منذ بيان 21 فيفري الرئاسي، تتالت إدانات خطاب الكراهية العنصري لتأخذ أبعادا خطيرة على الاقتصاد التونسي المنهك بطبعه. في المقابل ارتكز الرد الرسمي التونسي على إنكار “العنصرية المزعومة” والحديث عن حملة معروفة مصادرها.

منذ بيان 21 فيفري الرئاسي، تتالت إدانات خطاب الكراهية العنصري لتأخذ أبعادا خطيرة على الاقتصاد التونسي المنهك بطبعه. في المقابل ارتكز الرد الرسمي التونسي على إنكار “العنصرية المزعومة” والحديث عن حملة معروفة مصادرها.
بعد الفضيحة العنصرية التي أطلقها قيس سعيد، تواترت إدانات تبني الدولة أبشع النظريات العرقية، نظرية الاستبدال العظيم، التي صار عتاة الفاشية أنفسهم يخجلون من ترديدها. خطاب كراهية دافعت عنه الديبلوماسية التونسية بدلا عن مراجعة النفس و الاعتذار.
رفضا للخطاب العنصري الصادر عن رئيس الجمهورية، والذي دعا فيه إلى التصدي لما اعتبره مخططا لتغيير التركيبة الديمغرافية للتونسيين، تظاهر مناهضو العنصرية بأعداد محترمة ظهر السبت 25 فيفري في شوارع العاصمة. مظاهرة أدانت بث الرئيس للكراهية و ما خلفه من اعتداءات عنصرية خطيرة طالت مهاجري جنوب الصحراء و التونسيين المتضامنين معهم.
في مساء 21 فيفري الجاري، أطلت علينا صفحة رئاسة الجمهورية ببيان أثار ردود أفعال كثيرة. يلخّص البيان أهم ما تم تداوله في اجتماع مجلس الأمن القومي، الذي عقد عشية نفس اليوم، والّذي عادة ما يجتمع لمناقشة قضايا حساسة تتعلق بأمن البلاد، بطلب من الرئيس. هذه المرة، تعلّق الأمر المهمّ والمهدّد لأمن البلاد بوجود الأفارقة من جنوب الصحراء في تونس.
تزامنا مع حملة الملاحقات والإيقافات التي تستهدف المعارضين والنشطاء والنقابيين، أفرز العبث الشعبوي خطابا عنصريّا مقيتا يتماهى مع أبشع النظريات العنصرية الفاشية، في خرق صريح للقوانين المحلية والاتفاقيات الدولية التي أمضتها تونس.
أثار بلاغ رئاسة الجمهورية بعد اجتماع مجلس الأمن القومي مساء 21 فيفري 2023 جدلا واسعا داخل المجتمع. نواة التقت رمضان بن عمر المكلف بملف الهجرة بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعودة على فحوى البلاغ الرئاسي و ارتداداته على وضعية مهاجري جنوب الصحراء في تونس.
يقود الحزب القومي التونسي، الذي تحصل على رخصة تأسيسه آخر سنة 2018، حملة منظّمة بدأت منذ أكثر من شهرين من أجل طرد المهاجرين أصيلي دول إفريقيا جنوب الصحراء، من الذين لا يملكون وثائق إقامة أو لجوء. جمع هذا التنظيم قرابة ألف توقيع على عريضة، ستوجه إلى السلطات الجهوية والمركزية، تضمنت أربع نقاط وهي ترحيل المهاجرين غير النظاميين وكل مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء يرتكب جريمة في تونس أو “يخل بالأمن العام” وفرض تأشيرة على دول جنوب الصحراء وإلغاء القانون عدد 50 لسنة 2018 المتعلق بمناهضة الميز العنصري.
مع تجاوز الحرب الروسية على أوكرانيا أسبوعها الأول، صدم المتابعون بكم العنصرية المقيتة التي تلونت بها وسائل اعلام عالمية في التمييز العرقي بين ضحايا الحروب. صدمة إعلامية عكست أولويات أوروبا “المتحضرة” في التعامل مع ضحايا النزاعات المسلحة.
يقول مالكوم إكس، أحد أبرز رموز مناهضة العنصرية ضد السود في الولايات المتحدة “إذا لم تكن متيقظًا ، ستنجح وسائل الإعلام في جعلك تكره المضطهدين وتحب أولئك الذين يضطهدونهم”، وهو تحديدا ما يقوم به أغلب الإعلام التونسي، عن وعي أو غير وعي، منذ بدأت الحركات المناهضة للعنصرية ضدّ السود في تونس منذ سنة 2011.
أصدر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في موفى الشهر الماضي، دراسة تحت عنوان “العنف المسلط على المهاجرات أصيلات جنوب الصحراء في تونس” تتطرق إلى الوضعية الهشة للمهجرات أصيلات جنوب الصحراء في تونس من خلال الوقوف حول وضعيتهن القانونية وأنواع العنف المسلط عليهن في تونس. الدراسة تطرح مجموعة من الحلول على التي يجب اتخاذها على المدى القريب والبعيد للتصدي لهذا العنف وتسوية وضعيتهن على المستوى الإنساني والقانوني. نواة حاورت الباحثة الجامعية التي قامت بهذه الدراسة، هاجرعرايسية.
إن وصف عنصرية الإشهار التونسي بالبراءة ليس وصفا بريئا، فالإشهار التونسي بجميع أنواعه إمّا هو عنصري، أو هو عنصري بشكل محددّ جتماعيا، أي “ببراءة” سذاجة النّمط. تكتسي مسألة الإشهار أهمية نظرا لقدرته الرهيبة على التأثير. المواطن التونسي معرّض للإشهار طيلة يومه، و فيما نترك إلى مقالات أخرى قراءة خطورته على المقدرة الشرائية للمواطن، سنركّز في هذا المقال على الدور الذي يلعبه في مزيد ترجيح كفة “الرّجل الأبيض” في الفضاء العام التونسي، فالإشهار يتبنّى هيمنة البيض صوتا وصورة.
مع تواتر المعلومات عن اقتراب سفينة “سي ستار” من سواحل جرجيس قادمة من ليبيا، نظّم صيّادو المنطقة بالتنسيق مع عدد من نشطاء المجتمع المدني وقفة احتجاجيّة في ميناء المدينة يوم الأحد 06 أوت الجاري، لمنع طاقمها من الرسوّ. المشاركون في الوقفة الاحتجاجيّة رفعوا شعارات تندّد بالممارسات العنصريّة لطاقم السفينة التي استأجرها ناشطون يمينيون متطرفون أوروبيون، يعملون على مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
في ولاية مدنين شبه الصحراوية القاحلة، لفتت قرية صغيرة تسمى القصبة انتباه وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة. قرية القصبة التي تقطنها من السود؛ عبيد غبنطن، تقع بجوار قرية أخرى يسكنها الغبنطن البيض؛ و يفصل المنطقتين واد صغير. الفقر والتهميش الجغرافي حقيقة لا يمكن إنكارها، ولكن عبيد غبنطن يتدبرون قوتهم كصيادين، إذ يجمعون المحار على شواطئ البحر، و هم أيضا موسيقيون.
كلام شارع فقرة تسعى الى تشريك المواطن بكل تلقائية عبر ترك مجال له كي يعبر عن ارائه و تفاعلاته مع القضايا المطروحة على الساحة الوطنية في مختلف الميادين. رصدنا لكم هذه المرّة موقف المواطن التونسي و عدد من الأفارقة القاطنين بتونس من ظاهرة التمييز العنصري الذي تنامى على خلفية كأس الأمم الأفريقية.
كشفت دراسة صدرت يوم الثلاثاء 2013/12/11 حول المهاجرين المتواجدين على الأراضي التونسية أن ثورة 2011 لم تؤثرعلى وضعيات هؤلاء. وأعلت الباحثة إيمان الغضيوي معدّة الدرّاسة لصالح المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن الدّراسة تشمل علاقة المهاجرين بالإدارة والأمن والشّعب التونسي بما في ذلك المجتمع المدني.
يعاني التونسيون السود في تونس ميزاً عنصرياً في مختلف مجالات الحياة و يتجلى هذا في التعامل اليومي معهم بالألقاب المستعملة لوصفهم. فقد ذكرت فتاة سوداء مثلاً أن كلمة “وصيفة” تسمعها ما لا يقل عن 10 مرات في اليوم الواحد. و يبدأ هذا التمييز العنصري ضدهم من المؤسسة التربوية بعدم إدراج السود في المنظومة التعليمية أي أن البرامج الدراسية لا يوجد فيها ما يتعرض لتاريخ السود في تونس.
معاناةُ الطللبةِ الأفارقة في تونس، وعدم قبولِ شكاويهم من طرف الجهات المسؤولة حين يتعرضون لممارسات عنصرية هو الشاغل الأكبر لجمعية الطلاب والمتربصين الأفارفة في تونس . الأمر الذي دفع بلاماسي تورى إلى الكشف عن عزم تجمع الطلبة والمتربصين الأفارقة في تونس رفعَ قضيةٍ ضد الدولة التونسية لعدم حمايتها للأشخاص في الخطر.