Bassin minier 17

فيلم وثائقي قصير: ”الكوبانية“، أزمة فسفاط قفصة

بقي ملف فسفاط قفصة معطلا سنوات دون حل. منذ انتفاضة الحوض المنجمي في 2008 إلى اليوم، أمضت الحكومات المتعاقبة عشرات المحاضر مع طالبي الشغل دون أن يسمح ذلك بعودة هذا القطاع الحيوي إلى نشاطه الطبيعي. لا يقتصر الأمر على عشرات المعتصمين الذين أغلقوا مواقع الإنتاج وخطوط نقل الفسفاط، بل يتجاوز ذلك إلى سياسة دولة لا تولي اهتماما بجهة قفصة واحتياجات مواطنيها في أبسط مقومات العيش الكريم. وفي نفس الوقت، تكرس الفساد والمحسوبية في هذا القطاع الذي استغله رجال أعمال على حساب حق المواطنين في العيش الكريم والماء والصحة والتنمية.

إنتفاضة الحوض المنجمي والعدالة الانتقالية: الرمزية لا تكفي

كان يوم الأربعاء 26 سبتمبر 2018 يوماً مشهوداً في المحكمة الإبتدائية بقفصة، فقد تأججت المشاعر مع دخول نشطاء وقادة انتفاضة الحوض المنجمي -التي اندلعت سنة 2008- إلى قاعة المحكمة نفسها التي تعرضوا فيها للضرب، وحُكِم عليهم فيها بالسجن بصورة جائرة منذ أقل من 10 سنوات مضت. ولكنهم دخلوا هذه المرة عبر الباب الرئيسي كضحايا ينتظرون محاكمة الجناة، لا كمتهمين بالتآمر ضد الدولة. كانت جريمتهم الوحيدة سنة 2008 أنهم تجرّؤوا على الاحتجاج السلمي ضد السياسة التشغيلية غير المنصفة وغياب الشفافية، وضد المحسوبية التي كانت تمارسها شركة فسفاط قفصة المملوكة للدولة، والتي تعتبر المشغل الرئيسي –إن لم يكن الوحيد– في المنطقة.

قفصة: بعد 10 سنوات، الحوض المنجمي يحاكم جلاديه

نظرت الدائرة القضائية المختصة في العدالة الإنتقالية بالمحكمة الإبتدائية بقفصة، يوم الأربعاء 26 ديسمبر 2018، في قضية أحداث الحوض المنجمي التي جدت سنة 2008. نواة واكبت أطوار الجلسة الأولى من هذه المحاكمة، و تحدثت إلى أبرز الفاعلين في انتفاضة الحوض المنجمي عن المحاكمة، وعن عودتهم إلى نفس قاعة الجلسة بعد 10 سنوات حتى يُحاكِموا جلاديهم.

بعد 10 سنوات من الإنتفاضة، الرديف تبحث عن مخرج من الداموس

بعد مرور 10 سنوات على انتفاضة الحوض المنجمي، يَلوح أن الوضع الراهن مازال مستمرا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. وعلى المستوى السياسي شهدت بعض المحاور تطورا، أما على المستوى الثقافي فهناك دينامية جديدة ترى النور. بين عادل جيار، 48 سنة، مناضل في الصفوف الأمامية لانتفاضة 2008، وحلمي مباركي، 23 سنة، المَسكون بشغف السينما والمسرح، تبحث الرديف عن ذاتها لتجدها. من خلال عادل وحلمي تتجلى وجهات نظر متقاطعة لجيلين عايشا الأحلام المجهضة والخطوات المتخذة طيلة العقد المنقضي.

————————————————

تم دعم هذه الفيديو من قبل مؤسسة روزا لكسمبورغ من خلال الدعم المقدم لها من وزارة التعاون الاقتصادي و التنمية الألمانية.
إن محتوى هذه المطبوعة هو مسؤولية جمعية نواة ولا يعبر بالضرورة عن موقف مؤسسة روزا لكسمبورغ.

ريبورتاج في الحوض المنجمي: الدولة تعتبرنا خزّان فسفاط وليس مواطنين

شهدت مدن الحوض المنجمي بداية الأسبوع حالة احتقان اجتماعي تزامنت مع البيان الحكومي الأخير الداعي إلى “تعليق كل المقترحات المتعلقة بالتشغيل بمواقع إنتاج الفسفاط المعطلة“. ورغم عودة الإنتاج في معظم المواقع المنجمية فإن الأزمة الاجتماعية المرتبطة بشركة فسفاط قفصة لم تُراوح مكانها، محافظة بذلك على طابعها الدوري الذي بات يطرح العديد من التساؤلات حول خلفيات الحراك الاحتجاجي وأبرز الفاعلين فيه، وحول مدى صحة الخطاب الحكومي الذي يُرجع هذا الوضع إلى تعطيل مواقع الانتاج. كل هذه الأسئلة قادتنا إلى منطقتي المظيلة والمتلوي بجهة قفصة، أين مازالت تنتصب خيام المعتصمين المجاورة لفروع شركة فسفاط قفصة ولمغاسل الفسفاط.

المظيلة: فسفاط العطش

يشهد توزيع المياه منذ أكثر من شهر انقطاعات مفاجئة في مدن الحوض المنجمي. هذه الاضطرابات تفاقمت خاصة في المظيلة، بمنطقتي برج العكارمة والساقي. ما يثير احتجاج الأهالي أن حياتهم تحولت إلى محنة حقيقية، بعضهم يتهم الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه بعدم تحمل مسؤولياتها في الصيانة وتحسين التصرف في قنوات المياه، التي يتضح أنها تهالكت بمرور الزمن وأكلها الصدأ. بعضهم الآخر يؤكد أن استخراج الفسفاط يستنفذ مخزون المياه ويلوّث ما تبقى منه. أجرى موقع نواة لقاءات مع الأهالي والفلاحين للوقوف أكثر على أسباب النقص المستمر في المياه.

اتحاد الشغل وحكومة الشاهد: المواجهة المُؤَجّلة

رغم تحفظاته الكبيرة على خطاب يوسف الشاهد، فقد أبدى الاتحاد تمسّكه بوثيقة قرطاج بوصفها إطارا مرجعيا لتنظيم علاقته بالحكومة الجديدة. ولئن اتسمت الوثيقة المذكورة بصبغة عامة سمَحت بالاستيعاب النظري لمختلف التوجهات، فإن علاقة الاتحاد بحكومة الشاهد ستنتظم مستقبلا داخل الواقع العملي للسياسية، الذي قد يؤدي فيه تعارض المصالح إلى التصادم والمواجهة. ولعل المقارنة بين الأهداف المُعلنة لحكومة الشاهد وارتباطها البنيوي بالدوائر العالمية وبين الخيارات والتوجهات التي يدافع عنها الاتحاد تسمح ببناء ملامح أوّلية للعلاقة المستقبلية بين منظمة الشغالين والحكومة الجديدة.

كلمة يوسف الشاهد في مجلس نوّاب الشعب: الخروج من الأزمة على حساب الفئات الأضعف

مرّر يوسف الشاهد من خلال كلمته في مجلس نواب الشعب، جزءا من برنامجه الاقتصادي وسياسته في مواجهة الأزمة المتفاقمة. إذ لوّح هذا الأخير بانتهاج سياسة التقشّف القائمة على تقليص مصاريف الدولة في قطاع الصحة والضمان الاجتماعي وتسريح آلاف الموظّفين والعمال إضافة إلى الترفيع في الضرائب وإيقاف الاستثمار العمومي والمشاريع التنموية. أمّا رؤيته للتنمية، فتمحورت حول ضرورة الضرب بحزم على التحركات الاحتجاجية والمطلبية وإعادة قيمة العمل كأساس للإنتاج، بمفهومه الخاصّ.

ما هكذا تورد “يا سي كمال “الإبل

بعد قرار مجلس الوزراء تكليف السيد : كمال الجندوبي بمعالجة ملف الحوض المنجمي ، والإعلان عن تحوله إلى قفصة لمباشرة الوضع على عين المكان، يبدو أن السيد الوزير لم يتقدم إلى حد الآن بأي خطة واضحة لحلحلة الأوضاع و لا تحول إلى قفصة ، فانتعشت سوق الوساطة و السمسرة و الحج إلى “بيت سي كمال” ، الذي يبدو كغيره مترددا، يتوجس خيفة من هذا التكليف حسب ما صرح به في بعض المناسبات : “التكليف فخ” قد يكون لغير صالحه.

الثورة والثروة و السلطة: الحوض المنجمي نموذجا

يمكن القول أن الإضراب العام الأخير في الحوض المنجمي كشف عن عناصر مستجدة في سجال اجتماعي سياسي على صلة بالمسار الثوري المتواصل. ولعل أبرز عنصر بهذا الصدد يتصل بمكونات الطبقة السياسية (في السلطة والمعارضة) والتي مأسست وجودها خارج الإرادة الشعبية وفي تعارض معها. وبصورة أشمل وأعم يمكن القول بأن الحوض المنجمي سيظل محتفظا بدوره المحوري في تطور الصراع الطبقي في تونس و في مختلف مسارات الثورة الإجتماعية منها و الوطنية.

شركة فسفاط قفصة “رزق البيليك”. هل يتوقف النزيف ؟

الآن بالذات يزداد وضع شركة فسفاط قفصة تأزما، ويدخل عمالها وموظفوها في إضرابات متتالية منها المفتوح ومنها الظرفي، وتتراوح أوضاع منطقة الحوض بين مواجهات ليلية بين الأمن والشباب وحالة احتقان تزداد بغياب المسؤولية وانسداد أفق التواصل بين الفئات العمالية وعموم الشباب من جهة، والسلطة القائمة من جهة أخرى. إلى جانب مطالب العمال المشروعة فإن بعض الأيادي الخفية تتحرك في هذا الوقت بالذات لتحقيق مكاسب ذاتية ومناصب إدارية والضغط على السلطة في التسويات المتعطلة، وربح بعض النفوذ لمزيد نهب الجهة وخيراتها من الفسفاط. ويبقى الوضع متفجرا في المنطقة ما دام منطق المعالجة والتعامل مع قضاياها هو المنطق القديم.

إعادة تفعيل بطاقة تفتيش قديمة ضد سجين سياسي سابق

ناضل و أعتقل و حكم عليه بالسجن 10 سنوات لم ينفذ منها إلا بعد هروب جلاده، هو حسن بن عبد الله أحد أبناء الرديف الذين قادوا ملحمة الحوض المنجمي أحد المحطات الحاسمة في تاريخ النضال ضد الدكتاتورية المخلوعة، اليوم و في ظل نظام جديد تعرض للإيقاف بسبب بطاقة تفتيش صادرة في حقه منذ سنة 2008 على خلفية أحداث الحوض المنجمي، رغم كونه من المنتفعين بالعفو التشريعي العام.

اهالي شهداء و جرحى الحوض المنجمي يحتجون امام التاسيسي

نظم اليوم مجموعة من اهالي و شهداء انتفاضة الحوض المنجمي وقفة احتجاجية امام المجلس التاسيسي على خلفية ما بات يعرف بقضية المرسوم عدد97 الذي استثنى شهداء الحوض المنجمي من قائمة المتمتعين بالتعويضات. كنا على عين المكان و اعددنا لكم الروبرتاج التالي كما كان لنا لقاء مع المناضل عدنان الحاجي

حوار مع أحد قادة الحركة الإحتجاجية بالرديّف سنة 2008

يرى عدد كبير من المُحلّلين أنّ عدم إعتراف الدولة التونسية بقيمة إنتفاضة الحوض المنجمي يُعادل بتر السياق التاريخي، حيث أنّ جذور ديناميكيّة ثورة 17 ديسمبر 2010 تعود إلى إنتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008، إذ إستلهمت الثورة أسباب نجاحها و مكامن قوّتها من طريقة إحتواء النظام لإنتفاضة 2008، فقد سعى نظام بن علي حينها إلى محاصرة إنتفاضة الحوض المنجمي .

[المضيلة : في حي «السريعة» : «نعيش على مخزون من الذهب، ولكننا لا نجني منه إلا المرض والفقر!» [صور

المضيلة : 15000 ساكن، تقع بمكان ما من الجنوب الغربي للبلاد التونسية، وتأوي هذه المدينة الصناعية للحوض المنجمي قطبين للنشاط صناعي : وحدة تابعة لشركة الفسفاط بقفصة (التي نراها هنا على الصورة) ووحدة جهوية للمجمع الكيمياوي التونسي. وبالرغم من ذلك، فالمضيلة تبقى من أفقر المدن بالبلاد. هو لقاء بلا تنظيم مسبق مع متساكني حي «السريعة»، وهو حي يأوي خاصة عائلات شبه بدوية من الرحل الذين لا يبقون أبدا طويلا بمكان واحد. أما اليوم، فهؤلاء المتساكنين لم يعودوا يرحلون بالفعل، فالفاقة وقسوة ظروف حياتهم تجبرهم على البقاء بمكانهم. إن كامل الحي مبني على مجرى واد وقع ردمه بالتتابع حسب البناءات الجديدة.[…]