعاصر

إننا نضع كلمة اسلامي بين قوسين لكي نلفت الانتباه إلى مسألة خاصة تتعلق بشرعية إطلاق مثل هذا التعبير بالنسبة للمسلم الذي يقبل ـ حتى ولو قليلاً ـ أن يخضع لمعطيات التاريخ وعلم الاجتماع والتيولوجيا والتحليلات الخاصة بها. إذا كان الوعي يستأهل صفة (اسلامي) من وجهة نظر ذاتية ـ أي من وجهة نظر المسلم نفسه ـ فإنه من غير الممكن وصفه بذلك من وجهة نظر موضوعية إلا […].