تحتّل الفكرة، كمفهوم، مكانة هامّة في الفلسفة الدولوزيّة. فهي ما ينبني عليه الفعل الإبداعي ومقوم أساسي منه تنطلق كلّ محاولة أدبيّة أو فنيّة. إنّها بمثابة نوع من أنواع الاحتفال أو حدث نادر الوقوع. في السينما، إذا ما أردنا أن نتحدّث عن وجود فكرة ما كمحرّك لتجسيد سيناريو فإنّنا سنتطرّق حتما إلى وجهة النظر، إلى طريقة ورؤية المخرج/ة للأمور التي سيفرضها بطريقة أو بأخرى على المشاهد من خلال تسليط الضوء على قضيّة معيّنة في فضاء محدّد. وهذا ما فعلته السينمائيّة اللبنانيّة نادين لبكي في فيلمها الأخير “كفرناحوم” المتحصّل على جائزة لجنة التّحكيم في مهرجان كان. فهي، وإن عرّفت بالفكرة منذ المشاهد الأولى (الفضاءات التي ستكون ديكورا للأحداث) إلاّ أنّها سعت إلى عرض الهامش لا عبر صورة موسّعة شاملة بل من خلال شخصيات منفردة لكلّ منها مصيرها ومسارها الخاص.
