إضافة إلى الخطر المقيت بعودة الدساترة وحربائية حلفائهم الجدد، يجد المجتمع الأهلي نفسه اليوم بين مطرقة السلفية بشقيها العلماني والخليجي وسندان الفقر والشرّ والبطالة وكل مخلفات منظومة الاستبداد والفساد والتي أفسدت وتفسد على الناس حياتهم ودينهم.

إضافة إلى الخطر المقيت بعودة الدساترة وحربائية حلفائهم الجدد، يجد المجتمع الأهلي نفسه اليوم بين مطرقة السلفية بشقيها العلماني والخليجي وسندان الفقر والشرّ والبطالة وكل مخلفات منظومة الاستبداد والفساد والتي أفسدت وتفسد على الناس حياتهم ودينهم.
قرأت باهتمام بالغ كتابكم : «من تجربة الحركة الإسلامية في تونس»، وقدّرت فيه ما أكّدتم فيه ودللتم عليه من إضافات للفكر الإسلامي المعاصر للحركة الإسلامية في تونس «ألا وهي الانتقال في التعامل مع الفلسفة الغربية وكيفية النظر فيها من مرحلة النقد المطلق الذي يفقد هذه النظريات أي وجه للحق باعتبارها باطلا محضا إلى مرحلة «الرفض النسبي» أو التعامل الموضوعي…». لذا رأيت أن أتوجه إليكم بهذه الرسالة لدعوتكم العمل على المرور بحزبكم النهضة، وهو الآن في موقع السلطة، من مرحلة إلى أخرى يقتضيها اليوم ما بيده من سلطات وتفرضها مصلحة البلاد بصفة خاصة ومستقبل النهضة ومكانة الإسلام بها بصفة أعم.
يحس العقل البشري بمحدوديته كل حين. ولكنه، تجاه المسألة الدينية مارس إلى أقصى حدٍ تجربة المحدودية وعرف صعوبة تجازوها وإمكانيته. هنا، في هذا المجال، انعقدت وتراكمت سلسلة من التجارب الحسية، تجري اليوم محاولة لفهمها بصورة أفضل. وهذا ما قمنا به، عندما تفحصنا الظروف الاجتماعية والتاريخية للحياة الدينية في إسلام اليوم. ويبقى علينا أن ننظر في اللغة التي هي الفضاء الذي فيه ترتسم ما حفظته الذاكرة الجماعية (الدائمة في عملها الانتقائي والتزويري) من المعاش الاجتماعي التاريخي.