أعادت الأحداث الأخيرة التي عرفها دربي العاصمة مجموعات الألتراس إلى قلب الحدث. مجموعات رغم اختلافها تتفق على مبادئ وأهداف عامة، تتعامل السلطة بتوجس كبير مع تطور وعيها السياسي.

أعادت الأحداث الأخيرة التي عرفها دربي العاصمة مجموعات الألتراس إلى قلب الحدث. مجموعات رغم اختلافها تتفق على مبادئ وأهداف عامة، تتعامل السلطة بتوجس كبير مع تطور وعيها السياسي.
عاد الحديث عن الوجه القبيح لكرة القدم في تونس لتصدر المشهد الرياضي. عود فرضه التلاعب بنتائج المباريات في الجولة الأخيرة من “البلاي آوت”، لبطولة الرابطة المحترفة الأولى. تطورات حاسمة سيعرفها الموضوع و قرارات صادمة في الانتظار.
خلال صلاة الجمعة بجامع القدس بالعاصمة، ختم الإمام خطبته قبل أن يأمر المصلين بقيام الصلاة، بالدعاء قائلا “اللهم خفّض أسعارنا” ليرتفع صوت المصلين “آمين”، وبدا أن حل مشكل ارتفاع الأسعار قد أحيل على أنظار السماء بعد أن عجزت كل الحكومات المتعاقبة عن موازنة أسعار المواد الغذائية واللحوم والخضر مع القدرة الشرائية للمستهلكين خاصة خلال شهر رمضان.
بدأ عبودة العرفاوي عمله كدليل سياحي في غابات عين دراهم منذ 15 سنة. يبذل عبودة جهدا في التعريف بمنطقته لاستقطاب الزائرين والسيّاح الأجانب، ويشكو في مقابل ذلك تقاعس السلطات عن القيام بواجبها ومعاضدة جهد الأدلّة السياحيّين في التعريف بالسياحة الدّاخلية والجبليّة البديلة.
عرفت حدّة جنّاوي، الأربعينيّة خرّيجة الفنون الجميلة، كيف تطوّع الطّين لصناعة الخزف يدوّيا بطريقة تقليديّة تتميز بها منطقة طبرقة وأحوازها، مبدية شغفها بهذه الحرفة التي بدأت فيها منذ سنة 2016، رغم العوائق الماديّة وصعوبة التعامل مع الطين، خاصة في ظلّ الظروف المناخية الصعبة. إلا أنّ حدّة تمكّنت من فرض هذه الحرفة في محيطها من خلال إتقان عملها وإقبال الحرفاء على شراء منتجاتها.
مشروع “الثروة الخشبية” هو مشروع طوّره فوزي العطّافي، شاب ثلاثيني أصيل منطقة عين دراهم الواقعة بالشمال الغربي للبلاد التونسية. يقوم هذا المشروع الواعد على صناعة ألعاب خشبيّة وفكريّة موجّهة بالأساس للأطفال، ويهدف باعثه إلى مزيد تثمين صناعة الخشب وتأمين مواطن شغل لشباب منطقة عين دراهم
رغم تخصّص عادل في تصميم الغرافيك وتكوين إسماعيل في مجال الكهرباء، إلا أنّهما وجدا ملاذهما في صناعة الأثاث باعتماد الخشب والنّحاس وإعادة إحياء الدمية المتحرّكة “إسماعيل باشا” التي ابتكرها والدهما الهاشمي العشّي منذ ستّينات القرن الماضي. لكن الأخوان العشّي يواجهان بعض الصعوبات في الحصول على الموادّ الأوليّة لتطوير عملهما.
عودة جماهير الرياضة إلى المدارج تتعطل في تونس من أسبوع إلى آخر لأسباب غير مقنعة. آخرها حرب البيانات بين وزارة الشباب والرياضة ورئيس جامعة كرة القدم وديع الجريء.
يمارس راشد، 57 سنة، الصّيد البحري بالطرق التقليديّة في شاطئ المرسى، أحد أهمّ المحطّات السياحيّة في تونس الكبرى. وهو يقطن بهذه المنطقة منذ طفولته ويعيش بين منازلها الفاخرة. حاول راشد بعث مشروع خاصّ حين عودته من الخارج، ولكنّه جوبه بالعراقيل البيروقراطية، فسلك طريقا أخرى وعرة، هي طريق الصّيد البحري.
تبدي بعض النساء العاملات في الحقول تذمّرا من العمل بأجر زهيد لا يتجاوز 12 دينارا عن كلّ يوم عمل. ولكنّهن يُبدين في المقابل تعاطفهنّ مع المؤجّر، الّذي يتكبّد بدوره خسائر بسبب شراء المبيدات والأسمدة وخلاص أجور سائقي شاحنات نقل العاملات. هنّ لا يطلبن سوى العيش بكرامة في ظلّ تضخّم الأسعار وينتقدن السّلوك السّلبي للعازفين عن العمل اليدوي والفلاحة الجاهدة. ويسردن روتينهنّ اليوميّ بشكل يجمع بين الرّضا والأمل في غد أفضل، مبديات فخرهن بالعمل في الحقول بعيدا عن صخب المدينة وضغطها.
اختار نصر الدّين دغفوس ذو الثلاثين سنة أن يفتح ورشته الخاصّة لصناعة الفخّار وبيعه بدلا من العمل كأجير لدى الغير. يؤمن نصر الدّين بفنّ الخزف وبقدرته على اكتساح السّوق الداخليّة والعالميّة، رغم العراقيل الإدارية وغياب المساندة والمرافقة المهنية من ديوان الصناعات التقليديّة. يتحدّث الشابّ بشغف عن مراحل إعداد التّحف والأواني الخزفيّة، منذ صقلها وتشكيلها إلى حدّ تزويقها ووضعها في الفرن، مُبديا المفارقة بين ما تلقّاه نظريّا من صناعة الخزف، وبين متطلّبات السّوق وخصوصيّات الحرفة
يشتغل حسن سائق تاكسي منذ سنة 2006، ثمّ أصبح صاحب سيارة أجرة ويشتغل لحسابه الخاصّ بعد ثلاث سنوات. يتحدّث حسن عن الصعوبات الّتي تعترض أصحاب سيارات الأجرة، خاصّة فيما يتعلّق بارتفاع تكلفة تسويغ رخصة استغلال سيارة الأجرة، حيث تتراوح بين 6 و8 آلاف دينار، ليتضاعف ثمنها بعد أكثر من عشر سنوات، وهي تكلفة مشطّة تُضاف إلى نفقات مصاريف شراء السيارة وسداد أقساطها، وصيانة السيارة. ويتحدّث حسن وراء مقود سيّارته عن الفساد في إسناد الرُّخص، وعن شروط استغلال سيّارات الأجرة، وعن وفود الدخلاء على القطاع واستحواذهم على الرّخص.
إنطلاقاً من الرابعة صباحا، يشرع عمّ حسن في عمله بالمخبزة، مدفوعا بشغفه بهذه الحرفة الّتي بدأ يمارسها منذ كان عمره 13 سنة. حين يؤدّي هذا الخبّاز عمله، لا يغفل عن تمثّلات الخبز في المخيال الشعبي، باعتباره “نعمة ربّي” وسببا لسعي الناس للرزق وتأمين الغذاء. هذه الإسقاطات تدفع عمّ حسن إلى التذمّر من تبذير الخبز وهدره وعدم تقدير المستهلكين لقيمته وللجهد المبذول في إعداده. ويُلمّح إلى رفع الدّعم عن القمح والخبز حتّى يدرك المستهلك قيمة هذه المادّة الغذائيّة.
“اتصلت بداية بالإسعاف الطبي (samu) لنقل أمي للمستشفى، أجابوني بأنه لا يتوفر لديهم سيارة إسعاف. بعد إلحاح، طلبوا مني الاتصال بسيارة أجرة. عند الاتصال، لم يقبل أي من التاكسيات نقلها. اتصلنا بمؤسسة خاصة طلبوا منا 200 دينار لنقلها من وسط المدينة لمستشفى ابن الجزار، وبقينا قرابة الساعتين مرميين على قارعة الطريق لولا وقوف سيارة يقودها فاعل خير وضع أمي في مؤخرة العربة وانطلقنا بها للمستشفى”، هذا ما أخبرنا به محمد بحسرة وغضب داخل قاعة الانتظار بالاستعجالي، قبل أن تلتحق به شقيقته لتكمل لنا باقي قصة العائلة التي مرض جميع أفرادها بالكوفيد وعندما أرادوا الحصول على الدواء من مستوصف بالقيروان، “ما عندنا حتى حربوشة هنا”، هكذا أجابوهم.
يشهد الوضع الوبائي تدهورا حادّا في ولاية القيروان، حيث وصلت نسبة العدوى بفيروس كوفيد-19 54%. وبلغ عدد الحالات الايجابية اليوميّة 191 إصابة مع تسجيل 5 حالات وفاة بتاريخ 27 جوان الجاري، في حين وصل معدل الوفيات اليومية لـ20 حالة الأيام الماضية، حسب وزارة الصحة. ورغم تركيز مستشفى ميداني لاحتواء المرضى من حاملي الفيروس، إلا أنّ ذلك لم يوقف عمليات نقل المصابين لمستشفيات جهوية أخرى. 80 مريضا وُجِّهوا لسوسة و100 لصفاقس، بسبب النقص الفادح في عدد أسرّة الإيواء وأسرة الإنعاش والنقص في الإطار الطبي وشبه الطبي.
في قلب مدينة أريانة، على بعد بضعة أمتار من مقام حارس المدينة سيدي عمار، تقع مجموعة من المنازل بنيت على الطراز القديم: سقيفة وصحن وطابق يسمى “العلي”. بيعت بعض تلك المنازل وتحولت إلى بنايات عصرية بطوابق كثيرة، في حين ما تزال أخرى تقاوم إما السقوط أو مشاريع لتحويلها لعمارات تشبه “طوابع سكر متراصة”. هذا ما يعبر عليه بظاهرة الإستطباق.
تخوض رانية مجدوب وعدد من متساكني نهج سيدي عمّار بأريانة، منذ أسبوع، اعتصاما مفتوحا أمام منزل جدّتها محرزية الطرابلسي الّذي عاشت فيه طيلة 70عاما بعد أن استعان صاحب محلّ السّكنى بالقوّة العامّة لطردها من المحل. وبصرف النّظر عن الجانب القانوني والعقاري في القضية، أثارت رانية نقطة مهمة لـ”نواة” عن سعي الدّولة لتحويل الحي بأكمله، شيئا فشيئا، من حيّ سكني إلى حيّ تجاري تستغلّه لكراء المحلاّت وبعث المشاريع التجارية. كما كشفت لنا عن وجود تمييز اجتماعي في إعادة توزيع متساكني الحي في مناطق سكنية أخرى.
ظهر جامعوا المخلّفات البلاستيكية أو من نطلق عليهم اسم “البرباشة” داخل المناطق الحضرية منذ سنة 2015، حيث عرفت تونس في تلك الفترة ارتفاعا في وتيرة استعمال واستغلال البلاستيك بالتزامن مع تدهور سياساتها البيئية. هم رجال ونساء يعيشون على هامش المجتمع، يفوق عددهم 7000 فرد منتشرين في جميع أنحاء الجمهورية، ويلعبون دورا محوريا في إعادة تدوير النفايات البلاستيكية في ظروف قاسية جدا، مقابل مبلغ مالي زهيد. ناجي، أحد البرباشة في ضواحي تونس العاصمة منذ سنة 2017، يحملنا معه في تجربة نغوص من خلالها داخل عالم البلاستيك، ويقدم لنا شهادة مؤثرة حول معيشه اليومي.