Agriculture 59

نواة °360 – الحلقة #7 – العاملات الفلاحيات

تبدي بعض النساء العاملات في الحقول تذمّرا من العمل بأجر زهيد لا يتجاوز 12 دينارا عن كلّ يوم عمل. ولكنّهن يُبدين في المقابل تعاطفهنّ مع المؤجّر، الّذي يتكبّد بدوره خسائر بسبب شراء المبيدات والأسمدة وخلاص أجور سائقي شاحنات نقل العاملات. هنّ لا يطلبن سوى العيش بكرامة في ظلّ تضخّم الأسعار وينتقدن السّلوك السّلبي للعازفين عن العمل اليدوي والفلاحة الجاهدة. ويسردن روتينهنّ اليوميّ بشكل يجمع بين الرّضا والأمل في غد أفضل، مبديات فخرهن بالعمل في الحقول بعيدا عن صخب المدينة وضغطها.

حرائق جندوبة: عندما تتحالف الجريمة البشرية مع الاحتباس الحراري

الوصول لبؤر الحرائق الخامدة في قمم جبال عين دراهم وفرنانة عبر مسالكها الغابية وتضاريسها الوعرة لم يكن أمرا سهلا البتة، فما بالك بحالة الطريق خلال الأسبوعين الذين اندلعت فيهما الحرائق، أي قبل أن تقوم الجرافات بتهيئته وبسطه أمام حركة السيارات والشاحنات. “دوار الروازيق” القابع على إحدى القمم الغربية لمرتفعات فرنانة واحد من بين الأمثلة الكثيرة التي عايناها على تدهور البنية التحتية الغابية لمنطقة الشمال الغربي.

الأعلاف والأمن الغذائي: مالذي يهدد قطاع اللحوم والألبان في تونس؟

أدّت احتجاجات صغار الفلاحين في عدة مناطق من البلاد إلى تسليط الضوء على قضية الأعلاف الحيوانية التي عرفت أسعارها ارتفاعا مهولا في السنوات الأخيرة، وصلت لثلاث مرات خلال شهر واحد بحسب شهادات فلاحين ووثائق تسنى لـ”نواة” الإطلاع عليها. ارتفاع أسعار الأعلاف ربطه خبراء في الميدان الفلاحي بالعديد من العوامل من بينها تراجع قيمة الدينار التونسي وارتفاع أسعار الأعلاف في الأسواق العالمية، ولعلّ أهم عامل حصل حوله إجماع هو احتكار ثلاث مجامع تجارية كبرى لتوريد وإنتاج الأعلاف في تونس مما أدّى لاحقا للتلاعب بأسعارها والمضاربة حولها.

الفلاحون الصغار في أولاد جاب الله وملولش: إنتفاضة علف الكرامة

لم نكن نتوقع، بعد خروجنا من الطريق السريعة ودخولنا طريقا آخر يمتد على أكثر من عشر كيلومترات، أن يعترضنا طريق فرعي يؤدي لقرية أولاد جاب الله (ولاية المهدية) بتلك الفداحة والضعف والتآكل، حتى أننا نضطر كلما اعترضتنا سيارة في الاتجاه المعاكس أن نخفض من سرعتنا وننزاح لأقصى اليمين حتى يكون بمقدور السيارتين مواصلة طريقهما، لدرجة أننا نجد أنفسنا في أكثر من مرة خارج الإسفلت. ولكن هذه ليست كل الحكاية، فبقية الطريق الذي يمتد على كيلومترات كثيرة غير معبد البتة.

قبلي: موسم جني التمور، مشاكل مزمنة وأخرى مستجدة

تعتبر التمور من أهم القطاعات الفلاحية في تونس. حيث أنتجت واحاتنا، التي تمسح أكثر من 40 ألف هكتار و تحتوي على 5.3 مليون شجرة نخيل، 289 ألف طن من التمور سنة 2018. ويعيش هذا القطاع الاستراتيجي عدد من المشاكل التي تؤثر سلبا على مردوديته. فبالإضافة لانعكاسات أزمة كورونا، يعتبر غياب الدولة واحتكار المصدرين من أهم المعضلات التي تواجهه. وبما أنه يعتبر النشاط الاقتصادي الرئيسي لعدد من ولايات الجنوب، إذ يشغل حوالي 60 ألف فلاح، فإن المشاكل التي يعيشها وضعف مردودية قطاع التمور ستمس شرائح واسعة من المجتمع المحلي، وستؤثر على الدورة الاقتصادية بالمنطقة ككل.

نواة في دقيقة: رؤساء حكومات مختصون في الفلاحة، القطاع أكبر ضحاياهم

بعد تكليفه من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد بتشكيل حكومة جديدة، يكون الحبيب الجملي ثالث رئيس حكومة على التوالي مختص في القطاع الفلاحي بعد يوسف الشاهد والحبيب الصيد. ورغم التكوين الأكاديمي لرئيسيْ الحكومة السابقيْن، إلا أن هذا القطاع لم يعرف في عهديهما بين سنوات 2015 و2019 سوى المزيد من التدهور على مستوى تراجع انتاج المواد الغذائية الأساسية وارتفاع استيرادها من الخارج إضافة إلى تفاقم عجز الميزان التجاري الغذائي وتراجع الاستثمارات الفلاحية. حصيلة كشفت أن الفلاحة كانت أهم ضحايا رؤساء الحكومات من أهل الإختصاص.

نواة في دقيقة: صابة الحبوب، وفرة قي الانتاج وعجز في التخزين

رغم محدوديّة كميات الحبوب التّي أتلفتها الأمطار نهاية شهر أوت الجاري في ولاية الكاف، إلاّ أنّ الحادثة سلّطت الضوء على مشكلة تخزين الحبوب في تونس. إذ ورغم علم وزارة الفلاحة بحجم الإنتاج المنتظر في سنة 2019، إلاّ أنّها فشلت إيجاد حلّ لمحدوديّة طاقة التخزين البالغة 6.270 مليون قنطار، وهو ما أبقى مئات الآلاف من قناطير القمح والشعير في العراء، معرّضة للتلف. وضع صعب يتزامن مع استمرار العجز عن تحقيق الاكتفاء الذاتي وارتفاع واردات البلاد من الحبوب.

نواة في دقيقة: حرائق موسم الحصاد في تونس

بلغ عدد الحرائق 427 بين 04 جوان و11 جوان 2019. وقد تركّزت الحرائق التّي أتت على أكثر من 627 هكتارا من الغطاء النباتي في ولايات الشمال والشمال الغربيّ الأكثر إنتاجا للحبوب مسبّبة خسائر ب1.2 مليون دينار للفلاحين، تزامنا مع توقّعات بموسم إنتاج قياسيّ بحسب وزارة الفلاحة. لتتضارب الآراء لاحقا بين رواية رسميّة ترجّح فرضيّة الحوادث العرضيّة ودعوة اتحاد الفلاحين إلى التحقيق في شبهات أعمال إجراميّة. وقد أضافت الأضرار التّي لحقت بالحقول الزراعيّة عاملا جديدا لأزمة قطاع الحبوب وعجز الميزان الغذائي مع تواصل تراجع الإنتاج وزحف الأراضي البور وارتفاع واردات الحبوب خلال السنوات الفارطة.

نواة في دقيقة: العاملات الفلاحيات، نزيف متواصل

شهدت منطقة السبّالة في ولاية سيدي بوزيد في 27 أفريل 2019 حادثة سير أودت بحياة 13 عاملة في فلاحيّة وجرح 15 أخريات أثناء نقلهن في الصندوق الخلفيّ لشاحنة خفيفة. الحكومة التّي سارعت إلى اتهام السائق والتنصّل من أيّ مسؤوليّة، تعامت عن تجاهلها طيلة السنوات الفارطة، لعشرات الحوادث المماثلة دون أن تحرّك ساكنا لوقف نزيف الأرواح الذّي تسبّبه شاحنات الموت.

الترفيع في أسعار المحروقات: خطوة أخرى نحو ضرب الفلاحة التونسيّة

مثّل قرار الحكومة بزيادة أسعار المحروقات في 31 مارس 2019، ضربة أخرى للقطاع الفلاحي المثقل بتبعات السياسات الحكوميّة التّي أدّت إلى أزمة حقيقيّة تمسّ الأمن الغذائيّ للتونسيّين. فعلى وقع ارتفاع الواردات الغذائيّة بنسبة 15.7% سنة 2018 وأرقام منظّمة التغذية والزراعة للأمم المتّحدة التّي تكشف أنّ 600 ألف تونسي يعانون من نقص التغذية وديون ناهزت 1200 مليون دينار سنة 2017، تظاهر الفلاّحون والصيّادون يوم الأربعاء 10 أفريل أمام مجلس نوّاب الشعب مطالبين بهيكلة شاملة للقطاع، تنقذ البلاد من خطر الفقر الغذائيّ.

ومية: إنتاج الخمور في تونس

نشرت البورصة التونسية ووزارة الصناعة منتصف شهر جانفي أرقام معاملات عدد من الشركات سنة 2018 ومن ضمنها المنتجة للخمور والجعة. وقد بلغت إيرادات الشركة التونسية للتبريد والجعة سنة 2018 قرابة 650 مليون دينار في حين بلغت إيرادات شركة كروم قرطاج 25 مليون دينار سنة 2018. وتعتبر هذه الصناعة التّي تدّر سنويا أكثر من 80 مليون دينار لحساب خزينة الدولة وتوفّر بشكل مباشر وغير مباشر 105 ألف موطن شغل، من أقدم النشاطات الاقتصاديّة. إذ تعود صناعة الخمور في تونس إلى 2800 سنة.

العشّابة، رُحّل كرّسوا حياتهم للأغنام

العشابة همّ رُحّل بالفطرة، يعيشون تحت الخيام ولا يعرفون حياة الاستقرار. كرّسوا جهدهم ووقتهم من أجل أغنامهم التي تعتبر مورد رزقهم الوحيد. حياة العشّاب تدور حول قطيع من الخرفان، يرعاها، ويرحل بها من مكان إلى آخر. وراء هذه الحياة غير الروتينيّة تختفي ملامح المعاناة من فقر وتهميش مُمنهج. أطفال ونساء حفاة لا يعرفون شيئا عمّا يحصل في بلدهم ولم يرتادوا المدارس بحكم طبيعة حياتهم القائمة على الترحال وبسبب ضيق الحال. من خلال هذا الريبورتاج حاولنا رصد القليل من حياة العشّابة قبل أيّام قليلة عن عيد الأضحى، فهم من يرعون الغنم ويبيعونها للتجّار، الذين يستغلّون ظروفهم، وفي الأثناء ليست لديهم القدرة على الاستمتاع بالعيد السعيد.

الأمن الغذائي التونسي بين أزمة هيكلية للفلاحة ومنافسة أوروبية غير متكافئة

تزامنت الذكرى 54 للجلاء الزراعي في 12 ماي 1964 مع تواصل الاستعدادات لاستئناف المحادثات بين تونس والإتّحاد الأوروبي بداية من 28 ماي الجاري حول اتّفاق التبادل الحرّ الشامل والمعمّق. جولة جديدة ستتناول توسيع الاتفاق ليشمل كل القطاعات بما فيها الفلاحة، في ظلّ تهديدات جديّة للأمن الغذائي في تونس مع تواصل تطوّر الواردات الغذائيّة لتناهز 5786 مليون دينار سنة 2017 وبلوغ نسبة العجز الغذائيّ 30%. وضعيّة تنبئ بمرور تونس بعد نصف قرن من الجلاء الزراعي إلى مرحلة الفقر الغذائيّ.

سيدي مذكور: التلوث البيئي يهدد الأراضي الزراعية وصحة الأهالي

بالرجوع الى القضية المرفوعة ضد عشرة مواطنين من سيدي مذكور بمنطقة الهوارية (نابل) لاحتجاجهم على الوضع البيئي في الجهة والآثار البيئية للمياه المستعملة لمصانع تحويل الإنتاجات الفلاحية كالطماطم وغيرها، فإنه في صائفة 2017 لم تكن الروائح الكريهة المنبعثة من معامل الطماطم أقل وطأة على قلوب الفلاحين من صرف مياه المعامل في الأراضي الزراعية والذي كان سببا واضحا في انتشار الأمراض وفي إتلاف المحاصيل الزراعية.

القطعاية: تجربة فريدة في استغلال الأراضي الرملية

القطعاية بمدينة غار الملح (بنزرت)، هي أراضي رملية يطوّقها البحر وتحتوي على غراسات وزراعات بيولوجية متنوعة. من خلال هذا الروبورتاج يتحدث الفلاح يوسف الولدي عن هذه التجربة الفلاحية، موضحا خصائص التربية الرملية ومدى تأثرها بملوحة البحر، إضافة إلى نوعية الغراسات وجودتها ومدى إنتاجيتها.

الزقوقو: ستة أشهر من العمل الشاق من أجل الاحتفال بيوم واحد

يُصادف أول يوم من شهر ديسمبر لهذه السنة، ذكرى المولد النبويّ، الذّي يحتفل به التونسيّون عادة بإعداد ما يعرف بعصيدة الزقوقو. موسم جني الصنوبر الحلبي، المعروف محليّا باسم “الزقوقو”، انطلق منذ بداية شهر نوفمبر الجاري في شمال البلاد أين تتواجد أشجار الصنوبر بكثافة. إثر لقاء جمعنا بمحمد مختار، مدير وكالة استغلال الغابات، التابعة لوزارة الفلاحة، والتّي تقدّم كلّ موسم عرض طلب لاستغلال مقاسم غابات الصنوبر الحلبيّ، توّجه فريق نواة إلى أحد غابات بنزرت أين انتقلت خمس عائلات بأسرها لتعمل حتّى شهر ماي في جني حبوب “الزقوقو”. في قصّة الباي، بمعتمديّة ماطر، وعلى امتداد 50 هكتارا، تنتشر بعض الخيام الرثّة التي تأوي العملة وعائلاتهم خلال موسم الجني الذّي يتزامن مع فصل الشتاء الصعب في تلك المنطقة الجبليّة.

قراءة في سبل تحقيق التثمين الصناعي لزيت الزيتون التونسي

ليس سرّا أن زيت الزيتون التونسي، وهو من أهم الثروات والصادرات الوطنية، يصدّر بنسبة 80 إلى 90 بالمائة كمنتوج خام وتخسر تونس نتيجة لذلك آلاف المليارات من الموارد بالعملة الصعبة لفائدة الأطراف الخارجية الأوروبية وخاصة إيطاليا، التي تستحوذ بهذه الطريقة منذ الاستقلال على جل المداخيل المتأتية من إعادة تصدير هذه الثروة بعلامات تجارية إيطالية بعد إنجاز عمليات التثمين الصناعي والتعليب وغيرها، وهي الأنشطة ذات القيمة المضافة العالية المرتبطة بما يسمى بشبكة القيمة التي تحتاج إلى تكنولوجيات وتقنيات صناعية متطوّرة.

بتّة جمنة 2017: التجربة مستمرّة

بين 09 أكتوبر 2016 و02 نوفمبر 2017، تاريخ البتّة العموميّة لبيع محصول تمور هنشير “ستيل” في جمنة لهذه السنة، اختلفت الأجواء وطغى الطابع الإحتفالي منذ صبيحة يوم الخميس على تلك البلدة التي كانت في صدارة الإهتمام الإعلامي والتجاذبات السياسيّة خريف السنة الفارطة. المزاد العلني الذّي رسا على التاجر العيدي كريّم أصيل معتمديّة جمنة بقيمة مليون و541 ألف دينار، وبحضور ممثّلي وزارة الفلاحة التّي آل إليها ملفّ الواحة، مثّل محطّة مهمة في مسار المواجهة بين تجربة الاقتصاد التضامني التي أطلقتها جمعيّة حماية واحات جمنة منذ سنة 2011 وبين الدولة التي حاولت عرقلة البتّة الفارطة وما تزال حتّى هذه اللحظة تخنق التجربة بتجميد الحسابات البنكيّة للجمعيّة.