Grève des enseignants 7

أزمة الجامعة العمومية في تونس: أساتذة في العراء، حكومة متملصة وشهادات ”كرتونية“

يقضي أكثر من 140 أستاذا جامعيّا منذ 25 مارس الجاري، إعتصاما مفتوحا في العراء في باحة وزارة التعليم العالي. مشهد يعكس مدى تفاقم الأزمة بين اتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين ووزارة الإشراف والتّي تأخذ منحى تصاعديا منذ سنتين تقريبا. هذا التحرّك الإحتجاجيّ، الذّي ما يزال مفتوحا على جميع الإحتمالات، ومن ضمنها السنة الجامعيّة البيضاء، أطلق تحذيرا جديّا حول مستقبل الجامعة العموميّة وسلّط الضوء عبر المطالب التي رفعها الأساتذة الجامعيّون على الوضعيّة المترديّة لمحاضن إنتاج الفكر والمعرفة.

نواة في دقيقة: حاتم بن سالم، وزير التربية و… التهديد

ما تزال حلقات الصراع متواصلة بين وزير التربية حاتم بن سالم ونقابات التعليم مع تواصل تنفيذ قرار نقابة التعليم الثانوي مقاطعة الامتحانات منذ بداية ديسمبر الجاري. أسلوب آخر وزراء التربية والتعليم في عهد الرئيس الأسبق بن عليّ في التعاطي مع ملّف مطالب المربّين ونقاباتهم لم يخرج عن توجيه التهديدات والوعيد أينما حلّ الوزير ومتى مُكّن من المصدح. لتتلّخص سياسات وزير التربية حاتم بن سالم تجاه الأساتذة والمعلّمين في التلويح بعصا العقوبات و”تطبيق القانون”.

جيش الطباشير ويوميات الصمود الساخر: ”باش يقصو الشهرية؟ خلّي يقصو“

“سأحجز جناحا في السجن مع زوجي وأبنائي”. كانت هذه إجابة حنان، أستاذة تقنية بمدرسة إعدادية وأم لابنين، عندما توجّهتُ إليها بالسؤال عمّا سيحصل بعد تهديدات وزارة التربية الأخيرة بقطع الرواتب وتلميح بعض الدوائر بإمكانية الحكم بالسجن على الأساتذة اللذين سيواصلون حجب الأعداد. توقّعتُ أن أجدها في حيرة من أمرها، لكن على عكس ذلك وجدتها ضاحكة، ساخرة وسعيدة بإمكانية قضاء أيام راحة مع زوجها، هو أيضا أستاذ من حاجبي الأعداد. أحمد هو الآخر أستاذ إيطالية، أشار إلى أن قطع الرواتب لن يغيّر شيئا بالنسبة له “فما الفرق بين 1000 دينار في “الروج” و2000 دينار؟”. أما نجوى، سجينة سياسية سابقة، تناولت المسألة بكل تجرّد “كان على الحبس أنا مستانسة بيه”.

إضراب الثانوي: اتحاد الشغل متمسك بإقالة ناجي جلّول

تمسكت نقابات التعليم بإقالة وزير التربية يقف وراءها تعطل المفاوضات حول عدد من الملفات من بينها ملف الإصلاح التربوي وديوان الخدمات المدرسية واتفاقات لم يتم تفعيلها من بينها صرف المنح الجامعية لأبناء المدرسين والاستحقاقات المالية الناتجة عن الساعات الإضافية والترقيات. بالإضافة إلى هذا أكّدت مصادر نقابية مطلعة لموقع نواة أن الخلاف بلغ ذروته بين اتحاد الشغل ووزير التربية بعد تسريب مقطع فيديو لاجتماع جهوي لحزب نداء تونس، يدعو فيه ناجي جلول قواعد حزبه إلى التأثير في المؤتمر القادم لاتحاد الشغل وتكوين جمعيات للأولياء والتلاميذ للحد من فاعلية العمل النقابي.

عودة مدرسية تحت الضغط

عاد يوم الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015، قرابة مليوني تلميذة وتلميذ إلى مقاعد الدراسة. و سبقت هذه العودة ندوة صحفية لوزير التربية ناجي جلول جاءت كرد غير مباشر على سلسة تحركات تصاعدية لنقابة التعليم الأساسي. حيث شهد مقر وزارة التربية يوم 11 سبتمبر 2015 تجمهرا للآلاف من المعلمين في يوم الغضب الوطني الثاني، مستنكرين عدم تفعيل الإتفاقيات المبرمة والقرارت الصادرة مؤخرا بالرائد الرسمي لتمكينهم من جميع مستحقاتهم المادية خاصة تلك المتعلقة بتمتيعهم بالمنحة الخصوصية على غرار بقية القطاعات ورفضهم للساعات الإضافية. وقد سبق هذا التحرك سلسلة من الوقفات الإحتجاجية نفذت يوم 8 سبتمبر2015 بكافة المندوبيات الجهوية.

الوقفة الإحتجاجية للمعلمين: “يوم الغضب2”

نفذت مدرسات ومدرسي التعليم الأساسي وقفة إحتجاجية وطنية يوم الجمعة 11 سبتمبر 2015 امام وزارة التربية بتونس العاصمة، تحت شعار “يوم الغضب 2 “. وقد شاركت قرابة الألفين معلمة ومعلم في هذه الوقفة، بدعوة من النقابة العامة للتعليم الأساسي، للدفاع عن مطالبهم التي من أهمها مطلب المنحة الخصوصية المتعلقة بمشقة المهنة. وقد إستنكر السيد إبراهيم الساعي، الكاتب العام للنقابة الجهوية بقفصة، تعلُّل وزارة التربية بالوضع الإقتصادي المتدهور الذي تعيشه البلاد، لعدم الإستجابة لمطلب المنحة الخصوصية، في حين أن عديد القطاعات تمتعت بهذه المنحة مشيرا إلى الأموال التي رصدت في بداية الصائفة لأصحاب النزل.

التعليم في تونس : الأولوية للإتفاقيات المهنية رغم الوضع الكارثي

إثر نجاح نقابة التعليم الثانوي في إمضاء اتفاقية مع وزارة التربية مؤخرا تضمن عددا من الحقوق المادية والترقيات لمنظوريها، دخلت نقابة التعليم الأساسي بدورها في مفاوضات مع الوزارة من أجل مطالب تتعلق ببعض المنح وآليات التقاعد. وأخذت مفاوضات نقابات التعليم ووزارة التربية منذ ثورة 14 جانفي 2011 منحى تصعيديا ترجم إلى تنظيم المربين لإضرابات متكررة عن التدريس وصلت إلى حد الإمتناع عن إجراء الإمتحانات مثلما حدث مؤخرا مما أنهك التلاميذ والأولياء وأثر على تركيز تلاميذ الباكالوريا خصوصا.