من يتابع الشأن العام في تونس بعد 14 جانفي 2011 يدرك أن المعركة بين فعلين متناقضين. الأول، يسعى إلى عزل الحركة الجماهيرية وإقصائها من دورها في الفعل، والعودة بها إلى مربع ما قبل الإنتفاض من خلال إخراج الناس من حلبة الصراع السياسي و تحييدهم.
إلى متى تستمرّ وزارة المحافظة على التراث في تجاهل مشاكل قطاع التراث
قد لا نبالغ إذا قلنا إنّ المعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، في وضعهما الحالي، وحسب هيكلتهما الحالية، هما مقبرتين للتراث.
“تظاهر وما تكسرش”
يٌقال أن الخطاب في المناظرات السياسية لا يُوجّه إلى الخصم، بل يوجّه أساسا إلى الجماهير والمشاهدين. عملا بهذا المبدأ، يمكن أن نفهم مَن المتلقّي لرسالة التهدئة: إنّه ذلك القطاع الواسع من الشعب التونسي المتفرّج في الأحداث. وحسب طريقة تلقّيه للأحداث وفهمه لها، ينشأ ما يعبّر عنه بالرأي العام. هي نفس الكتلة التي على أساسها تُحدّد مؤسّسات سبر الآراء وجهة ما “يريدُهُ” “الشعب” من سياسات. فلا خوف على الحاكم إن كان “الرأي العام” معه.
لا قرار ولا إستقرار ولا تشغيل ولا إستثمار حيث لا حكومة ولا رئاسة وحيث الأولوية للإستعمار
تبقى صورة التخريب هي هي: صورة التخريب والسرقة التي أصبحت متواترة ومتوارثة في أغلب البلدان العربية التي لا تمتلك تجربة قوية في المقاومة، وإن كانت صورة واقعية قبيحة جدا ومبرمجة، لا تحجب عنا حقيقة إنها إبنة شرعية لنظام الفساد والإفساد وعلى رأسه حكام الأمس وحكام اليوم حيث لا مثال في الحكم ولا مثال في قيادة المعارضة يفرض نفسه إلى حد الآن حتى إذا وُجد وكان على درجة عالية من الاحترام، النموذج الناجح هو الذي يفرض نفسه يا أولي الألباب والقيادة روحية ورمزية ومادية تاريخية وتتطلب خصالا عظيمة لا بد من إثبات أدناها على الأرض.
مشروعية الاحتجاج واستراتيجيات التشكيك
اتساع الاحتجاجات رافقته اشتباكات بين أعوان الأمن والشباب المُتمرِّد على واقع التهميش والبطالة. وكعادتها التقطت الجهات الرسمية مشاهد إحراق العجلات المطّاطية واقتحام مراكز السلطة وقذف أعوان الأمن بالحجارة لتُعيد تشكيل صورة رسمية من شأنها أن تضع حدّا لحُمّى الالتهاب الاحتجاجي وتفتح للطبقة الحاكمة مَسارب الخروج من هذا المأزق الذي عَمّقه غياب إجابة سياسية مقنعة على المطالب القديمة-الجديدة.
من أجل نموذج إنتفاضي ناجح في القصرين
من يقرأ هذا النص بتواضع وعقلانية سيفهم أنه كُتب من أجل تحمّل وتحميل المسؤولية ومن أجل إحباط كل محاولات التخريب والتدمير آخر حلول المجرمين العملاء والمرتزقة وبالتالي من أجل إنجاح مسيرة الإستعادة والإستئناف.
خارطة الإحتجاجات: بعد القصرين، 16 ولاية تنتفض
الاحتجاجات لم تتوقّف منذ يوم السبت 16 جانفي 2016 بعد اقدام الشاب رضا اليحياوي على انهاء حياته احتجاجا على اقصاءه من القائمة المرشّحين للوظيفة العموميّة والإصرار على إطالة فترة بطالته من قبل المسؤولين المحليّين. موت رضا اليحياوي كان النقطة الفاصلة في تغيّر طبيعة الاحتجاجات، من الاعتصامات إلى المواجهة التي خرجت من مدينة القصرين نحو باقي معتمديات الولاية ولتصل اليوم إلى عدد من المدن التونسيّة كان آخرها العاصمة.
موجة الغضب تمتد من القصرين إلى العاصمة
خمسة أيام بعد وفاة الشاب رضا اليحياوي بالقصرين، شهد شارع الحبيب بورقيبة يوم أمس، الإربعاء 20 جانفي 2015، مسيرة حاشدة رفعت خلالها عديد الشعارات المطالبة بالتشغيل. وجاءت هذه المسيرة تلبية لدعوة الإتحاد العام لطلبة تونس مساندة لإحتجاجات المعتصمين بمقر ولاية القصرين وبقية المناطق وتنديدا بالقمع والعنف البوليسي التي تلتها.
حكومات متعددة وبطالة مزمنة
6 حكومات خلال خمس سنوات، كان أهمّ إنجازاتها إعادة المشهد إلى المربّع الأولّ مع تواصل الاحتجاجات وتوسّعها في مدينة القصرين والمدن والقرى المجاوزة لها ليُرفع من جديد الشعار الأساسيّ الذّي سقط عن حسابات كلّ الحكومات المتعاقبة؛ “التشغيل استحقاق يا عصابة السرّاق”.
تونس ورهانات العولمة الاقتصادية الجديدة
فشل برنامج الاصلاح الهيكلي وما تبعه من سياسات اقتصاديّة انفتاحيّة تبناها النظام السابق جعلت من تونس مجرد خزان للعمالة الرخيصة لفائدة أنشطة المناولة الاوروبية ذات القيمة المضافة المتدنية. وبعد الثورة، تم الاستمرار في نفس السياسات بضغط من مجموعة السبعة و الاتحاد الاوروبي و أخضعت تونس مجددا منذ 2013 للبرامج والقروض المشروطة لصندوق النقد الدولي مما زاد في تعميق الازمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
رسالة الرباط: حرية الصحافة في العالم العربي ورهانات الإصلاح
إن حائط برلين، عندما قرر الشعب الألماني تحطيمه، سقط بسرعة لأنه بني من حجارة، وكيف ما كانت صلابة الحجارة فهي قابلة لتفتت، أما جدار الخوف الذي مازال يحكمنا في أوطاننا فهو بني من عقد نفسية راكمتها سنوات القمع والاعتقال وعدم الثقة في الدولة وسلطاتها وأجهزتها والخوف من المجهول وبالتالي فإن تفكيكه يحتاج إلى إرادات قوية وتضحيات كبيرة وطول نفس لا ييأس. ولكن أيضا إلى تفهم كبير من الغرب إلى مطالب الشعوب وليس إلى رغبات الأنظمة.
بعد الاتفاق مع الحكومة: المفروزين أمنيا يعلّقون إضرابهم عن الطعام
انتهت الجلسة التفاوضية التي جمعت صباح اليوم الاثنين بالقصبة مُمَثِّلين عن إضراب جوع المفروزين أمنيا برئيس الحكومة الحبيب الصيد إلى جملة من الاتفاقات تَمثلت أساسا في تعليق الإضراب وتكوين لجنة مشتركة تُعنَى بتسوية ملفات قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس واتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل.
خارطة الإنقسامات في نداء تونس: معارك القادة من التأسيس إلى اليوم
بالرغم من أن أزمة الحزب الأول في الحكم اتخذت طابعا استعراضيا في المنابر الإعلامية، فإن الحالة الانقسامية التي يعيشها حزب نداء تونس ترتبط أساسا بعدم استقرار تركيبته القيادية.
فيلم شبابك الجنة : إبداع في تجسيد المعاناة
الفيلم يدخل بنا من البداية في صلب الموضوع، منذ الدّقائق الأولى يجد المشاهد نفسه أمام مجموعة من مشاهد الحياة اليومية لزوجين و إبنتهما و مباشرة نلاحظ مجموعة من التّحولات التي تطرأ على ملامح و تصرّفات أفراد العائلة بسبب حادثة قلبت حياتهم رأسا على عقب.
ذكرى 14 جانفي في شارع الحبيب بورقيبة: صور مختلفة في الشارع الرمز
تغيّب مجموعة من نوّاب المعارضة إضافة إلى الاتحاد العام التونسي للشغل عن الاحتفالات التي انتظمت في قصر الرئاسة بإشراف رئيس الجمهوريّة الباجي قائد السبسي. قرار المقاطعة جاء احتجاجا على ترديّ الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة وانحيازا للشارع أين تكمن الرمزيّة الحقيقيّة لهذا التاريخ. طيلة خمس سنوات، احتفظ هذا التاريخ برمزيته، ولكن الصورة لم تكن نفسها في كلّ مرّة في شارع الحبيب بورقيبة. طبيعة الاحتفالات كانت في كلّ سنة تعكس التجاذبات السياسيّة لتختفي الشعارات الكبرى التي رُفعت في سنة 2011، ويتحوّل هذا التاريخ وهذا الشارع بالذات لحلبة صراع وكسب النقاط بين مختلف الأحزاب
من هو حافظ قائد السبسي ؟
محمد حافظ قائد السبسي، هو الكهل الذي اتبع خطوات والده طوال 2012، وعرّف نفسه بأنه “نجل” الباجي لمن لم يجد أي شبه بينهما، فهو لم يرث ملامح والده ولا طلاقة لسانه ولا مهنة المحاماة التي بحث الأب ان يورثها لابنه، ولكنه ورث عنه “الصبر” لتحقيق غايته والتدرج في ذلك انطلاقا من إسقاط اسم محمد عن اسمه الكامل كما فعل والده
إزالة آثار نظام 14 جانفي- 23 أكتوبر: بناء جمهورية ثالثة قبل 2020 أم الألفية الثالثة بلا وطن؟
على ما رأيت اليوم من فولكلور -غيّر فني طبعا- وما شاهدت من آلام صادقة عند أكثرية ونوايا صادقة عند أقلية، وتتقاذف هذا وذاك الآمال والأوهام، ويتصارع هذا وذاك على الخدائع والذرائع، استحضرت ما استحضرني أسابيع قبل ذكرى 17 ديسمبر في شكل لائحة مهمّاتيّة مستعجلة وإستراتيجية لإنقاذ أمن تونس والتونسيين وإسقاط نظام الإرهاب
14 جانفي 2016: المعالق والأواني الفارغة تكتسح شارع الحبيب بورقيبة
شغل، حرية، كرامة وطنية” شعار رفعه التونسييون ضد نظام بن علي، بعد خمس سنوات من إندلاع شرارة الثورة لا يزال شعار المرحلة. اليوم 14 جانفي 2016، إكتض شارع الحبيب بورقيبة بمئات المتظاهرين المساندين للمفروزين أمنيا المضربين عن الطعام منذ يوم 17 ديسمبر 2015، منددين بتواصل التهميش ومطالبين بالتشغيل.