تبقى حركة 5 فيفري 72 لحظةً مُضيئةً و مُهمّة في تاريخ تونس المعاصر، و ربّما لا يمكن فهم تاريخ اليسار التّونسي و نشأته، داخل الجامعة و خارجها، دون العودة و إلقاء الضّوء على هذه المحطّة . و هو ما لم يحصل بالقدر الكافي إلى حدّ الآن .

تبقى حركة 5 فيفري 72 لحظةً مُضيئةً و مُهمّة في تاريخ تونس المعاصر، و ربّما لا يمكن فهم تاريخ اليسار التّونسي و نشأته، داخل الجامعة و خارجها، دون العودة و إلقاء الضّوء على هذه المحطّة . و هو ما لم يحصل بالقدر الكافي إلى حدّ الآن .
عرِفَتْ “مكتَبَةُ الجمهوريّة” أَوْجَ نشَاطِهَا وَوَاسِعَ إشْعَاعِهَا ثمَانِيناتِ القرْن الماضِي وبعْدَهَا بِقليلٍ. حرَاكٌ اجتمَاعِيٌّ كَثِيفٌ وفِي ميَادِينَ متعَدِّدَةٍ وخاصَّةٍ في قِطاع التَّعليمِ تَدَعَّمَ بنَقْل “دارِ المُعلِّمِين العُلْيَا” مِن تونِسَ إلى بنزَرْت، صارَتْ نُقْطَةَ تقَاطُعِ الطَّلَبَةِ وكَثيرٍ مِن رِجال التّعليم النَّشيطِينَ حوْلَ صُحُفِ تلْكَ الفتْرَةِ: “الرَّأي”، Démocratie، “الحَبِيب”، “الفَجْرُ”، “المُستقبَل” وخاصَّة في 1981 و1989. يُشْرِفُ عمّ عبد الحميد الزَّمُّوري بنَفْسِهِ علَى بَيْع هذِه الجرَائِدِ سرِيعَةِ الرَّوَاجِ كمَا كانَ يُشْرِفُ علَى بَيْعِ جريدَة “الشَّعْبِ” قبْل أحدَاثِ 26 جانفي 1978. كانَ يفْخَرُ أنْ تُبَاعَ هَذِهِ الجرَائِدُ فِي مكْتَبِهِ ويُصِرُّ على عدَمِ الامتِثَالِ لأوَامِرِ “لجْنة التَّنْسِيقِ” والبُولِيسِ السِّياسي. يُقَارِعُ هذَا السِّلْكَ الحَرِيصَ علَى مُراقَبَةِ المُدْمِنِينَ على شِرَاءِ هذهِ الجرَائِدِ ويُقَيِّدُ أسْمَاءَهُمْ. بيْنَ صاحِبِ المَحلِّ وحُرفائِه اتِّفاقٌ ضِمْنِيٌّ “أنْتَ تُزَوِّدُنَا بالجَرَائِد” ونحْنُ نتَحَدَّى الرَّقَابَةَ.
لقد اهتم المشرع التونسي بهذا الموضوع وأصدر عدة قوانين تنظيمية تتباعت وتنقحت حسب ما تتطلبه الظروف منذ الإستقلال وقد أقر الفصل 15 من دستور1959 : “الدفاع عن حوزة الوطن وسلامته واجب مقدس على كل مواطن)، إلى حين صدور آخر قانون في المجال ألا وهو القانون عدد 01 لسنة 2004 المتعلق بالخدمة الوطنية . وقد ارتأينا أن نلخص تمشي المشرع التونسي في مجال التجنيد لرصد أبعاد المسألة ووضعها في إطارها، كالآتي
بما أنّ هذه الورقة ليست بأكاديمية ولا هي تبعا لذلك بصارمة فإنّني لن أستفيض بدايتها في شرح لفظ “ثورة” مفهوما واصطلاحا. بل سأحاول تعقّب أثر معنى لها أو سواه في سياق نزولها في تاريخ تونس المعاصر. إلاّ أنني أنطلق، منهجيّا، من اعتماد معنى بسيط مألوف ينزّل الثورة في حيّز زمنيّ طرفاه الأوسط قبلُ وبعدُ. وأعزوهما إلى الوسط لافتراض وجود مقاطع زمنية تسبق (ال)قبل وتلي (ال)بعد. إذ يُستمدّ وقود الثورة من الوعي باستحالة التعايش مع نظام سابق تعمل الثورة على محوه ونظام جديد ترنو إلى بسط سلطانه. فما سمّي في تونس، توافقا أو ضرورة، بثورة فإنّما اندلع، عفويا أو مدبّرا، ضدّ قيم قائمة نخرت ضمير البلاد وكادت تؤلّب مواطنيها على بعضهم البعض. لأنها ببساطة إذ تخدم البعض منهم فعلى حساب البعض الآخر الغالب عددا والمغلوب تدبّرا.
لم يكن العسكر يوما دخلاء على مصر أو فراعنة مصر بل كانوا بإختصار شديد أبناء بلد الكنانة وحماته. حيث يعد الجيش المصري أقدم وأعرق جيوش العالم. تم تأسيس الجيش في مصر قبل 7000 سنة من الآن وتعتبر القوات المسلحة المصرية الأقوى عربيا وإفريقيا وهو ما يجعلها تحتل مكانة إستراتيجية في حماية الأمن القومي المصري أولا والعربي ثانيا وفي حل النزاعات الافريقية وحتى الدولية ثالثا.
لعله من المؤسف حقا، بل والمخجل، أن تتعالى أحيانا بعض الأصوات اليوم من بين من اعتلى سدة الحكم في بلد الثورة الشعبية منددة بما تسميه خلطا بين العمل النقابي والنضال السياسي، مستنكرة حق العمال النقابيين في النشاط السياسي.
فوجئت عند قراءة كتاب الأستاذ يوسف الصّدّيق “هل قرأنا القرآن” باشتقاقات مقترحة لكلمات قرآنيّة من اليونانيّة فيها تعسّف غريب، والمفروض أن يرجع الباحث في لغة القرآن إلى اللّغات السّاميّة الّتي تنتمي إليها العربيّة قبل البحث في غيرها. ومع تقديري لاجتهاده، أودّ أن أناقش بعض تلك الاشتقاقات.
على عكس ما يدعيه خصومها، فإن الحركة القومية التونسية ولدت من رحم الحركة الوطنية المطالبة بإستقلال تونس من إستعمار فرنسا ولم تكن يوما وليدة أجندات مسقطة كحركات الإسلام السياسي سليلة الوهابية ،وجماعة الاخوان أو حركة الشيوعية وليدة البلاشفة في العشرينات.فما هي المراحل التي عرفها التيار القومي طوال تاريخه وما الأسباب التي جعلت التيار القومي يولد تونسيا وينتهي ما بين ناصري وبعثي؟
بدْءًا بقضية محمد باجي بن مامي التي أُدين فيها بالسجن لخمس سنوات، في جانفي 2012، وهو العمدة السابق لمدينة تونس، كما سبق له وأن شغل منصب مدير المعهد الوطني للتراث، وتشمل القضية صخر الماطري صهر الرئيس السابق زين العابدين بن علي، المتورطِ بعشرات القضايا العالقة بالعدالة؛ وتمثلُ هذه القضايا واجهة صغيرة لشبكة كبيرة، ومنظمة تم تأسيسها، خلال عقدين من الزمن، بالتواطؤ مع مسؤولين كبار في السلطة السياسية للبلد، للسطو على التراث الوطني وتهريبه
بقلم منصف بربوش – قامت هذه المرأة الفريدة بإنشآءِ أوّل جَـمعِـيّة نسائيّـة في تونس تُـدافع عَلى حقّ المرْأة التّونسيّة في التّعليم وهي (الاتحاد النسائي الاسلامي التونسي) سنة 1936. وقد أ ُنشِـئـَتْ في تونسَ الكثيرُ من الجمعيّات النّسائـيّة بعد ”الاستقلال“، منها جمعيّة ”النّسـآء الدّيمقراطيّات“. وَلم تُـدافعِ أيّ منهنّ عَـمَّـنْ كانت سبّـاقة في المطالبة بحقوقهنّ , هــذه المرأة هي البطَـلَة والرّآئدة السيدة بشيرة بن مراد رحمها الله.
أي علاقة واقعية تربط التونسيين حاضرا بسيرة مؤلف مدونة الإتحاف ومهندس بنود أول دساتيرها ؟