صباح الخميس 29 أكتوبر، في كنيسة نوتردام بمدينة نيس الفرنسية، كانت سيمون باريتو سيلفا، وهي امرأة برازيلية هاجرت إلى فرنسا منذ حوالي ثلاثين عاما، تتضرّع إلى الله طلبا للمغفرة والأمان. وفجأة مزّق جلالة الصمت صوت صارخ مناديا “الله اكبر”. كان إبراهيم العيساوي، تونسي الجنسية لم يتجاوز الحادي والعشرين ربيعا، قدم إلى فرنسا عبر إيطاليا بعد رحلة سرية انطلقت من تونس منذ قرابة شهر، لتنفيذ مهمّة “مقدسة”. كانت سيمون تراقب المشهد السريالي وكأنه فصل تمثيلي من مسرحية تعود إلى القرون الوسطى، إنه مشهد الشاب اليافع، شاهرا سكينه، يتجه إلى سيدة ذات ستين عاما تجلس خاشعة بضع أمتار عن سيمون، ويقطع رأسها عن جسدها في مشهد شبه ملحمي.
