Chômage 58

عمّال الحضائر دون الـ 45 سنة: وضعيات هشّة وحكومات لا مبالية

تتواصل تحرّكات عمال الحضائر لتسوية وضعياتهم بعد إمضاء اتفاقية في الغرض بين اتّحاد الشغل وحكومة هشام المشيشي في 20 أكتوبر 2020. آخر تحرّك خاضه عمّال الحضائر كان يوم 13 نوفمبر الجاري في ساحة القصبة، ويبدو أنّه لن يكون الأخير.

في دوار هيشر، الدولة تصم آذانها عن صوت البطون الجائعة

يوم الأحد 26 سبتمبر الماضي، احتشد قرابة ألف شخص من سكان حي دوار هيشر قرب مدخل الحي مساء وأحاطوا بمنسقي حملة ”المفروزين اجتماعيا“ وطرحوا مطالبهم البسيطة: دفاتر علاج لذوي الدخل المحدود، إعانة مالية، الحصول على عمل، تجهيز الوحدة الصحية وتزويدها بالأدوية. بعد يوم من ذلك، حط ركب وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي بالحي. يقول أحد المتساكنين إن بعض منسقي حملة المفروزين اجتماعيا طالبوا الوزير بتوفير خمسمائة حقيبة مدرسية لتلاميذ ينتمون لعائلات محدودة الدخل، فردّ باستنكار ”خمسمائة محفظة“؟

ماجل بلعباس: اعتصام وإضراب جوع قرب محطة ضخ الغاز

تعيش منطقة ماجل بلعباس الحدودية (ولاية القصرين) على وقع تحركات احتجاجية متصاعدة النسق، يخوضها شباب وأهالي الجهة منذ 10سنوات للمطالبة بربط منطقتهم بالماء الصالح للشرب وإصلاح بنيتها التحتية ودعم المشاريع التشغيلية للشباب. وقد قررت تنسيقية “كلنا من أجل ماجل بلعباس” التي تقود الاحتجاجات التوجه نحو التصعيد، منذ 18 جانفي 2021، عبر الاعتصام أمام محطة مضخة الغاز. وأمام تجاهل السلطات الجهوية وشركة سيرغاز، دخل عدد من المعتصمين في إضراب جوع مفتوح.

قفصة: إضراب عن الطعام لأصحاب شهائد معطلين عن العمل

يخوض أصحاب شهائد معطلين عن العمل، أغلبهم نساء، اعتصاما وإضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 12 يوما، أمام مقر ولاية قفصة، للمطالبة بالإعلان عن نتائج المناظرة التي سيتم بموجبها انتداب 500 عاطل من أصحاب الشهائد بمعدل فرد من كل عائلة. كما تطالبن السلطات الجهوية والحكومة بالكف عن المماطلة وتفعيل اتفاقية سد الشغورات لسنة 2012 التي تنص على تشغيل 400 عاطل عن العمل من أبناء الجهة. وتشتكي المضربات من طول فترة البطالة التي تجاوزت لدى إحداهن 14 سنة وصعوبة الظروف الاجتماعية، خصوصا وأن أغلب أزواجهن يعيشون حالة بطالة.

البطالة: مرض ”الدكاترة“ التونسيين وعجز الحكومة

دخل عدد من خرّيجي الجامعات والمتحصّلين على شهادات دكتوراه التابعين لاتّحاد الدكاترة المعطّلين عن العمل منذ يوم 29 جوان 2020 في إضراب مفتوح أمام وزارة التّعليم العالي والبحث العلمي إلى حين التوصّل إلى اتفاق يقضي بتشغيلهم في الجامعات العموميّة. وضعيّة تبدو مُعقّدة في ظلّ تواصل غلق باب الانتدابات في القطاع العامّ مقابل تصاعد التحرّكات الاجتماعيّة المُطالبة بالتشغيل. فهل ستتوصّل سلطة الإشراف إلى حلّ جذري لمسألة الدّكاترة المعطّلين عن العمل؟

أحداث الكامور: ”الشركات البترولية أقوى من الحكومة“

عرفت مدينة تطاوين في الأيام القليلة الماضية موجة من التحركات الاجتماعية الساخنة للمطالبة بالتشغيل والتنمية في ولاية تجاوزت نسبة البطالة فيها حسب المعهد الوطني للإحصاء الـ32 بالمائة، وهي النسبة الأعلى مقارنة بباقي ولايات الجمهورية التونسية.

بعد 4 سنوات من المماطلة، معتصمو القصرين في ساحة القصبة

تجمّع عدد من الشباب المُعطّلين عن العمل القادمين من ولاية القصرين يوم 18 جوان 2020 أمام مقرّ رئاسة الحكومة بالقصبة في حركة تصعيديّة منهم على عدم إيفاء الحكومات المتعاقبة بتعهّداتها في تشغيل الدّفعات المتبقّية من اعتصام 2016. حالة من الاحتقان كانت تسود الأجواء، خاصّة مع تردّي الوضع الصحّي لإحدى المتظاهرات الّتي تمّ نقلها إلى المستشفى ومع حالات الإغماء الّتي أصابت عددا منهم إثر مواجهات مع قوات الأمن.

ضحايا أزمة كورونا: ايمان وبلال، من العمل الهش إلى البطالة الإجبارية

أثّر الحجر الصحي الشامل في تونس سلبا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي خاصة لدى الطبقات الفقيرة، حيث توقف العمل باستثناء المهن المتعلقة بالغذاء والصحة والخدمات، وفقد الآلاف من المواطنين مورد رزقهم الوحيد بعد أن أُحيلوا على البطالة الإجبارية. وهنا نتحدث عن فئة المهن الهشة، العملة أو “الصنايعية” والذين يعيشون تهديدا مستمرا في قوتهم زمن الكورونا وفِي غير زمن الكورونا. نواة التقت ايمان وبلال، أخوين (عاملة نظافة وكهربائي سيارات) من منطقة شبدة التي تبعد حوالي 18 كم على تونس العاصمة فقدا عملهما بسبب الحجر الصحي ووجدت العائلة نفسها بلا مصدر رزق.

مالذي أفشل السياسات الإقتصادية التونسية بعد ثورة 2010-2011 ؟

تمثل هذه المقالة جزءًا من ورقة بحثية للباحث فاضل علي رضا نشرت باللغة الإنجليزية من قبل بمؤسسة روزا لكسمبورغ – مكتب شمال أفريقيا، ولأهميتها البحثية، ترجمت إلى اللغة العربية، وقدّ خصّنا المؤلف، بحقوق ترجمتها، وكذلك بمقدمة موجزة للقارئ العربي. تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على الكيفية التي تم بها استبعاد العمال من خطاب وعمليات التحول الديمقراطي منذ ثورة 2011.

عمال الحضائر: نحو التصعيد رداً على التجاهل الحكومي

بدأت سنة 2020 على وقع احتجاجات عملة الحضائر في مختلف ولايات الجمهورية استعدادا للتحرك الوطني أمام مبنى مجلس نواب الشعب في 15جانفي2020 ، شهر ونصف بعد احتجاجات اجتماعية بجلمة من ولاية سيدي بوزيد وانتحار احد عملة الحضائر حرقا. ويُعتبر ملف عمال الحضائر من الملفات التي طُرحت على جميع الحكومات المتعاقبة منذ 2011 وتم توقيع عدة اتفاقيات مع العمال واتحاد الشغل من اجل انهاء التشغيل الهش، لكن الملف لا يزال مفتوحا مما يجعل احتجاجات عمال الحضائر أبرز ملف ينتظر الحكومة القادمة.

التحركات الاجتماعية واحتجاجات العاطلين : ملف ثقيل ينتظر الحكومة القادمة

ملفات كبيرة على طاولة الحكومة القادمة تنتظر الحل على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فبالإضافة إلى مشاكل النمو والبطالة والإصلاحات الاقتصادية والمالية العمومية هناك اتفاقيات عقدتها الحكومات السابقة مع الحركات الاحتجاجية في مختلف مناطق البلاد والتي تطالب بتشغيل العاطلين وتنمية مناطقهم المحرومة. وأغلبية هذه الاتفاقيات لم تلتزم الحكومة بتطبيقها رغم مرور سنوات على امضاءها وهو ما يجعل فرضية العودة إلى الاعتصام والاحتجاج واردة جدا نظرا لعدم التعهد بما تم الاتفاق عليه.

مفارقة جبل جلود: منطقة صناعية عنوانها البطالة

تفصل منطقة جبل جلود عن وسط العاصمة مسافة لا تتجاوز 3 كيلومتر. وهي بذلك تمثل إحدى أقدم المناطق المتاخمة لتونس. ومن المعروف عن منطقة جبل جلود أنها منطقة صناعية عريقة، تعود إلى أربعينات القرن الماضي نظرا لعدة مميزات تجعل من جبل جلود نقطة إستراتيجية للتصنيع واستقطاب اليد العاملة سواء التونسية. لكن وفي تناقض حاد مع هذه الميزات، فإن البطالة وكساد التجارة وازدهار سوق المخدرات تعد العناوين الأبرز لهذا الحي في أيامنا الحالية.

سيدي حسين: البطالة والكثافة السكانية، مضادات لغلاء الأسعار؟

صحيح أن الطريق إلى سيدي حسين مليئة بالأشغال إلى حد اليوم، لكن العديد من تلك الطرق انتهت أشغالها وأصبحت الآن مفتوحة للجميع، وصحيح أيضا أن وسائل النقل في المنطقة نادرة، وأحيانا لا يجد زائرها كيف يعود أدراجه إلى وسط العاصمة وسط قيض هائل من الحر. لكن سوق سيدي حسين يستحق أن تغامر من أجلها. ولنا في هذا العرض كيف يستحق ذلك السوق الشاسع ـ على رغم اكتظاظه ـ الذهاب إليه، ولماذا يتميز بأسعاره الزهيدة؟

حول سبل مساهمة الجيش الوطني التونسي في الحدّ من البطالة

إن البطالة في هذا العصر قد عصفت بعديد الدول وكانت سببا في العديد من الحروب الأهلية والأزمات الاقتصادية، وتونس التي تعرف نسبة بطالة مرتفعة (من مجموع 4 ملايين عامل نشيط يمثل معدل البطالة 15% في سنة 2017)، وذلك لأسباب سنتعرض لها فيما بعد. وقد جعلت تونس من ضمن أهدافها واختياراتها الوطنية الكبرى التحكم في هذه النسبة وذلك بتعبئة كل الجهود والإمكانات المتاحة لتوظيفها بالنجاعة اللازمة لتحقيق هذا الهدف. ومن ضمن هذه الجهود، مساهمات عديدة يمكن أن تقوم بها وزارة الدفاع الوطني للوصول للغاية المنشودة من ناحية ولتطوير مؤسسات الجيش من ناحية أخرى.

ومية: إحصائيات البطالة في الثلاثي الأوّل من 2018

كشفت البيانات المنشورة مؤخّرا للمعهد الوطني للإحصاء حول مؤشرات البطالة والتشغيل خلال الثلاثي الأوّل من سنة 2018 أنّ نسبة البطالة ما تزال ثابتة تقريبا عند مستوى 15.4% مقارنة بالسنة الفارطة. وبينما تبلغ نسبة البطالة لدى الذكور 12.4% فإنّها تتضاعف لدى الإناث لتبلغ 22.7% على الرغم من أنّهّن لا يمثّلن سوى 28.76% من إجماليّ السكان النشيطين. وتوضّح الأرقام المنشورة أنّ معضلة البطالة تتفاقم بشكل أعمق لدى الإناث من حاملات الشهادات العليا، إذ تبلغ 38.7% مقارنة ب18% من الذكور من نفس المستوى العلمي. هذا ولا يتجاوز نصيب المرأة من سوق الشغل 26% من إجماليّ عدد السكان المشتغلين الذّين بلغ عددهم 3491900 خلال الثلاثي الأوّل من سنة 2018.

ملف الناجحين في الكاباس: الوجه الآخر لفشل برامج التشغيل

تعيش تونس ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة، زاد في تعميقها التخبّط السياسي وتعثر الانتقال الديمقراطي (فشل الحكومات المتعاقبة، الأزمات السياسية، عدم استكمال الهيئات الدستورية، تأجيل الانتخابات البلدية) ممّا ألقى بظلاله على توازن المجتمع ودينامية مكوناته، حيث انحسرت الطبقة الوسطى “مفخرة دولة الإستقلال” مقابل توسّع قاعدة الهرم، ممّا يؤكّد ارتفاع نسب الفقر والفقر المدقع ونسبة البطالة وآليات التشغيل الهشّ ونسب الهجرة المرتفعة وصعود فئات جديدة من الأثرياء الجدد المستفيدين من ضعف الدولة وانهيارها أحيانا ومن طفرة الاقتصاد الموازي والتهريب والمُضاربة ممّا خلق وضعا اجتماعيا متّسما بالتوتر والضبابية وانعدام الآفاق.

بعد 7 سنوات من انتفاضة 17 ديسمبر: سيدي بوزيد هي الأكثر فقرا وتهميشا

بعد مرور 7 سنوات على انتفاضة 17 ديسمبر 2010، تتجه الأنظار مجددا –على نحو طقوسي- نحو مدينة سيدي بوزيد. هذه المدينة التي اقترن حضورها في الذاكرة الجمعية برمزية الاحتراق التي دفعت نحو إسقاط نظام الحكم الأسبق. رغم أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بسيدي بوزيد لم تتحسن بل ازدادت تراجعا فإن الخطابات الرسمية المتعاقبة مازالت تستهلك تبشيرية الخلاص من الاختلال التنموي. في الأثناء يلوح التهميش كمنظومة متكاملة ومتجددة في هذه المنطقة، تمارس فعاليتها من خلال نسب الفقر والبطالة المرتفعة وظروف العيش المتدهورة (الصحة، التعليم، السكن…)