Blogs 793

حركة النهضة بن الانفتاح و الهيمنة.

كان بإمكان حركة النهضة باعتبارها الحزب الفائز في الانتخابات أن تؤكد منذ البداية أنها ستقود البلاد في هذه المرحلة المؤقتة بالطريقة التي تراها مناسبة ، دون أن تضطر إلى بعث رسائل اطمئنان و دون أن تؤكد أن الحكومة المؤقتة ستكون حكومة ائتلاف وطني مفتوحة أمام الجميع للمساهمة في إنجاح هذه المرحلة .

سُبل تجاوز أزمة ما بعد الانتخابات في تونس: الإشهاد الشّعبي

بقلم عماد محنان – إنّ المرحلة الرّاهنة تشهد مفاوضات عسيرة جدّا لتشكيل الحكومة بين أطراف يُفترض وجود قواسم مشتركة بينها كافية للإيحاء بالتّجانس ووجود الثّقة المتبادلة. تصوّرنا في البداية أنّ أكبر المخاطر التي تتهدّد نجاح المجلس الوطني التّأسيسي في مهامّه ومن أوّلها تشكيل الحكومة تتلخّص في احتماليْن لا غير: الأوّل هو احتمال حصول حالات تجاوز فادحة تسفر عن تزوير مقنّع يسمح بمرور نسبة لا يمكن تجاهلها من رموز العهد السّابق وأتباعهم. والثّاني إسفار الانتخابات عن مجلس وطني تأسيسي ذي بنية فسيفسائيّة لا يمكن أن تهتدي إلى سبل التّواصل والحوار فضلا عن التّوافق.

العريضة الشعبية تكتسح مدن الانتفاضة الشعبية

سيدي بوزيد هي الولاية التي اندلعت منها شرارة الثورة التونسية ذات يوم (17/12/2011) واستمرت بها انتفاضة عفوية عظيمة لمدة 20 يوما تقريبا وقدمت الشهداء من مختلف مدنها المحرومة (منزل بوزيان، الرقاب، المكناسي وسيدي بوزيد المدينة …) وخاضت مواجهات دامية مع آلة القمع. وطيلة هذه الانتفاضة لم تكن العريضة قد ولدت ولم يكن لقناة المستقلة أي حضور بل كان باعثها يشتغل على الخط الآخر حيث يخصص المساحة الكبيرة لأمين عام التجمع “محمد الغرياني” …

لماذا رفضت الأقلية النخبوية قبول نتائج الانتخابات

إنّ من أبسط قواعد الديمقراطية هو احترام الأغلبية لحقوق الأقلية في الاختلاف، و كذلك قبول الأقلية لإرادة الأغلبية و الالتزام بها.

لكننا في تونس لم نكن واثقين تماما من قبول ما يسمى بالأقلية النخبوية ممثلة أساسا في الفرنكفونيين ذوي التوجهات المتطرفة التي تتبنى التوجه الانسلاخي عن الهوية العربية الاسلامية، لإرادة عموم أفراد الشعب التونسي و لما أفرزته الانتخابات التأسيسية. و سبب التوجس من هذه المسألة يعود إلى خمسة أسباب أساسية وهي:[…]

نظرية المؤامرة و سوء النية: جزء من الثقافة البنعلية، من أنتم؟

لقد توقفت عن الكتابة عن الشأن التونسي بعد ثورة 14 جانفي و قد كان ذلك القرار نابعا بالأساس من قناعتي بأن الراكبين على الأحداث و المناضلين الجدد هم من سيحتكر المواقع و المنابر الإعلامية بعد إنكسار حاجز الصمت و هروب الرئيس السابق. و لكن مايحدث منذ مدة في تونس جعلني أستشط غضبا من محاولة شرذمة من أشباه المناضلين على الفيسبوك و المدونيين الجدد الذين بتصرفاتهم اللامسؤولة باتوا يقودون البلاد إلى وجهة ستقودنا حتما إما لدكتاتورية جديدة و لتطرف علماني وإسلامي.

الإخوة “بن عاشور” : ثالوث الالتفاف

بقلم عماد الدائمي – ظن التونسيون أن حكم العائلات المتنفذة لبلادنا وتسلّطها على حاضر تونس ومستقبلها ولّى وانتهى إلى الأبد بفرار “الطرابلسية” ومحاكمة من علق منهم في شباك الثورة، ولكن يبدو أن هذا الظن بدأ ينتابه تدريجيا بعض التشكيك والتنسيب على إثر المؤشرات المتواترة على ازدياد نفوذ أسرة “بن عاشور” “البِلديّة” سليلة العلم والقضاء والجاه، عبر هيمنة أبناء شيخ الإسلام العلامة الفاضل بن عاشور الثلاثة: عياض ورافع وسناء على مؤسسات صنع القرار المؤقتة لتونس الثورة وسعيهم المحموم لاحتكار ريادة المرحلة الانتقالية وصياغة المشروع المجتمعي الجديد لتونس المستقبل.

كيف نجح اعتصام القصبة 3 بفضل الحكومة؟

لماذا يتظاهر الناس و يعتصمون و يضربون عن الطعام؟ إنّهم ببساطة يحتجّون و يحوّلون بتلك الأشكال النضاليّة احتجاجهم إلى ضجيج الهدف منه لفت الانتباه من الداخل و الخارج ليقف الرأي العام عند مطالبهم فيفهمها و يتعاطف معها و يساند أصحابها و يدعمهم. و أفشل الاحتجاجات هي التي لا يسمع بها الناس و لا تحظى باهتمام وسائل الإعلام المحليّة و الدوليّة فتمرّ في صمت و لا تترك أثرا يذكر. و اعتصام القصبة 3 حركة احتجاجيّة قيل إنّ المشاركين فيها لم يتجاوز بضع مئات، الأمر الذي دفع بعض المراقبين إلى الحكم عليها بالفشل، و لعلّه حكم متسرّع لأنّ الاعتصامات غالبا ما تتضخّم بمرور الوقت كما حصل في السابق، […]

“شكشوكة” الفن و الدين و السياسة.

في تونس تتسارع وتيرة الأحداث منذ خروج الطاغية و تتداخل، و هذا شيء جميل و إن كان لا يخلو من بعض القبح، و أجمل ما فيه أنّه تعبير مفاجئ عن الحريّة قولا و فعلا بعد أن كان كلّ ما يحدث في الماضي القريب متوقّعا و معروفا ومفروغا منه باعتباره يصبّ في مصلحة بن علي و لا يذكر من الأعمال إلاّ صنيعه و لا يزكّى من الأفعال إلاّ ما يعلي من شأنه و من شأن عائلته الموسّعة حتّى و لو كان ذلك على حساب الوطن و اقتصاده و تقدّمه و سمعته. […]

الملكية الفكرية: كلمة حق يراد بها باطل

بقلم عبد الودود العمراني – بمناسبة انعقاد الملتقى العربي الثالث حول الإبداعات المشاعية من ٣٠-٦ إلى ٢-٧-٢٠١١ بتونس، أعيد نشر هذا المقال وهو إسهام في النقاش على صفحات موقع نواة على الشبكة حول قضية غاية في الأهمية. أودّ في البداية أن ألفت الأنظار إلى نقطة محورية في مسألة الملكية الفكرية ألا وهي أنّها تهمّنا جميعًا. لا تتعلّق الملكية الفكرية بمجرد حقوق الكاتب والمؤلف لعمل أدبي أو فنّي أو علمي، بل هي تجاوزت ذلك منذ منتصف القرن العشرين لتشمل أهمّ نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكل المجتمعات البشرية.

المتحولون يوم 14 جانفي والمعركة الخاسرة ضد التاريخ

يشنّ صديقي عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب “المجد” والمرشح لرئاسة الجمهورية التونسية منذ أسابيع حملة شعواء ضدّ شخصي، لا لشيء إلا لأنّه تصادف حضوري معه في حلقة 13 جانفي الشهيرة على قناة الحرة، عندما تورّط هو في الدفاع عن الدكتاتور المتهالك ومدح خطابه والمطالبة بإعطائه فرصة، في حين ألهمني الله الثقة بإرادة شعبنا واليقين بوصول ساعة نهاية الدكتاتورية والتوقع بأن يكون اليوم الموالي، يوم 14 جانفي، “يوما سيشهده التاريخ باعتباره اليوم الذي سيفر فيه الطاغية الذي لفظه الشعب التونسي”.

معا لوقف جرائم التحرش بالمدارس التونسية

بقلم محمد فراس العرفاوي – قبل الحديث عن إصلاح التعليم (يبدو أن أغلب القوى السياسية منصرفة عن هدا القطاع ”الهامشي”و لا تحتاج إيعازا منا) يجدر بنا الحديث عن مشاكل أخرى تواجه المدرسة التونسية. حديثنا هدا ليس عن ظروف الدراسة و لا عن الفساد ولا حتى البرامج، إنما هو عن مسألة مبدئية لو لم تعالج، فلا فائدة ترجى من أي إصلاح: التحرش الجنسي داخل الحرم التربوي.

الاجندة الفرنسية الخفية خلال الفترة الانتقالية في تونس

بقلم كريم السليتي – فرنسا جنة لكثير من التونسيين و جحيم بالنسبة لآخرين. لغتها خفيفة على اللسان ثقيلة على الاقتصاد الوطني. ثقافتها تنويرية لكنها استئصالية، اقتصادها ينمو لكن ببطئ شديد، بحثها العلمي نبراص للتونسيين لكنه في تأخر عالمي. فرنسا بلد مثير للجدل بالنسبة لكثيرمن التونسيين، بل مصدر انقسام بينهم، حيث يندر أن تجد مواطنا تونسيا ليس له موقف من فرنسا. وحتى عند نفس الشخص قد تكون مواقفه تجاهها متناقضة، قد يرى فيها دولة مستعمرة أذاقت أجدادنا و أباءنا الويلات لكن في نفس الوقت حلم للهجرة.

فالحين كان في الكلام والفعل ربي يجيبوا

نحب نحكي ليوم على “كلمتنا” الوقفة الاحتجاجية إلي تعملت قدام رابطة حقوق الانسان في شارع محمد الخامس لبارح( إلي قالو 2000 راهم جايين وماجاو كان 200 تقريباً) ونحب نسال الشعب التونسي العظيم :ماعادش عندك كلمة؟؟ما عادش عندك ما تقول ؟؟ حققت إلي تحبو الكل م “الثورة “؟؟ إي عندك ألحق حتى نحنا ولينا نعيشو في ديمقراطية شي […]

تسييس الإسلام، النهضة و واقع قواعدها في تونس ما بعد الثورة

بقلم معتز الدليمي – أتابع و بكل قلق المسار الذي تتخذه مواجهة النهضويين مع مناهضي النهضة سواء على الإنترنيت ، مقياس حرارة الشارع التونسي ( بعد أن كان في وقت بن علي الملتقى السري لكل من ناهض فلسفة غرس الرؤوس في التراب للهروب من واقع أكثر من تعيس) أو حتى و لو ببراجماتية مخيفة في الشارع. و هنا أريد أن أعبر عن رأيي أنا و الكثير ممن سيعرفون أنفسهم من “فرسان الإنترنيت” الذين هالهم هذا التحول المخيف الذي جلب بينهم رعاعا و “هوليقانز”و راكبي الثورة إلخ… و لا ننسى كثيرين ممن يتكلمون الآن بنفس لغة بن علي و لكن بلون الإسلام هرة المرة.
Tunisie Principes Republicain

الجمهورية الديمقراطية لا نظام الكمين

بقلم رضا السمين – شيطان الردّة عن الثورة يكمن في التفاصيل، مثل عدم المحاسبة لمن نهبوا ثروات البلاد والعباد أو الانتهازية الحزبية مقابل حماية القنّاصة والقتلة، أو عودة التجمّع الفاسد المفسِد من خلال أحزاب الأسماء المستعارة، أو نسيان مصالح المعطَّلين من الشباب، أو القبول بمرتزقة إعلام النظام المخلوع بدعوى التسامح والياسمين، أو التركيز المرَضي على الخلاف بين المتديّنين والعلمانيين لإشعال الفتنة وتقسيم قوى الشعب خدمة لمصالح معادية للوطن وللناس

لتونس 99 حزبا من أحصاها دخل النار

هي اليوم ثمانون أو أقلّ بقليل أو أكثر و لكنّها على كلّ حال ستبلغ الرقم الذي أبرزناه في العنوان بعد أيّام قليلة فمعدّل خصوبة الثورة التي جاءتنا بهذا الكمّ الحزبيّ في ارتفاع متواصل و نحن نخاف عليها الحسد من عالمنا العربيّ خصوصا حيث لا حكم إلاّ لحزب واحد هو حزب السلطان و يشاركه الوجود لا الحكم بعض الأحزاب الأخرى التي لا تتجاوز في عدّها أصابع اليد و هي على الغالب أحزاب مسبيّة لخدمة سيّدها و صاحب نعمتها. في تونس، كنّا في مثل وضع أشقّائنا ولكنّنا اليوم تحرّرنا و تجاوزنا العقم الذي جثم على أرضنا و هاهي الخضراء خصبة كما يجب أن تكون، ولود تضع لنا ما معدّله حزبا جديدا في كلّ يوم منذ ثورة 14 يناير.

الجماهير الكادحة في الريف التونسي – الحلقة الأولى: تزايد التّفقير

تكشف التحاليل التي تناولت الانتفاضة الشعـبية التي وقعـت أخيرا في تونس عـن غـياب أيّ جهد نظري خاص يدلّ عـلى الاهتمام بأوضاع الرّيف التونسي، بالرغـم من أنّ كادحي الريف شكّلوا المبعـث الأصلي، أو الشرارة الأولى، التي انطلقت منها أهمّ الانتفاضات في التاريخ المعاصر.